May 06, 2019 3:34 PM
اقتصاد

يازجي من عكار: استمروا بثباتكم وبعيشكم الواحد المشترك

واصل البطريرك يوحنا العاشر يازجي زيارته الى عكار، فزار المدرسة الوطنية الارثوذكسية في الشيخ طابا، يرافقه الارشمندريت برثنيوس اللاطي، الارشمندريت ألكسي شحادة، الارشمندريت جورج يعقوب والشماس ملاتيوس شطاحي، بحضور مدير المدرسة النائب السابق نضال طعمة، راعي ابرشية عكار الارثوذكسية المتروبوليت باسيليوس منصور ورئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت رومانوس الحناة، حيث استقبل بالتراتيل ليدخل الى حرم المدرسة على وقع موسيقى كشافة المدرسة.

وأطلق يازجي مع منصور طيور الحمام عربون السلام والمحبة، ثم أزاح الستارة عن لوحة تذكارية تؤرخ لزيارته الى المدرسة، ليرعى افتتاح معرض بعنوان "انطاكيا تنتصر على الالم" يضم 35 لوحة تحكي حماية انطاكيا المقدسة، ساهم برسمها اساتذة الرسم في المدرسة ألبير عبود وريما طعمة وماجد عبدالله وعدد من طلاب القسم الثانوي. وتم تقديم لوحة للرسام ماجد عبدالله باسم اساتذة المدرسة، الى يازجي الذي كتب كلمة في سجل المدرسة.

ثم عقد يازجي ومنصور لقاء مع الاساتذة، في قاعة عصام فارس داخل حرم المدرسة.

طعمة 
بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب لمسؤول القسم التكميلي في المدرسة جورج رزق، قال طعمة: "المسيح قام، حقا قام. بتهاليل فرح القيامة نرحب بقدومكم، فقد بورك هذا الصرح بحلولكم في رحابه يا صاحب الغبطة. زرتمونا فانتشت خوابي البركة في ديارنا، وعم الفرح مزهوا في قلوبنا، وانثنت المشاعر مطمئنة في اشرئباب زرع صالح، يرنو إلى نعمة السماء. هذا الزرع ينقي جذور إيمانه، ويشذب أغصان تحدياته، ويغذيه بسماد الكلمة، بشكل واضح ومستمر، راعينا الجليل المتروبوليت باسيليوس الجزيل الاحترام، ونلتمس من خلال توجيهه، ومن رؤاكم التي تثبت الصواري في ظل اشتداد موج هذا الزمن العاتي، أن لنا رسالة في الشرق، لأننا فيه وجدنا، وفيه قدمنا الشهادة، فيه ولدنا، وفيه جددنا الولادة، صيرنا أرضه سماءنا، ورحابه رجاءنا، ومستمرون لنبقى ونحيا".

أضاف: "رسالة المدرسة الوطنية الأرثوذكسية اليوم، برعاية وتوجيه المتروبوليت باسيليوس، تكمن في أنها وفية أولا للأسس التي كرسها مؤسسها المثلث الرحمات المتروبوليت بولس بندلي نفعنا الله بصلواته، فبيادرنا شراكة تجمع القمح الصالح من كل البساتين، وقلوبنا مشرعة لكل الناس، وقيم الحق أمانة في أعناقنا إلى يوم القيامة، هذا هو سعينا، وهذا هو مرادنا، وإن كانت التحديات اليوم أعتى، فهمة سيدنا باسيليوس صخر تتلاشى الأمواج بارتطامها به، فصيف السلام آت لا محال. وهنا نسأل غبطة البطريرك مؤازرة روحية، وأدعية رسولية تكرس عمق الشراكة، التي نأمل أن تترجم ميدانيا باحتضان تخلع فرضته المواجهة الشرسة مع وحش هذا العالم".

وتابع: "العالم يفرض إيقاعه علينا، ويطحننا بثقافة استهلاك غريبة عن هويتنا، وهنا لب دورنا في بلورة لغة جديدة، وخطاب جديد، لنخاطب قلوب وعقول أبنائنا، وأقول القلوب قبل العقول، فالوحدة الكيانية تساهم في بلورة شخصية متزنة تدرك ما تفعل، وتعرف إلى أين تريد أن تصل. قدرنا أن ننتصر على ألم انسلاخ بلداننا عن السلام المرتجى، كما انتصرت أنطاكية في تاريخها، على الاضطهاد، على الهرطقات، على المؤامرات الداخلية والخارجية. قدرنا أن نصرخ اليوم في وجه عالم يدعي العدالة، أن ارفعوا الظلم والقهر والاستغلال عن شعوبنا، دعوا هذا الشعب يعيش، كما يريد، لا كما تقتضي مصالحكم وتجارتكم وصفقاتكم. قدرنا أن يبقى هذا الصوت عاليا، إلى أن يتحرر هذا الشرق من عبودية التبعية، إلى أن يعتق من القتل والتهجير والخطف، إلى أن نجد مسؤولا على امتداد هذه الكرة الأرضية لا يدفن رأسه في الرمل حين نسأله لماذا تقتلون أبناءنا؟ لماذا تسبون إخوتنا؟ أين إخوتنا المخطوفون والمأسورون؟ أين مطرانا حلب اللذان حملا على منكبيهما جراح خرافنا الضالة، فنالت يد الغدر منهما وسط سكوت دولي مخيف، ووسط تعتيم غريب على مصيريهما؟".

وختم: "سيدي البطريرك، عهد علينا أن نبقى في هذا السعي، لتبقى شعلة الأرثوذكسية شاهدة للمحبة الأولى. بركتكم زادنا، وأهلا وسهلا بكم في هذا الصرح، وفي قلوب كل تلاميذه وموظفيه ومعلميه".

يازجي 
أما يازجي فقال: "انها شهادة حق للمتروبوليت باسيليوس منصور راعي هذه الابرشية المحروسة بالله وللاستاذ نضال طعمة مدير المدرسة، وتحية من القلب لكل ما عاينت وشهدت وهذا ان دل على شيء فهو يدل على كبير الجهد المبذول والعطاء الروحي المعطى بفرح من قبل الجميع ونهم اساتذة هذه المدرسة".

أضاف: "ان سيدنا الراحل بولس بندلي المثلث الرحمة الذي كنا مع سيدنا باسيليوس معاونين له في خدمة هذه الابرشية، نشهد على عظمة مآثر ما ترك مذ ان اسس المدرسة، واليوم يكمل سيدنا راعي الابرشية المطران منصور هذه المسيرة وبصمات نجاحه واضحة وجلية واننا نقول للجميع تعالوا وانظروا. انا فخور جدا بهذا الصرح التربوي بكل ما في الكلمة من معنى بحيث انكم تغذون ليس العقل فقط بل النفس والروح، فخورون بكم وتأثرت جدا بما عايناه وسمعناه. وكما قلت إن هذا الامر ليس بجديد علينا فنحن واكبنا المدرسة منذ نشأتها وها هي اليوم بهمتكم وبتعبكم جميعا، صرح تربوي متألق".

وتابع: "بالرغم من كل الصعوبات والتحديات العنيفة التي تحيط بنا وحرب الفكر التي نواجهها على اكثر من صعيد، إلا ان دوركم هو ان تقدموا في مواجهة ما يقدم من فساد وتعملون لكل صلاح ولكل مفهوم حقيقي لمعنى حياة الانسان".

وأردف: "في انطاكيا، في لبنان وسوريا وفلسطين وفي كل مكان، اننا مدعوون للسير الى الامام نحو النور الالهي، مهما قاست وجارت الايام سنبقى متجذرين في ارضنا، ثابتين بإيماننا وفي عملنا وفي عائلاتنا وهذا ما انتم تقومون به، مبارك لكم عملكم".

وإذ شدد على اهمية "التنمية في عكار وتعزيز روح العيش الواحد ولحمة العيش المشترك الحاضر دائما بين ابناء هذه المنطقة العزيزة"، ختم قائلا: "استمروا بثباتكم وبعيشكم الواحد المشترك وبعطائكم المحروس بالله".

هدايا 
ثم تسلم يازجي من منصور وطعمة هدية تذكارية عبارة عن دعاء من اساتذة المدرسة منسوج بأدعية وصلوات راهبات دير مار يعقوب، وهدية المدرسة الى الضيف والوفد المرافق.

كما قدم يازجي الى طعمة أيقونة العذراء وكتابا له صادرا عن جامعة البلمند، وايقونة العذراء وهدية شخصية عربون محبة وتقدير.

كما وزع هدايا رمزية على اساتذة المدرسة.

وختاما كانت مأدبة غداء أقامتها ادارة المدرسة تكريما للبطريرك الضيف، أعقبتها زيارة رعوية ليازجي الى رعيتي كرم عصفور وعدبل، بحضور منصور والوفد المرافق وشخصيات سياسية واجتماعية وكهنة ورؤساء بلديات ومخاتير، وكانت كلمات ترحيبية بيازجي الذي بارك بجموع المشاركين في الاستقبال. 
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o