Feb 24, 2019 6:54 AM
صحف

طرابلس: انتخابات على مقعد واحد أم مقعدين؟

يبدو أنّ عاصمة الشمال أمام شهرين حافلين من المناورات المتبادلة. ومن اللحظة الأولى، التي أعلن فيها المجلس الدستوري إبطال نيابة ديما جمالي، بدأت القيادات والتيارات السياسية في طرابلس تستجمع قواها وزخمها، للدخول في استحقاق الانتخابات الفرعيّة، لما تحمله من أبعادٍ عميقة في لعبة التوازنات وأحجام التمثيل السياسي والنفوذ. في المرحلة الأولية، لا تزال الصورة ضبابيّة، ولا يعوّل عليها.

والخبر المتداول الذي نشرته "المدن" عن نيّة النائب محمد كبارة تقديم استقالته من المجلس النيابي، حتّى يفسح المجال لنجله كريم كبارة الترشح، بدلًا منه، في الانتخابات الفرعية المنتظرة بعد شهرين، يبدو أنّه يأخذ مساره جدّيًا. في الظاهر، ينفي النائب كبارة باتصالٍ مع "المدن" أنّ يكون حسم خياره بتقديم استقالته من المجلس، في الأيام المقبلة، لكنّه لا ينفي طرح الفكرة، التي "لا تزال في إطار الدردشة والنقاش وحسب". لكن معلومات "المدن"، تشير أنّ كبارة الأبّ يصرّ على رئيس الحكومة سعد الحريري أن يأخذ هذه الخطوة، حتّى يستفيد من "الفرصة الذهبية"، بإجراء الانتخابات على القانون الأكثري وليس النسبي. وهو ما يصبّ في مصلحة نجله، لا سيما أنّه لن يترشح في الدورة المقبلة، وسيوكل كريم بهذه المهمة. 

واشارت صحيفة المدن الى ان الأزمة التي وقعت مع عضو تيار المستقبل مصطفى علوش، إثر استبعاد رئيس الحكومة سعد الحريري تسميته وزيرًا، رغم الوعد "الجدّي" الذي قدّمه له منذ أن تكلّف تشكيل الحكومة، تجددت بعد تبديدها، باستبعاده أيضًا عن الترشح على المقعد السني الشاغر، كنوع من التعويض والتأكيد على تمسكه به. وحسب المعطيات، كان الطرح الأولي أن يترشح علوش بدلًا من جمالي، وتترأس الأخيرة المنطقة الاقتصادية في طرابلس، كتعويضٍ لها عن إبطال نيابتها، بعد أن أصبح المنصب شاغرًا بتولي ريا الحسن حقيبة وزارة الداخلية. لكنّ ذلك لم يتحقق. ويبدو أنّ علوش لم يتلقف "تطييب" الحريري لخاطره بتغريدة، لا سيما أنّ المقربين منه ينقلون أنّه يزال يفكّر بـ"خياراته" ليحسم موقفه من قرار الحريري إعادة ترشيح جمالي. 

وذكرت الصحيفة عينها، ان ظاهرياً، ثمّة ترويج لنظرية أنّ العلويين يتحضرون لـ "الانتقام" بأصواتهم من سعد الحريري في الانتخابات الفرعيّة، وأنّهم قد يتلقون قرارًا سوريًا بذلك. لكنّ هذه النظرية، وفق معلومات "المدن"، بعيدة عن واقع الشارع العلوي، وتحديدًا في منطقة جبل محسن. فهو من جهة، أيّ الشارع العلوي، ليس لديه مشكلة سياسية مع ديما جمالي، التي لم تخرج يومًا في مسيرتها النيابية القصيرة لتشتم بشار الأسد مثلًا أو لأيّ شيء آخر يضرّ بمصالحته. والنظرية الأقرب لواقع الشارع العلوي، أنّه لن يمانع ربما بالتصويت لجمالي. وذلك، بنيّة الانتقام من حلفائه تحديدًا، في الداخل والخارج، الذي لم ينل من دعمه لهم شيئًا، لا بتقليص تهميشهم ولا حتّى بحقيبة وزارية، وإن كانت غير فاعلة

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o