Dec 13, 2018 3:00 PM
خاص

مبادرة عون: أبعـد من فك العقدة السـنية...
قلوب رئاسية مليانة انفجرت في وجه "الحزب"

المركزية- لم يعد خافيا على أحد أن حزب الله لا يدعم أعضاء اللقاء التشاوري السني لمجرد الحرص على ما يعتبرها النواب السنة الستة أعضاء اللقاء المذكور "مطالب محقة" كرستها نتائج الانتخابات الأخيرة، بل إن مراقبة دقيقة لمسار مفاوضات التشكيل منذ استفحال العقدة السنية من غير أن يقدر أحد، بمن فيهم المبعوث الرئاسي جبران باسيل والرئيس ميشال عون شخصيا، على فكها، تفيد أن بين حزب الله وخصمه اللدود، تيار المستقبل ومن ورائه الرئيس المكلف، قلوبا "مليانة" اختارت الضاحية الجنوبية أن تفجرها تعطيلا حكوميا متماديا، على ما تؤكد أوساط سياسية سيادية عبر "المركزية".

إلا أن الأوساط نفسها تحرص على عدم حصر الشلل الحكومي الراهن بالكباش السياسي التحاصصي بين حزب الله والتيار "الأزرق"، معتبرة أنه يأتي في سياق الرد على ما يعتبره الدائرون في فلك الحزب محاولة من المجتمع الدولي لاستهداف الحزب وإبعاده عن مراكز القرار في الأروقة الرسمية اللبنانية، بما يفسر الكلام عن مساع حثيثة تبذلها الضاحية لتكريس موقع الطائفة الشيعية في تأليف الحكومات في مراحل مقبلة، بما يسحب البساط من تحت أقدام السنة والمسيحيين، علما أن الأوساط تؤكد أن الحزب قد يكون الوحيد غير المتضرر من الفراغ الراهن.

من هذا المنطلق، يدرج المراقبون تصلب المواقف الذي يبديه بيت الوسط في وجه معارضيه السنة، ومن خلفهم حزب الله، في سياق التصميم على مواجهة ما يعتبرونه "مخططا ايرانيا يستهدف لبنان، خصوصا بعد حادثة الجاهلية التي قرأ البعض بين سطورها محاولة لتقديم حزب الله نموذجا خطرا عما يمكن أن تؤول إليه المواجهة التي تمضي فيها الضاحية تجاه تيار المستقبل".

غير أن مصادر مراقبة تشير عبر "المركزية" أيضا إلى أن أضرار حرب عض الأصابع المستمرة منذ أكثر من سبعة شهور على خط حارة حريك-بيت الوسط لم تعد  تقتصر، بشظاياها، على فرملة قطار المفاوضات الحكومية، بل باتت تعرقل مسيرة العهد، علما أن ربان السفينة يعد الحليف الأول والأهم على الاطلاق لـ حزب الله الذي لم يتوان عن تعطيل البلد لأكثر من عامين في سبيل ايصاله إلى بعبدا، وهي صورة قد لا تنزل بردا وسلاما على قصر بعبدا. وليس أدل إلى ذلك إلا تدخل الرئيس ميشال عون شخصيا في المسار التشكيلي، علما أن النواب السنة الستة سددوا، من على منبر بعبدا تحديدا، سهما قاتلا في اتجاه هذا التحرك، من باب الاعلان أن لا حل قريبا للعقدة السنية. صورة تثير تساؤلات كبيرة في صفوف الفريق السيادي حيث أنها لا ترى مبررات منطقية لتعطيل إنطلاق عهد قوي وعد بإصلاح وتغيير يمنعهما حليف رئيس الجمهورية لا خصومه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o