Mar 11, 2019 7:04 AM
صحف

مؤتمر بروكسل3": الحريري لا اوروبا استبعد الغريب؟

فيما ينتظر ان يشهد ملف مكافحة الفساد مزيداً من التفاعل هذا الاسبوع على مختلف المستويات مشفوعاً بتساؤلات متلاحقة عن مدى قدرة الجهات المعنية على النجاح في هذه المهمة، عاد الخلاف السياسي من باب النزوح السوري إلى الواجهة أمس، ما قد ينعكس على الحكومة ويخلّف حساسيات وخلافات بين بعض مكوناتها في جلسات مجلس الوزراء، الذي لا يبدو أنه سينعقد هذا الأسبوع بفعل سفر رئيس الحكومة سعد الحريري الى مؤتمر بروكسل. 

وتبيّن أن الاتحاد الأوروبي المولج توجيه الدعوات الى مؤتمر "بروكسل 3" استثنى منها وزيري الصحة جميل جبق وشؤون النازحين صالح الغريب، لتقتصر، حسبما رشح من أوساط معنية، على رئيس الحكومة ووزيري التربية والشؤون الاجتماعية، في حين كان الإتحاد قد وجّه العام الماضي دعوات إلى "بروكسل 2" شملت، الى رئيس الحكومة، كلّاً من وزراء "الصحة" و"التربية" و"النازحين" و"الشؤون الاجتماعية"، ربطاً ببرامج المساعدات التي يناقشها المانحون في المؤتمر المتعلق بالنازحين السوريين. 
وفيما قال مصدر وزاري ان في إمكان رئيس الحكومة ضمن صلاحيته ان يضم وزير النازحين صالح الغريب الى الوفد المرافق له، إلا أن هذا الأمر لم يحصل، ما دَلّ الى وجود فتور في العلاقة بين الرجلين.

وفي وقت تعددت الروايات حول تشكيل الوفد اللبناني الى مؤتمر بروكسل، كشفت مصادر مطلعة ان الدعوة الرسمية الى المؤتمر شملت الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي تردّد انه ربما سيعتذر عن المشاركة من دون ان يحسم موقفه بعد، وهو ما أبلغه الى مسؤولين محليين ودوليين. 
اما في شأن مشاركة وزيري التربية والشؤون الإجتماعية في المؤتمر، فقد اوضحت المصادر ان الدعوة التي تسلماها من الإتحاد الأوروبي تتناول مشاركتهما في ندوتين متخصصتين، واحدة بالبرامج التربوية المخصصة لخدمة الطلاب النازحين وهو ملف تُمسك به وزارة التربية، والثانية ندوة خاصة بالمساعدات الإجتماعية وهو ملف تُمسك به وزارة الشؤون الاجتماعية وهي التي تتولى التنسيق بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة من المؤسسات الإجتماعية الرسمية وغير الرسمية. 
وتجدر الإشارة الى ان كلّاً من الوزير السابق غطاس خوري ونديم الملا وهزار كركلا سيرافقون الحريري الى المؤتمر. 

الغريب سيُبلّغ اليوم: وفي السياق، افادت "الأخبار" أن الحريري تذرّع بداية بأن الدعوات يوجهها الاتحاد الاوروبي، قبل أن يتبيّن بأن دعوتين وجهتا الى الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وأن الجهة الداعية تترك لرئيس الحكومة تشكيل الوفد ممن يشاء من الوزراء. وفي المعلومات ان الحريري عاد ووافق، بعد اتصالات، على ضمّ الغريب الى الوفد على أن يبلّغ الأخير اليوم. إلا أن وزير شؤون النازحين الذي لم يكن في جو الاتصالات أصدر أمس بياناً شديد اللهجة أسف فيه لـ"توجه بعض القوى السياسية بغير المنحى المأمول منها وطنياً، حيث نرى إصراراً على العودة إلى سياسة الحكومة السابقة في ملف النازحين، وتجاوزاً لجميع الأصول والأعراف في الدعوة إلى مؤتمر بروكسيل". 

ونقلت "الاخبار" عن مصادر لبنانية رسمية قولها "ان في السياسة، موقف الوفد اللبناني سيكون البيان الوزاري للحكومة"، مؤكدة "ان لا توجد "وجهتَا نظر" في لبنان، فالجميع مُتفق على عودة النازحين إلى سوريا، ولكن الاختلاف هو حول كيفية حلّ الموضوع. فريق 8 آذار يعتقد أنّ ذلك يتحقق من خلال التواصل مع الدولة السورية، "ويستطيعون أن يُجرّبوا، وإذا نجحوا فالجميع معهم". أما فريق رئاسة الحكومة، "فيرى أنّ الحلّ الوحيد هو عبر المبادرة الروسية. وبإمكان روسيا أن تضغط على سوريا لتوفير الضمانات اللازمة لتأمين عودة النازحين". بالنسبة إلى المصادر الرسمية، الهدف الأهمّ الذي سيسعى إليه لبنان في المؤتمر، ليس تثبيت الموقف السياسي المعروف، بل إقناع "المجتمع الدولي" من أجل أن يستمر في اعتبار أزمة النزوح أولوية، وبالتالي توفير الدعم المادي لبقائهم. وسيطلب الوفد الرسمي من الدول المانحة "الاستمرار في تحمّل مسؤوليتها ودفع المال، طالما هناك نازحون في البلد". وتجزم المصادر بأنّه ما من ورقة لبنانية ستُقدّم، "فالبيان الوزاري هو المرجع، ورئيس الحكومة يُمثّل سياسة البلد". 
وافادت "الأخبار" أن الرئيس عون يولي اهتماماً لطرح مسألة النازحين من وجهة نظر لبنان في القمّة العربية في تونس آخر الشهر الجاري، وهو سيصطحب الغريب من ضمن الوفد الرسمي تأكيداً على هذا الموقف. 

قيومجيان: واعتب قيومجيان ان مشاركته كوزير للشؤون الاجتماعية التي لطالما كانت قضية النازحين من مهامها قبل استحداث وزارة شؤون النازحين "أمر طبيعي"، قائلاً لـ"الشرق الأوسط" "ان شؤون النازحين ليست أكثر من وزارة سياسية وتفتقد إلى الهيكلية اللازمة للعمل". وأكد "ان مصلحة لبنان العليا هي التي ستكون الأهم في موقف الوفد في بروكسل وفي الكلمة التي سيلقيها الحريري، وتحديداً عبر المطالبة بمساعدة النازحين والمجتمعات المضيفة مع التأكيد على أهمية عودتهم إلى بلادهم"، داعياً في هذا الإطار إلى "الإقلاع عن المزايدات والأكاذيب التي يطلقها البعض".
ومع تأكيده أن موضوع التوطين "لم يطرح على لبنان، كما ان اي طرف لبناني لن يقبل به إن طرح"، شدد قيومجيان على "ان قرار عودة النازحين هو لدى جهة واحدة تتمثل بالنظام السوري الذي لو كان يريد عودتهم لقام بالخطوات العملية وسهّل لهم ذلك بدل وضع العوائق أمامهم، وخير دليل على ذلك ما يحصل في عمليات العودة التي ينظمها الأمن العام اللبناني، بحيث إنه يطلب الكشف على الأسماء ليعطي الموافقة عليها فيما مئات الأسماء يتم رفض عودتها».

ضجّة لا لزوم لها: وقالت مصادر معنية بمسألة النازحين لـ"الحياة" ان الضجة التي يثيرها البعض في هذا الشأن لا لزوم لها لا سيما أن حضور قيومجيان يعود إلى أنه صاحب اختصاص أيضا، ولأن وزارة الشؤون الاجتماعية سبق أن كانت لها مساهمة أساسية في خطة الاستجابة لأزمة النزوح عام 2017 التي طرحها لبنان على مؤتمر بروكسيل الأول، وأن وزارة التربية تعنى بجانب أساسي يتعلق بتعليم الأطفال النازحين. كما أن الحريري سيطرح في كلمته أمام المؤتمر مسألة عدم الإيفاء بتحويل المساعدات كافة للبنان عن 2018، وسيطالب بتخصيص مبلغ بليوني دولار للنازحين في لبنان وللمجتمعات المضيفة التي تحتاج مناطقها إلى تأهيل جوانب مهمة من البنية التحتية التي تراجعت مقدرتها على تلبية ما يحتاجه اللبنانيون، بفعل التزايد السكاني الذي نجم عن النزوح السوري.

 


 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o