Dec 10, 2018 7:18 AM
صحف

مئتا يوم بلا حكومة

مئتا يوم بلا حكومة ولا من يتحرك، ولا من يتنازل، ولا من يمارس دوره الفعلي في الربط والوصل، فيما كل المسؤولين يحذرون من ‏تداعيات الفراغ والمماطلة والتأخير في تأليف الحكومة، لكنهم لا يبادرون. "حزب الله" يتصلب في ربطه التأليف بما يسمى "اللقاء ‏التشاوري" في رسالة موجهة الى الرئاستين الاولى والثالثة معاَ. الرئيس المكلف سعد الحريري غير قادر على التراجع عن موقفه الرافض ‏لتمثيل النواب السنّة الستة بضغط سياسي وشعبي. رئيس الجمهورية يلوح برسالة الى مجلس النواب تعثرت قبل ان تسلك طريقها، فيما ‏يعمل الرئيس نبيه بري على "تفكيك صواعقها" بعدما اتخذت ابعاداً سياسية وطائفية وشكل معركة على الصلاحيات والمواقع‎.‎ 


حكومياً، ليس ما يطمئن او يبشر بالخير، أما حدودياً فثمة ما يستبعد خيار الحرب أو المواجهة، بعدما طلب ‏الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام القرار 1701 والتنسيق مع ‏‏"اليونيفيل" وتجنب التصعيد مع لبنان. وفي هذا الاطار، علم ان الديبلوماسية الروسية أبلغت مسؤولين لبنانيين ‏ضمانتها عدم التصعيد الاسرائيلي شرط ان يلتزم لبنان مندرجات الاتفاق ويتجنب أي اجراءات استفزاز. والامر ‏نفسه بلغ قيادة "حزب الله‎".‎
‎ ‎
وفي الملف الحكومي، برز موقف سعودي مهم ستكون له تداعياته على مسار التأليف، ويزيد الامور الداخلية تعقيداً، اذ أعلن وزير ‏الخارجية السعودي عادل الجبير ان بلاده تدعم الرئيس سعد الحريري في تشكيل حكومة لبنانية "لكنها ترفض أي دور لإيران أو "حزب ‏الله" الارهابي". وقال كما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية "واس": "إن المملكة تتمنى الأفضل للجمهورية اللبنانية الشقيقة، كما هو حال ‏أمنياتها لمختلف الدول الشقيقة، بل إنها تبادر الى تقديم المساعدة في سبيل ذلك، إلا أنها ترفض أن يكون لإيران أو تنظيم حزب الله الإرهابي ‏أي علاقة أو دور في الحكومة اللبنانية المزمع تشكيلها، ليقينها أن ذلك لن يجلب للبنان إلا الدمار والخراب، لهذا تتطلع المملكة إلى مضي ‏لبنان باتجاه حقبة جديدة يكون الأمن والنماء مستقبلها، بل تدعم ذلك مادياً ومعنوياً‎".‎
‎ ‎
وكان الرئيسان عون ونبيه بري ناقشا اللجوء الى خطوة الرسالة الرئاسية الى مجلس النواب والجدوى منها وما يمكنها ان تحقق من ‏خلاصات تنتهي اليها، وان كان من حق رئيس الجمهورية توجيه هذا النوع من الرسائل التي سبق اعتمادها بعد اتفاق الطائف. لكنها في ‏النهاية لن تؤثر على المناخ الحكومي ولن تحرز تقدماً بل ستزيد الامور تعقيداً. ومن المرجح ان يقدم بري على اجراء اتصالات سريعة بين ‏الرئاستين الاولى والثالثة لتفكيك صواعق هذه الرسالة‎.‎

النهار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o