Dec 24, 2018 7:10 AM
صحف

3عُقد تُهدد التشكيل..وباسيل المسؤول؟

في تقدير مصادر متابعة لتأليف الحكومة، ان ثلاث عقد باتت تُهدّد بعودة الأمور إلى المربع الأول إذا لم تتم معالجتها بين عطلتي الميلاد ورأس السنة، مشيرة إلى ان هذه العقد هي:
-عقدة تمثيل نواب "اللقاء التشاوري" الذي يضم ستة نواب متحالفين مع "حزب الله"، حيث يُصرّ الوزير باسيل ومعه فريق رئيس الجمهورية على اعتبار المرشح الذي سيمثلهم عضواً في تكتله الوزاري، ما أدى في نهاية المطاف إلى تخلي اللقاء التشاوري عن تسمية عدره، وطرح أسماء جديدة، لكن باسيل رفض، معتبرا ان الاتفاق الذي أرساه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم سقط مع سقوط ترشيح عدره. 
-وتتمثل العقدة الثانية، بمحاولة باسيل الحصول على وزير ماروني من حصة "القوات اللبنانية" بحيث تنال "القوات" مقعداً مارونياً واحداً، وهو ما ترفضه بشدة. 
- اما العقدة الثالثة، فتتمثل بمحاولة باسيل أيضاً، اجراء تبادل في الحقائب للحصول على حقيبة البيئة، وهو ما قوبل برفض شديد لم يخل من حدة من الرئيس برّي. 
ويبدو من محصلة العقد الثلاثة ان جميع الأطراف تحمّل الوزير باسيل مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، ولا تعفي الرئيس المكلف من المسؤولية عبر تبنيه بعض طروحات باسيل بتبديل الحقائب، التي ربطها البعض بما قرره مؤتمر "باريس- سيدر" من دعم مالي كبير لوزارات معينة بينها البيئة والاشغال والصحة والصناعة والزراعة. 
ومع ذلك، فإن المشكلة وان أصبحت أكبر من مجرد خلاف على تمثيل شكلي لوزير ما من حصة فريق ما، لارتباطها بالتوازنات السياسة الدقيقة، الا انها أصغر من ان تتحول الى ازمة سياسية خطيرة تطيح كل التفاهمات الكبرى التي تم التوصل اليها منذ الاتفاق على انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. ذلك ان "العبث واللعب " الجاري بالتسويات الكبرى من الصعب ان يستمر لأن الاقطاب الكبار رعاة التسوية لن يسمحوا باستمراره طويلا بسبب مطالب ظرفية ومصلحية لهذا الفريق السياسي او ذاك، لما يرتبه من محاذير ومخاطر على مجمل الوضع اللبناني في ظل الانهيار الحاصل على كل المستويات لا سيما المالية والاقتصادية والاجرائية. 

ونقلت "اللواء" عن مصادر سياسية مطلعة على أجواء بعبدا قولها "ان ما من شيء عملاني سجل امس يتصل بالملف الحكومي بعد التعثر الذي اصابه وقالت أنه ربما جرت بعض الاتصالات لكن ما من شيء خارق. 
واوضحت "ان نهار السبت شهد اتصالات ولقاءات في قصر بعبدا ظلت بعيدا عن الاضواء لاسيما بين رئيس الجمهورية والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في حضور الوزير جبران باسيل جرى فيه التداول بالوضع الذي استجد. 
لكن المصادر نفسها تحدثت عن استياء من باسيل لما صدر بحقه من تحميل له من مسؤولية الوضع الحالي، مؤكدة ان ما جرى هو انقلاب على الاتفاق الذي قضى بأن يكون من يسميه "اللقاء التشاوري" من حصة رئيس الجمهورية، متوقفة عند البيان الواضح الذي صدر عنهم في هذا الخصوص. واكدت ان ما جرى جزء من استهداف سياسي لباسيل الذي لم يفاتح الحريري في زيارته الاخيرة له عن تبديل في الوزارات انما كان يريد التسهيل. 
ولفتت الى انه لم تكن هناك مشكلة في الوزارات من حصة "التيار الوطني الحر" وسألت عن الحاجة الى الثلث المعطل في ظل وجود رئيس الجمهورية، ولم تشأ المصادر الحديث حاليا عن المشهد المقبل. 
وتعليقا على ما جرى وصفت مصادر "الوطني الحر" الوضع بالمُقرف.

تعطّل التشكيل: وفي السياق، نُقل عن مصادر موثوقة قولها "ان الملف الحكومي تعطّل بكامله، ويمكن القول انه عاد الى ما قبل نقطة الصفر، خصوصاً بعد التطورات التي رافقت طرح اسم جواد عدرا بإسم "اللقاء التشاوري"، بالاضافة الى الاعادة المريبة لموضوع الحقائب الوزارية مجدداً. 
وعكست المصادر "ان اللقاء التشاوري في صدد التصلّب أكثر في موقفه، وان الشخص الذي سيختاره لن يمنحه هدية لأحد، بل لأي كان، فسيمثّله حصراً ولن يكون هناك تكرار لمحاولة التحايل كمِثل التي جرت في الايام الاخيرة، والتي سَعت الى جعل هذا المرشح حصان طروادة على حساب اللقاء". 
وكشفت هذه المصادر ان "امام اللقاء التشاوري الآن 4 أسماء هي: عثمان مجذوب، طه ناجي، حسن مراد، علي حمد. وإن البَتّ بها يفترض ان يتم في وقت لاحق، حيث يتخذ القرار النهائي الذي سيلتزمه اللقاء بجميع أعضائه". 
وافادت المعلومات "ان اتصالات جَرت في الساعات الاخيرة على خطوط مختلفة، سواء بين عين التينة و"حزب الله" كذلك بين "حزب الله" وقصر بعبدا و"التيار الوطني الحر"، إضافة الى قصر بعبدا و"بيت الوسط"، ويمكن القول إنها عكست ضباباً داكناً في مسار التأليف. 
وأشارت مصادر مطّلعة على الاتصالات الى توقعات متشائمة حول مستقبل الحكومة تؤشّر الى عدم إمكان تأليفها في المدى المنظور، وهو ما عكسته أجواء عين التينة، وهو ايضاً ما عكسته أجواء "حزب الله" التي تفيد أنه بعد التجربة التي سادت في قضية تمثيل "اللقاء التشاوري" في الايام المنصرمة، وإن كان أبعدَ احتمال ولادة الحكومة قبل عيد الميلاد أو قبل رأس السنة، واذا استمرت الاجواء السائدة على ما هي عليه فإنّ الحكومة قد لا تشكّل قبل عيد الميلاد في السنة المقبلة. 
وبالتالي، فإن الكرة هي في ملعب المعطّلين. لكن مصدراً لصيقاً بعملية التأليف قال "ان المشاورات متوقفة منذ السبت الفائت، ولا وسيط متنقّلاً بين المقار الرسمية، والاتصالات مقطوعة بين المعنيين، خصوصاً أن محاولة  باسيل الأخيرة لتبديل بعض الحقائب أثارت الحساسيات بينه وبين "القوات" وبين رئيس الحكومة سعد الحريري وبينه وبين الثنائي الشيعي، إضافة إلى أن باسيل يتهم "الحزب" في الوقوف وراء تصعيد "اللقاء التشاوري"، واستطراداً تعطيل التأليف. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o