May 01, 2024 3:01 PM
خاص

السعودية واسرائيل.. على بعد خطوات من التطبيع؟!

يولا هاشم

المركزية - لا تشبه الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن الى المنطقة منذ مطلع الاسبوع، سابقاتها منذ 7 تشرين الماضي، إذ تبدو في شق واسع منها مخصصة لإعادة اطلاق قطار اتصالات التطبيع بين السعودية واسرائيل، حيث أكد بلينكن، خلال جلسة نقاشية في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، أول من أمس في العاصمة السعودية الرياض، إن العمل الثنائي السعودي الأميركي المرتبط بالتطبيع مع إسرائيل "من المحتمل أن يكون قريباً جدا من الاكتمال". فهل بات التطبيع قريب؟
يؤكد العميد الركن خالد حماده لـ"المركزية" ان "الموقف السعودي واضح ويقوم على ربط اي تطور على صعيد العلاقات الدولية بحل الدولتين وهو موقف غير قابل للتصرف، ولذلك فإن كل الدبلوماسية الاميركية والاوروبية تصبّ في هذا الإطار. من هذا المنطلق، فإن المباحثات في المنتديات الثلاثة التي شهدتها الرياض: منتدى دافوس والسداسية العربية على مستوى وزراء الخارجية واللقاء الاوروبي - الاسلامي، تمحورت حول غزة، وكان الموقف السعودي واضحاً، إذ أصبحت غزة ناخباً أميركياً من الدرجة الاولى وشرطاً  ملزماً للتطبيع ومفتاحاً للعلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية والخليج بما يتجاوز العلاقات الدبلوماسية الروتينية، بمعنى أن أية شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة في المنطقة أضحت مرتبطة بالموقف الاميركي من غزة. وفي هذا السياق فإن السعودية لن تبحث اي موضوع قبل صدور قرار واضح من الامم المتحدة  يصادق عليه الجميع بمن فيهم  واشنطن ويضع مساراً واضحاً وحقيقياً لحل الدولتين،   بعد تثبيت وقف إطلاق النار. 
وانطلاقاً مما سبق فإن كل المباحثات التي ستتناول مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار أو ما اصطلح  على تسميته day after أو  مشروع الدولة الفلسطينية أصبح رهناً بموقف المملكة العربية السعودية  ".
ويشير حماده الى ان "التطبيع بين السعودية واسرائيل مرتبط بالتسوية النهائية،  وليس بمراحلها الاولى المتعلقة بوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والمعتقلين والانسحاب الجزئي من غزة ، بل باقرار مشروع الدولتين". 
ويرى حمادة "أن الامور تبدو  في خواتيمها، وأن المفاوضات اقتربت من التوصل لوقف إطلاق النار كمرحلة اولى ورسم معالم المرحلة الثانية التي ستتناول الانسحاب الشامل وإعادة الإعمار وتكوين السلطة".
في المقابل، يرى حماده ان "لبنان خارج ما يدور من مفاوضات ولا علاقة للجنوب اللبناني بمباحثات غزة، بعكس ما يقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فوقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية غير مرتبط بوقف إطلاق النار في غزة".
أما عن مصير لبنان فيعتبر ان "الحلّ موجود في الورقة الأخيرة التي عرضها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين، الشروط الأميركية هي نفسها، وكل الكلام الفرنسي والبريطاني لا قيمة له. بالنسبة للاميركيين ما يجري في لبنان هو مسألة خلاف على الحدود لا أكثر ولا أقل، بينما في غزة هناك مسألة احتلال يجب إنهاءها وتكوين سلطة ودولة بموجب قرارات الامم المتحدة الصادرة عام 1993. في لبنان هناك القرار 1701، والخلاف حدودي وحلّه مرتبط بتسوية حدودية لا علاقة لها بوحدة الساحات او مساندة غزة، على الاقل وفقاً للاميركيين، حتى ان الموفدين الاوروبيين لا يقولون بأن جنوب لبنان مرتبط بغزة، فرنسا تتحدث عن انسحاب "حزب الله" لمسافة 10 كيلومترات عن الحدود والبريطانيون يتحدثون عن بناء أبراج مراقبة، وكل ذلك ليس سوى محاولة لتعبئة الوقت الضائع".
ويختم حماده: "ان التسوية المرتقبة في غزة هي في النهاية تسوية على استقرار اسرائيل في غزة، وهي النموذج الذي سيعمّم لاستقرار الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان وسوريا، وكل كلام غير هذا غير مسموع لدى الاميركيين، والبديل عن ذلك هو استمرار الاشتباكات على الجبهة الجنوبية التي ستتفرغ لها اسرائيل بعد التسوية في غزة وفي حينه لن تكون غزة قادرة على مساندة لبنان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o