Feb 07, 2019 7:10 AM
صحف

باريس متخوّفة من اختلال ميزان القوى في الحكومة..ولودريان الى بيروت

اعتبر مصدر فرنسي رفيع متابع للوضع اللبناني لـ"الحياة" "ان المهم ان الحكومة تشكّلت في لبنان، وان محاولة البعض فرض إرادتهم بالقوة لم تنجح ولو ان الكأس نصفه ملآن في هذه التشكيلة الحكومية".
ولفت المصدر نفسه الى "ان الأمر الأقل إيجابية ان ميزان القوى في هذه التشكيلة يظهر المخاوف التي بالإمكان ان تكون موجودة لدى المراقبين، إزاء تأثير طرف على الآخر. كما ان القدرة على الصمود حيال الخارج مسألة مطروحة بالنسبة لهذه التشكيلة، وباريس ستقيّم وتحكم على سير الأعمال في الحكومة. والملح الآن بالنسبة إلى باريس تطبيق الإصلاحات الاقتصادية، لأن البلد في حالة سيئة جداً وينبغي على السلطات المسوؤلة ان تبدأ التنفيذ والعمل وان تتخذ اجراءات مقنعة".
وقال المصدر "ان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مرّ في العاصمة الفرنسية أول من امس لكنه لم يلتق نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، الذي لم يكن في باريس عندما جاء باسيل إليها". واوضح "ان باريس تعمل مع سفيرها في بيروت برونو فوشيه، الذي هو على اتصال دائم مع رئيس الحكومة سعد الحريري للإعداد لزيارة لودريان الى بيروت".
إلى ذلك، قال المصدر "ان المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سورية مجرد كلام تردده روسيا وهي فارغة المضمون. فباريس ترى ان من الطبيعي والضروري ان يعود اللاجئون السوريون، لكنهم لا يمكن ان يعودوا بالقوة، وبمواكبة الكلاشنيكوف ويُجبروا على الانتقال من الحدود مع التهديد بأخذهم للتعذيب او للخدمة العسكرية الإجبارية. كما ان الرئيس السوري بشار الأسد لا يريدهم، والمبادرة الروسية مجرد كلام للقول ان الصراع في سورية انتهى ما يمثل سياسة ديماغوجية".
وشدد المصدر الفرنسي الرفيع على "ان باريس تبلغ الجميع انها لا ترغب في بقاء اللاجئين السوريين في لبنان وغيرها من الدول. وعودتهم ضرورية وكلما كان ذلك بسرعة كلما كان أفضل. المسالة ليست سياسية بل إنسانية، إلا انه لأجل عودتهم، ينبغي على الأسد ان يضمن اولا الا يكون هناك تعذيب وان يعتبر ان اللاجئين كانوا ضحية وضع، والآن هم مرحب بهم، ثم ان يلغي الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة ٢٥ سنة لكل الشباب من ١٥ الى ٤٥ سنة وأن يعطي الضمانات بإعادة الممتلكات التي هي للبعض، ثم ان يؤكد ان حكومته ستبذل كل الجهود لاعادتهم".
واردف المصدر الفرنسي قائلا "إلا انه ليس هناك اي إشارة اولية لمثل هذا التصرف من الأسد حيال اللاجئين الذين لن يعودوا من دون ضمانات بأنهم لن يكونوا في سجون الأسد".
وتابع المصدر "ان هذا ما تتحدث باريس في شأنه باستمرار، مع روسيا وإيران وبعض الدول العربية واللبنانيين". واوضح "ان الجانب الفرنسي ابلغ الإيرانيين والروس انكم تقولون ان بشار الاسد مستعد لعودتهم. فليظهر انه يؤيد المصالحة الوطنية، وعندئذ يمكن للدبلوماسية الفرنسية ان تبدأ العمل على هذا الملف".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o