Dec 20, 2018 6:59 AM
صحف

هكذا ساعدت روسيا في حلحلة عُقد الحكومة!

كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ"اللواء" كيفية تبدل المواقف السياسية باتجاهات إيجابية بعدما وضع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شرط توزير أحد النواب السنة الستة عائقاً امام تشكيل الحكومة الجديدة التي كانت قيد التشكيل وقالت: انه إزاء تلقي القيادة الروسية تقارير عدّة من سفارتها في بيروت عن منحى الأوضاع السياسية جرّاء التعقيدات الحاصلة بعملية تشكيل الحكومة واتصالات عدّة من أصدقاء وسياسيين، أوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممثله الشخصي ومسؤول الملف السوري والعلاقات مع إيران ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إلى سوريا، فزارا دمشق يوم الثلاثاء في الحادي عشر من الشهر الجاري واجتمعا بعدد من المسؤولين السوريين المعنيين بالوضع في لبنان ونقلا رغبة الرئيس الروسي بضرورة بذل  ما يُمكن من جهود مع حلفائهم اللبنانيين لتسريع خطى تشكيل الحكومة اللبنانية وإزالة كل العقبات أو العراقيل القائمة بفعل بعض المطالب، مع تشديد القيادة الروسية على الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في لبنان. ثم انتقل الموفدان الروسيان بعد يومين إلى طهران وقابلاً مسؤولين ايرانيين كبارا، مكررين موقف الرئيس الروسي ودعوته لتسريع خطى قيام الحكومة اللبنانية وقيام المسؤولين الإيرانيين بما يُمكن من خلال علاقاتهم الجيدة وتحالفهم مع حزب الله لبلوغ هذا الهدف بأسرع وقت ممكن، مع التشديد على الموقف الروسي الداعم لاستقرار وسيادة لبنان والمساعدة في كل ما يمكن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. 

لقاء بوتين-الحريري: وفي السياق، نقلت "الحياة" عن مصادر سياسية واسعة الاطلاع تأكيدها "ان الدور البارز في ترجيح إنهاء أزمة تشكيل الحكومة كان التدخل من قبل القيادة الروسية لدى كل من دمشق وطهران من أجل "تسهيل إنجازها في سرعة وبرئاسة الحريري، لأنه يهمنا حفظ الاستقرار في لبنان وعدم استخدامه ورقة في أي صراع على الصعيد الإقليمي".
وقالت المصادر "ان التحضير للعب الجانب الروسي الدور الواضح في تسريع ولادة الحكومة اللبنانية، بدأ خلال اللقاء وقوفا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبين الرئيس المكلف تأليفها سعد الحريري حين التقاه في باريس على هامش الاحتفال بذكرى مئة عام على الهدنة في الحرب العالمية الأولى في 11 تشرين الثاني الماضي. وذكرت المعلومات في هذا الصدد أن الحريري أطلع بوتين في محادثة استمرت 12 دقيقة على الوضع في لبنان في ظل استمرار تعطيل تأليف حكومته وانعكاساته السلبية على الاقتصاد. وأشارت إلى أن الحريري استكمل شرح ما آلت إليه أزمة التأليف في لقاء مطوّل مع الممثل الشخصي لبوتين إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي كان رافق بوتين إلى باريس، والذي كان اطلع على التعقيدات التي تواجه إنجاز الحكومة من شخصيات لبنانية عدة التقاها تباعا الشهر الماضي. وأوضحت المصادر نفسها لـ"الحياة" أن الجانب الروسي أجرى تقويما للموقف وقرر بذل جهود مع القيادتين السورية والإيرانية لحثهما على إقناع حلفائهما في لبنان بتسهيل قيام الحكومة اللبنانية.

وكشفت المصادر نفسها لـ"الحياة" أن زيارة كل من الموفد الخاص لبوتين إلى سورية ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فرشينن، إلى دمشق الإثنين في 11 كانون الأول تناولت مع المسؤولين السوريين اهتمام الكرملين بتسريع ولادة الحكومة اللبنانية. وكان المسؤولان الروسيان قابلا الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت المصادر إن روسيا يهمها ألا يعتقد أي فريق لبناني أو إقليمي يعتبر نفسه منتصرا على الصعيد الإقليمي، خصوصا في سورية أن باستطاعته ترجمة هذا الانتصار في لبنان وفرض شروطه فيه. وأضافت المصادر أنه فضلا عن أن موسكو تعتبر نفسها هي المنتصرة في سورية، فإنها تعتقد أن ظروف لبنان غير ظروف العراق الذي هو على حدود إيران، بينما إسرائيل هي الدولة المحاذية للبنان، الذي له حدود واسعة مع سورية أيضا حيث تتواجد القوات الروسية على الساحل السوري في طرطوس واللاذقية ومناطق أخرى، وهي بالتالي لا ترغب في أن يتأثر هذا الوجود القريب من الحدود مع لبنان، جراء أي توتر في داخله أو على الحدود الجنوبية.
وبحسب المصادر السياسية المطلعة إياها أن حفظ الاستقرار الداخلي وعلى الحدود اللبنانية، مسألة مهمة للتواجد الروسي، وأن هذا الاستقرار لا يتأمن إلا في ظل توازن سياسي في السلطة اللبنانية ومن دون غلبة لفريق على آخر.
وتابعت المصادر "إثر تمرير لافرنتييف وفرشينن الرسالة إلى الجانب السوري، انتقلا إلى طهران لمتابعة البحث مع القيادة الإيرانية في الشأن السوري والتمهيد للقاء جنيف بين الدول الثلاث حول تشكيل لجنة صوغ الدستور السوري، وحول الوضع في لبنان، حيث كررا الموقف نفسه بالطلب إلى طهران أن تسعى مع حلفائها اللبنانيين كي يسهلوا قيام الحكومة اللبنانية استنادا إلى الخلفية نفسها بالامتناع عن السعي إلى ترجمة أي انتصار على الصعيد الإقليمي في لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o