اشتباك "التيارين" ما زال مفتوحاً...وخشية من انهيارات سياسية غير محسوبة
تزايدت محاولات سعاة الخير في الساعات الماضية، لإطفاء فتيل الاشتباك بين التيار "الوطني الحر" وتيار "المستقبل". واللافت فيها انها تتطلب مزيداً من الجهود لإغلاق حلبة الملاكمة السياسية المحتدمة بينهما، خصوصاً انها في ظل التباين الحاد في المواقف، ما زالت مفتوحة في اتجاه تصاعدي يُنذر بمزيد من الاهتزاز في المشهد السياسي العام، مع ما يستتبع ذلك من إرباك للوضع الحكومي المربك اصلاً، والذي دخل حالياً في مرحلة الترهّل والشلل.
بالتوازي مع السجال المتواصل بين "التيارين"، كشفت مصادر واسعة الاطلاع "ان اتصالات بعيدة من الاضواء جرت في الايام الاخيرة سعياً الى نزع فتيل الاشتباك بين "المستقبل" و"الوطني الحر"، خصوصاً انه زرع الخشية لدى مستويات سياسية كثيرة من ان يصل احتدامه الى انهيارات سياسية غير محسوبة، يصبح من الصعب احتواؤها أو تدارك نتائجها.
واشارت المصادر الى "ان هذه الاتصالات شملت المقرات الرسمية على اختلافها، كذلك بين المقرات الحزبية، تحديداً بين "حزب الله" والتيار "الوطني الحر"، وشارك فيها أصدقاء مشتركون للطرفين، اضافة الى مستويات سياسية رفيعة المستوى، في محاولة حثيثة لاختراق جدار التصلب، وتخفيض السقف العالي من الخطاب الهجومي الذي وَتّره الكلام الثقيل فوق الزنار وتحته.
وكشفت مصادر مشاركة في الاتصالات انها باتت قاب قوسين او ادنى بحصر الاشتباك في حدوده، والاكتفاء بما حصل من مواقف وردّات الفعل عليها، حيث يؤمل ان تتجه الامور نحو الانحسار على قاعدة أن ليس لأحد مصلحة في تطورها نحو المنحى التصعيدي الذي ستكون له انعكاسات سلبية.
وقالت هذه المصادر انه وحتى الخميس المقبل، موعد جلسة مجلس الوزراء التي تقرر عقدها في قصر بعبدا، تكون الأجواء قد سوّيت. علماً ان جدول الأعمال الخاص بهذه الجلسة سيعمّم اليوم على الوزراء.
ورجّحت مصادر وزارية ان الجدول سيتضمن التعيينات في المجلس العسكري والأمانة العامة لمجلس الدفاع الأعلى، التي سوّيت بعد التفاهم على احد المراكز الخاص بالمقعد السنّي في المجلس.
وفي المعلومات ان الرئيس سعد الحريري سيطلق اليوم، من خلال لقائه اعضاء مجلس نقابة الصحافة، مواقف ستضفي برودة على الأجواء.
نصائح عربية: وكشفت المصادر ان جهات ديبلوماسية عربية وصفت بـ"المحايدة" دخلت على خط إسداء النّصح، ونقلت رغبتها الى مراجع مسؤولة بالحفاظ على الاستقرار الداخلي والنأي بلبنان عن اي توترات، مؤكدة "اننا ننصح اللبنانيين بتجنّب اي خلل داخلي، واي توتر داخلي، لبنان يجب ان يكون في حالة استقرار خصوصاً في ظل وضع المنطقة والتطورات المتلاحقة فيها. نحن نريد لبنان ان يكون مستقراً بالكامل، ويخطو خطوات سريعة نحو الانتعاش الاقتصادي، لا ان يبقى في دائرة الانكماش. لبنان يعنينا، ونعتبر اي ضرر فيه لا يصيبه وحده، بل يصيب كل العرب، خصوصاً الذين يحرصون عليه. ونأمل ان يتجاوب اللبنانيون مع مصلحة بلدهم، فأنتم تعانون، فلا تُقدموا على ما يوتّر بلدكم ويجعلكم تعانون أكثر".