Mar 22, 2019 6:59 AM
صحف

بومبيو في بيروت اليوم حاملاً عصا وجزرة!

تتجه الانظار اليوم الى زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبيروت التي تستمر ليومين وتنظر اليها الأوساط الديبلوماسية المعنية كاحدى أكثر زيارات المسؤولين والموفدين الاميركيين اثارة للتعقيدات وحتى المخاوف، نظراً الى الطابع المتشدد لمواقف الادارة الاميركية الحالية من جوانب جوهرية في الواقع اللبناني ستكون في صلب برنامج محادثات بومبيو مع المسؤولين اللبنانيين.

وحسب معلومات "اللواء"، فإن الوزير الأميركي قد يستهل لقاءاته من عين التينة، بلقاء مع الرئيس نبيه برّي، الذي سيُثير معه مخاطر السياسة الأميركية بالنسبة إلى لبنان والقضايا العربية، والتمسك اللبناني، غير القابل للتفاوض بحقوقه الكاملة في المنطقة الاقتصادية البحرية.

ثم يزور السراي الكبير، ويعقد محادثات مع الرئيس سعد الحريري، الذي سيبقيه على طاولة الغداء، مع الوفد المرافق، ويغادر الزائر الأميركي من دون الإدلاء بأي تصريح، متوجهاً إلى قصر بسترس، حيث يجتمع مع وزير الخارجية جبران باسيل، ومن هناك يتلو الوزير بومبيو بياناً مكتوباً، يلخص فيه موقف بلاده مما يجري في لبنان والمنطقة، فضلاً عن الالتزامات بتقديم المساعادت الممكنة للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.

ويزور بومبيو قصر بعبدا، عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، للقاء الرئيس عون، الذي كانت له سلسلة مواقف في ما خص العقوبات على حزب الله.

وافادت "اللواء" ان حزمة جديدة من العقوبات ستطال شخصيات لم تشملها العقوبات السابقة.

وإذ استبعدت مصادر ديبلوماسية لبنانية أن يحمل بومبيو معه "مفاجآت، أو ان تحدث زيارته اختراقات في مواقف الإدارة الأميركية لم يتطرق اليها المسؤولون الاميركيون الذين زاروا لبنان قبلاً"، اعتبرت "انّ تكثيف الزيارات الاميركية الرسمية للبنان تدل الى قلق أميركي ممّا تعتبره واشنطن بداية تقارب لبنان مع المحور الإيراني في المنطقة". وتوقعت أن يثير الجانب اللبناني قضية النازحين السوريين، "لكنّ الجواب الاميركي سيكون الجواب نفسه الذي أعلنه كلّ من مساعد بومبيو للشؤون السياسية ديفيد هيل ومساعده لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، من أنّ الوقت لم يحن بعد لعودة آمنة للنازحين، في انتظار نهاية المرحلة الانتقالية في سوريا، وأنّ الولايات المتحدة الاميركية ليست في صَدد تمويل المبادرة الروسية وإعادة إعمار سوريا التي يطلب الروس أن يُرصد لها مبلغ 250 مليار دولار". ولفتت المصادر الى "انّ لبنان سيثير أيضاً مسألة ترسيم الحدود البحرية وسيتلقّى الجواب الذي كان أعطاه ساترفيلد والمساند للموقف الإسرائيلي، طبعاً مع وعود فارغة بالمساعدة على حل هذه المشكلة".

ورأت المصادر أن بومبيو "سيشدد في المقابل على ضرورة مواجهة تصاعد النفوذ الإيراني في لبنان، وخصوصاً بعد تولّي "حزب الله" حقيبة وزارة الصحة، التي هي من أكبر الوزارات في الحكومة. وسينبّه الى ضرورة التأكد من انّ الحزب لن يستغل وجوده في هذه الوزارة، أو في الحكومة، لزيادة موارده، أو للالتفاف على العقوبات الأميركية عليه وعلى إيران. كذلك سيُذكّر بومبيو المسؤولين اللبنانيين "بما شَدد عليه مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسلي، من أنّ الولايات المتحدة تراقب النظام المصرفي اللبناني، وأنّ السماح بالتفاف "حزب الله" أو إيران على العقوبات الأميركية ستكون له عواقب كبيرة. وفي المقابل سيؤكد بومبيو أنّ بلاده ستكمل مساندتها للبنان عسكرياً واقتصادياً، ولربما أيضاً مالياً، من خلال صداقاتها الخليجية، ما دام لبنان ينأى بنفسه عن النزاعات الإقليمية ولا ينحاز الى المحور الإيراني في المنطقة. وبمعنى آخر، فإنّ بومبيو يجيء الى لبنان ليؤكد القلق الأميركي من تصاعد النفوذ الإيراني فيه، حاملاً العصا في يد والجزرة في يد أخرى، على رغم من الابتسامات التي سيوزّعها في كل الاتجاهات".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o