Apr 27, 2019 6:27 AM
صحف

جنبلاط في مواجهة مفتوحة مع حزب الله

كتبت صحيفة العرب اللندنية: تتجه العلاقة بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحزب الله نحو المزيد من التوتر ما يهدد بقطيعة بين الطرفين، على وقع استمرار الخلاف حول معمل عين دارة لينضاف إليها الموقف الذي أعلنه جنبلاط مؤخرا بخصوص مزارع شبعا المحتلة.

وشكّك جنبلاط في لبنانية مزارع شبعا في تصريح أثار ضجّة واسعة. وفيما التزم حزب الله الصمت تولت شخصيات محسوبة عليه التصويب على الزعيم الدرزي، وتجييش الرأي العام المحلي وخاصة سكان المثلث الحدودي.

ويتخذ حزب الله من احتلال إسرائيل لهذه الأراضي ذريعة للإبقاء على سلاحه، رغم أنه ثبت بالكاشف خلال السنوات الأخيرة أن هذا السلاح موجه بالأساس لخدمة أجندة إيران في المنطقة انطلاقا من سوريا مرورا بالعراق وصولا إلى اليمن.

وقال جنبلاط المعروف عنه مناوئته لإسرائيل، في حديث تلفزيوني “أرى أن مزارع شبعا ليست لبنانية، ولكن بعض الضباط اللبنانيين في مرحلة التحرير بالعام 2000 استبدلوا الخرائط بالتعاون مع ضباط سوريين، بهدف إبقاء الذرائع بيد سوريا وغيرها من أجل تحريرها”.

وكانت مزارع شبعا تحت السيطرة السورية حينما احتلتها إسرائيل في العام 1967، وفيما تصر الدولة اللبنانية على أن هذه الأراضي تابعة لها ترفض سوريا تقديم أي وثائق أو اعتراف رسمي بلبنانيتها.

ووصف جنبلاط في حديثه الرئيس بشار الأسد بالكاذب قائلا “هو أكبر كذاب في العالم وأملك معلومات من دبلوماسي روسي أتى في العام 2012 إلى المختارة وأخبرني أن الأسد أرسل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر روسيا وأبلغه أنه في حال تم تقسيم سوريا فإن الدويلة العلوية لن تكون ضد إسرائيل، فكان جواب نتنياهو أننا نريد رفات الجاسوس كوهين”.

وفيما بدا جس نبض لحزب الله تساءل جنبلاط “لماذا لا يعيدون النازحين إلى قراهم في منطقة القلمون التي احتلها النظام وحلفاؤه؟”، ويتولى حزب الله السيطرة على المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية.

وزادت تصريحات جنبلاط من حدة التوتر مع حزب الله الذي تقول أوساطه إن الأخير يتجه لقطع خط الرجعة، وأنه من الصعب تجاوز مواقفه الأخيرة.

وفيما التزم الحزب رسميا الصمت وعدم التعليق على جنبلاط تولّت شخصيات موالية له مهاجمة رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي. وصرّح النائب قاسم هاشم الجمعة “‏إذا كانت المواقف والآراء وتغييرها هواية ‏لدى البعض فإن هوية الأرض ثابتة وحقيقية لا تبدل من واقعها وحقيقتها لحظة تخلّي أو هواية التصويب السياسي في غير مكانها وزمانها”.

من جهته رد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد أن “مزارع شبعا لبنانية وملكيتها مؤكدة بالوثائق والمستندات والتاريخ والجغرافيا، وهويتها متجذرة في هذه الأرض أكثر بكثير من عدد كبير من ساسة هذا البلد”.

ويعود التوتر بين الزعيم الدرزي وحزب الله إلى سحب وزير الصناعة وائل أبوفاعور لترخيص معمل إسمنت لأحد الوزراء السابقين في منطقة عين دارة بمحافظة جبل لبنان، كان منحه الوزير السابق حسين الحاج حسن، الأمر الذي عده حزب الله استهدافا مباشرا له، ومسعى للإيحاء بتورطه في قضايا فساد، وهو الذي أعلن فتح الحرب على هذه الظاهرة.

وسعى جنبلاط لاحتواء الازمة مؤكدا أن الأمر لم يكن يحمل نية مبيتة تستهدف الحزب إلا أن الأخير أصرّ على مواقفه، ورفض ملاقاة جنبلاط في منتصف الطريق.

وفي خطوة لإسقاط قرار أبوفاعور توجه حزب الله إلى مجلس شوري الدولة المعروف بموالاته له، وبالفعل وكما هو متوقّع أبطل المجلس قرار وزير الصناعة.

وبدا أن حزب الله اراد بخطوته هذه التأكيد على أنه الطرف الأقوى وان لا أحد يمكنه تجاوزه، فكان أن غرد جنبلاط قائلا “لا عجب أن يصدر قرار من هيئة قضائية باستباحة الطبيعة في محمية أرز الشوف والأملاك الخاصة لعين دارة. إن البلد كله مستباح، يبدو، لخدمة الممانعة من الكسارات وصاعدا. حتى إن ذكر إعلان بعبدا أصبح جريمة. لكننا سنستمر في المواجهة السلمية المدنية، نتحدى تزوير الحقائق من أجل لبنان أفضل”.

ويقول محللون إن إقحام جنبلاط في تغريدته لإعلان بعبدا، يحمل أكثر من رسالة لأكثر من طرف، خاصة وأنها تزامنت مع الجدل الذي أثارته تصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب بخصوص مناقشة الاستراتيجية الدفاعية للبلاد ومن ضمنها سلاح حزب الله.

وكان بوصعب القريب من رئيس الجمهورية ميشال عون اعتبر أن بحث هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يتم في ظل وجود التهديد الإسرائيلي، في تناقض تام مع وعود عون قبل الانتخابات النيابية والأهم ضرب إعلان بعبدا الذي شدد على بحث هذه المسألة عبر عقد حوار وطني، لا أفق له على المدى القريب وحتى المتوسط.

وتوحي تصريحات جنبلاط بأنه ليس في وارد التراجع مجددا أمام حزب الله، خاصة وأنه سبق وأظهر نية في احتواء الأزمة بيد أنه لم يجد تفاعلا من الحزب.

"الاشتراكي" يرد: صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي ما يلي: "جرياً على عادته، لن ينزلق الحزب التقدمي الإشتراكي إلى الرد على صغار العملاء والشتامين الذين يعتاشون سياسياً من خلال إرضاء مشغليهم داخل وخارج الحدود.

ويؤكد الحزب لجميع المعنيين إستعداده لإعادة سحب الخرائط التي كان قد برزها في العام 2000 التي تثبت صحة أقواله.

وكانت قد صدرت سلسلة ردود على حديث رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط لاسيما اعتباره ان مزارع شبعا غير لبنانيّة وآخرها كان للنائب جميل السيّد الذي غرّد كاتِبا:"جنبلاط: "مزارع شبعا ليست لبنانية وقد إستبدلوا الخرائط لإبقاء الذرائع بيد سوريا وغيرها"!

كنت أطلعت جنبلاط أن مزارع شبعا لبنانية ومسجّلة في عقارية صيدا، وأن الخريطة طلبها لارسن ورفضتها إسرائيل لتُبقي إحتلالها للمزارع! أجابني جنبلاط يومها أنه لم يكن يعلم بهذه الحقيقة! واليوم إنقلب...".

جنبلاط: "عاشت الممانعة"

كذلك، نشر جنبلاط عبر حسابه الخاص على تويتر صورا، معلقا: "كسارات الممانعة وحلفائهم من آل الاسد وشركائهم .عاشت الممانعة". 

وكتبت صحيفة الشرق الاوسط: بعد تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي هاجم فيه حزب الله على خلفية معمل اسمنت، سارعت مصادر مطلعة على موقف "حزب الله" للرد عليه مستهجنة "الهجوم غير المبرر على الحزب ومحور الممانعة على خلفية ملف معمل الإسمنت الذي لا علاقة أصلاً للحزب به"، ولفتت المصادر في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "القرار الذي صدر عن مجلس شورى الدولة يؤكد قانونية القرار الذي سبق أن اتخذه الوزير الحاج حسن، والذي حاول الوزير الحالي تصويره وكأنه غير قانوني، وكأننا لم نعد إلى مجلس الوزراء ووزارة البيئة قبل إصداره".
وأشارت المصادر إلى أنه "بعد سنوات من اعتماد الحزب و(التقدمي الاشتراكي) سياسة (ربط النزاع) باعتبار أن هناك الكثير من الملفات التي يختلفان عليها بشكل جذري، خصوصا الموضوع السوري، كانت العلاقة باردة ولكن موجودة، لكن تحولت اليوم هذه العلاقة إلى مقطوعة، وبأدنى مستوياتها"، لافتة إلى أن "الوساطات التي كان تُبذل لعقد لقاء بين الحزب وجنبلاط تعثرت بعد عدم تجاوب الأخير معها". 
وقالت: "أما إعلانه قبل يومين عدم لبنانية مزارع شبعا فقط لأنه منزعج لما آلت إليه الأمور في موضوع المعمل، فيندرج بإطار العمل السياسي الارتجالي غير المدروس والمقبول"، لافتةً إلى أن "موقفه هذا الذي يتزامن مع قرارات ترمب إهداء القدس والجولان لإسرائيل، موقف غير مقبول على الإطلاق ونتمنى أن يتراجع عنه".
بالمقابل، أكد مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، رامي الريس، أن حزبه لا يبحث عن افتعال سجال مع "حزب الله" أو سواه من القوى السياسية اللبنانية "لكن بالنهاية نحن طرف أساسي في هذا البلد وفي المعادلة السياسية ولنا وجهة نظرنا من كل القضايا والملفات المطروحة، ونحن من الأساس لم نكن نرغب بخلاف مع الحزب على معمل إسمنت أو مشروع تجاري فقط لأن وزارة الصناعة التي يتولاها الوزير أبو فاعور قامت بواجبها، وأبطلت مرسوماً صدر على أسس غير تقنية وفيه كثير من الفجوات والعثرات". 
وقال الريس لـ"الشرق الأوسط": "أما بالملفات الأخرى، فوليد جنبلاط لا يتحدث عن عبث، إنما عن معطيات متوفرة لديه حول ملف مزارع شبعا، وجميعنا نذكر ذلك الجدل الذي اندلع بعيد الانسحاب الإسرائيلي ولاحقاً الانسحاب السوري حول تثبيت هوية هذه المزارع وتمنّع النظام السوري عن تزويد لبنان بوثائق تثبت لبنانيتها"، وأضاف: "بالتالي ليس جنبلاط الطرف الذي يُتهم بالتفريط بالأراضي اللبنانية أو بأي شبر منها في حال كانت مثبتةً هويتها. ونحن لن ننجر إلى حملة الردود الرخيصة التي يتولاها بعض أبواق النظام السوري المرتكزة على التهديد والوعيد الذي لا نخاف منه اليوم ولم نخف منه في أي وقت سابق". وعما إذا كان سيكون هناك أي لقاء قريب مع "حزب الله" لرأب الصدع، قال الريس: "عندما تتوافر الظروف المناسبة يُعقد اللقاء".

ردود من حلفاء سوريا و"الحزب" على كلام جنبلاط

كتبت صحيفة الحياة: لقي كلام جنبلاط ردود فعل عدة منها لوزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد عن أن "مزارع شبعا لبنانية وملكيتها مؤكدة بالوثائق والمستندات والتاريخ والجغرافيا، وهويتها متجذرة في هذه الأرض اكثر بكثير من عدد كبير من ساسة هذا البلد".

أضاف مراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "لن نستكين الى أن نستعيد آخر شبر من ارضنا المغتصبة".

ودافع رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، عن الأسد قائلا أنّ "من يرى هذه الحملة المستمرة على سورية ورئيسها وعلى المقاومة وخطّها، يدرك أنّنا أمام وعود وأكاذيب وأضاليل جديدة من الإدارة الأميركية لمن ينعتها بالكاذبة مراراً وتكراراً.. ومع ذلك تراه ينجرّ من جديد من دون الأخذ بالحسبان "خطّ الرجعة".

وتابع: "المضحك آخرها كان بوصف رمز الصدق والأخلاق والوفاء والرجولة بالكاذب الأكبر… والقائلُ بالعفّة إن حاضر ما أفصحه. فالأحمق يُعرف بثلاثة أمور: كلامه في ما لا يعنيه، وجوابه عما لا يُسأل عنه، وتهوّره في الأمور. بشار الأسد انتصر والمقاومة انتصرت ودعم روسيا وإيران للحق أثمر.رغم أنف كل من تآمر على هذه الأمة من الداخل والخارج".

وأكد عضو كتلة "التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، أن "الوثائق المتعلقة بحدود مزارع شبعا أودعت في الأمم المتحدة منذ عام 2000?، داعيا إلى "وقف المزايدات في هذا الملف، وهو لا يحتاج الى إعادة ترسيم لهذه الحدود في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولدينا كل الأدلة التي تؤكد لبنانيتها والقضية الآن هي كيفية إستعادة هذه الأرض"، مشيرا الى أنه "على البعض أن يقتنع بأننا لا نحتاج الى وثائق جديدة".

ورأى أن "الأمم المتحدة تتعاطى معنا بمعايير مزدوجة وفق ما تقتضيه المصلحة الإسرائيلية وهناك وثائق واتفاقيات بين لبنان وسورية تؤكد لبنانية هذه المزارع.

وردت هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا على جنبلاط، مطالبة بـ"التراجع عن حديثه التلفزيوني".

وأسفت "أن يعود بنا الأستاذ وليد جنبلاط بالجدل حول حقنا في أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو جدل تجاوزناه منذ سنوات حين التقينا به وسلمناه ملفاً عن لبنانية المزارع والتلال، وأعدنا تسليمه هذا الملف أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري، حيث صدر قرار بإجماع وطني بتاريخ 7 أذار 2006 بأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أراض لبنانية محتلة من قبل العدو الصهيوني ويجب تحريرها".

ولفتت إلى أن "صدور هذا الموقف لجنبلاط، بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب العدواني ضد عروبة الجولان،أمر مريب ويطرح علامات استفهام حول ما يحكى عن الضغوط التي تمارس على لبنان من أجل ادخاله في صفقة القرن والتطبيع مع العدو واستبدال الحدود الدولية للبنان بما يسمى بالخط الأزرق".

وأحالت الهيئة جنبلاط "إلى مواقف الرؤساء الثلاثة وبخاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهي مواقف أكدت على حق لبنان في المزارع والتلال وضرورة تحريرها من الاحتلال، كما نحيله على البيان الوزاري للحكومة خاصة وأن فريقه السياسي ممثل فيها وملتزم بيانها الوزاري وذكرت أن قانون العقوبات المادة 277 منه، يعاقب كل من يقتطع أو يتنازل عن أراضٍ لبنانية للغير".

وردت مفوضية الإعلام في "الحزب الاشتراكي" على الردود على جنبلاط ببيان جاء فيه: "جرياً على عادته، لن ينزلق الحزب التقدمي الإشتراكي إلى الرد على صغار العملاء والشتامين الذين يعتاشون سياسياً من خلال إرضاء مشغليهم داخل وخارج الحدود. ويؤكد الحزب لجميع المعنيين إستعداده لإعادة سحب الخرائط التي كان قد برزها في العام 2000 التي تثبت صحة أقواله".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o