Dec 20, 2018 6:35 AM
صحف

اللقاء التشاوري يواجه تحدي الصمود

في الطريق إلى التسوية الحكومية، صار السؤال عن مدى قدرة اللقاء التشاوري على الصمود ككتلة واحدة، مشروعاً. فعدم تضامُن أعضائه واتفاقهم على اسم واحد يمثّلهم، جعلهم ينتقلون مع اللواء عباس إبراهيم إلى الخطة باء، فيسلمه كل منهم الاسم الذي يرشحه، على أن يختار رئيس الجمهورية من الأسماء المقترحة. وعليه، فإن السير بهذه الخطة يستدعي تقبّل نتائجها، وهو ما لم يحصل بعد، لكن من دون أن يحصل عكسه أيضاً. وعملياً، إن اسم جواد عدرا إنما خرج من بينهم، إذ أقدم النائب قاسم هاشم على تسليم اسمه لإبراهيم، فتبين أنه الاسم الرابح، لكونه يراعي كل المعايير التي اتفق عليها، فهو ليس مستفزاً للحريري ويوافق عليه رئيس الجمهورية. 
عند هذا الحد لم يعد مهماً، في الشكل على الأقل، لماذا اقترح هاشم هذا الاسم تحديداً، لكن الأهم أن آلية الاختيار لم تتغير. وهم لذلك تحديداً لم يخرجوا بموقف علني رافض، وأبقوا على اجتماعاتهم مفتوحة طوال يوم أمس، على أن يستكملوها اليوم. 
من جهة حزب الله، ظل الموقف على حاله: الموافقة على أي اسم أو مخرج يسيرون فيه. مقدمة نشرة أخبار المنار كانت في السياق نفسه، إذ أشارت إلى أن "اللقاء التشاوريّ ساهم في إشاعة التفاؤل بعدما سلَّمَ لائحةً مؤلفةً من أربعةِ أسماءٍ للتوزيرِ لا مشكلةَ عليها". 
عبارة "لا مشكلة عليها"، تعني بصريح العبارة أن لا مشكلة في توزير عدرا. وهذا كان كافياً لخلط أوراق اللقاء التشاوري، فمن يود الخروج عن الاتفاق وإعلان رفضه اسم عدرا أو اعتباره لا يمثّل اللقاء، إنما يدرك أنه يحرج حليفه الذي وقف معه على طول الخط. وهذا الحرج يطاول اللقاء أيضاً، فحتى لو عاد معظم أعضائه واتفقوا على اسم واحد، فإنه يتوقع أن لا يحصل على الإجماع. علماً أن ذلك لا يلغي اقتناع كثر في 8 آذار بأن إخراج التسوية جاء سيئاً، وعلى حساب أعضاء اللقاء، الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارات محدودة، أفضت إلى مرشح ليس من 8 آذار، وإن كان مقرباً من معظم أطرافها. 

"الاخبار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o