Dec 04, 2018 7:53 AM
صحف

هل نقلت ايران نشاطها من سوريا الى لبنان؟

افادت مصادر سياسية عليمة في تل أبيب ان اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عجل مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بروكسل الليلة الماضية (الاثنين- الثلثاء)، تناول "تطورات انتقال النشاط الإيراني من التركيز على سوريا إلى التركيز على لبنان".

وقالت المصادر بأن "اللقاء بدا ملحا للجانبين، الإسرائيلي والأميركي، إذ كان مقررا ليوم غد، الأربعاء، لكن تحديد جنازة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، ورغبة بومبيو بحضورها، جعلتهما يقرران تبكيرها بيومين وعدم تأجيلها إلى وقت آخر". وقال الناطق العسكري الأسبق للجيش الإسرائيلي، الذي يعمل محرراً للشؤون العسكرية والأمنية في موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، امس، "ان لقاء نتنياهو-بومبيو يذكّر بلقاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود اولمرت، مع مسؤولين في الإدارة الأميركية حينذاك، قبيل قصف منشأة سورية في دير الزور، قالت إسرائيل إنها مفاعل نووي قيد البناء".

اضاف بن يشاي "ان التقديرات السائدة هي ان نتنياهو سيتحدث مع بومبيو حول المصانع التي تقيمها إيران في لبنان وتعمل على تحسين وتطوير الصواريخ الموجودة بحوزة "حزب الله" اللبناني لجعلها اكثر دقة في لبنان، وتصيب اهدافا استراتيجية في إسرائيل".

وربطت مصادر إسرائيلية بين هذا الحراك وبين عدة تطورات حصلت اخيراً، ابرزها "قيام إيران بإرسال طائرة نقل الأسلحة إلى لبنان، قبل يومين، والتي على غير عادتها لم تهبط في دمشق وحطّت بدلا من ذلك في مطار بيروت، وقالت مصادر امنية في تل أبيب انها كانت تحمل قطع غيار ضرورية لتحديث الصواريخ المذكورة وتحسينها، إضافة إلى "قيام الروس بتشديد لهجتهم ضد الغارات الإسرائيلية في سوريا وتنفيذ الغارتين الجديدتين على سوريا في اليومين الماضيين وتراشق التهديدات بين "حزب الله" وإسرائيل وحرب اشرطة الفيديو بينهما حول خطر نشوب حرب".

وبحسب بن يشاي، فإن مصادره لا تستبعد ان يكون الغرض من لقاء نتنياهو-بومبيو هو "التمهيد لعملية (عسكرية) إسرائيلية محتملة لإحباط مجهود إيران وحزب الله". وتوقع ان يستعرض نتنياهو امام الوزير الأميركي ومرافقيه الإجراءات الإيرانية الأخيرة وابعادها وان يطلب منهم الدعم في حال شنّت إسرائيل عملية عسكرية كهذه، وفي حال نتج عنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي. وتوقع بن يشاي ان ينقل بومبيو الموضوع إلى الرئيس دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وان يرفق بومبيو رسالة نتنياهو بتوصية تقضي بمساعدة إسرائيل في الحلبة الدولية، وربما يتم ذلك بواسطة نشر "تحذير اخير" لإيران، قبل شنّ عملية عسكرية". اضاف "ان من الجائز ان مجرد النشر حول لقاء نتنياهو-بومبيو، الذي كان بالإمكان عقده سراً، يُشكّل جزءاً من حملة الرسائل التي توجهها إسرائيل إلى لبنان وإيران، وربما تمنع شنّ العملي"ة.

لكن هذه التطورات تواجه في إسرائيل، حاليا، بصمت مطبق من الجيش والمخابرات. ويرى بعض المقربين من القيادات العسكرية الإسرائيلية ان الأمور ليست بهذه الدرجة من الخطورة، وان هناك تخوفات من ان يكون نتنياهو يلجأ إلى إثارة اجواء حربية لكي يغطّي على تعمّق ورطته في قضايا الفساد وقرب توجيه لائحة اتهام ضده. فالمعروف حتى الآن ان طرفي الصراع، إسرائيل و"حزب الله"، غير معنيين بالحرب على الأقل في هذه الحقبة من الزمن.

وحتى بن يشاي انتبه لذلك وكتب قائلا "توقيت الحديث عن عملية عسكرية او حرب بين إسرائيل و"حزب الله" يُثير إشكالية من وجهة نظر الرأي العام الإسرائيلي. فإذا أمر نتنياهو بشنّ عملية عسكرية في لبنان أو سوريا أو في كلتيهما بعد نشر نتائج تحقيق الشرطة في الملف 4000. أمس، فإنه سيُتهم بأنه قام بذلك من أجل صرف أنظار الرأي العام في إسرائيل من وضعيته القانونية (كمشتبه بالفساد وتلقي الرشوة) ومن أجل إرجاء قرار المستشار القضائي للحكومة بتقديم لائحة اتهام ضده. وسيتهم بأنه ضحى بمقاتلين إسرائيليين على مذبح بقائه على كرسي رئاسة الحكومة. لذلك أتوقع أن يواجه صعوبة في اتخاذ قرار بهذا الاتجاه أو ذاك. ومن أجل منع توجيه انتقادات كهذه لنتنياهو، فإنه سيضطر إلى الحصول على مصادقة حازمة من الكابينيت بشأن أي خطوة ينفذها كرئيس للحكومة ووزير للأمن".

يذكر أن وفداً أمنيا رفيعا رافق نتنياهو إلى اللقاء مع بومبيو، ضم كلا من رئيس الموساد، يوسي كوهن، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، وسكرتيره العسكري، في بلوس. واصدر نتنياهو بيانا قبيل مغادرته إلى بروكسل، أمس الاثنين، قال فيه إنه يلتقيه "لأننا على اتصال مستمر مع أصدقائنا الأميركان". وقال إنه سيبحث معه "سلسلة من التطورات الإقليمية والإجراءات التي نتخذها معا من أجل صد العدوان الذي تمارسه إيران والمنظمات الموالية لها في الشمال. وبطبيعة الحال سنبحث أيضا قضايا أخرى".

وكانت وسائل الإعلام العبرية قد ذكرت أن الجهود الإسرائيلية الموجهة ضد إيران امتدت من سوريا إلى لبنان، منذ تشديد روسيا مواقفها إزاء إسرائيل بعد إسقاط طائرة «إيل - 20» الروسية منتصف أيلول الماضي. وقالت مصادر أمنية إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في سوريا الخميس الماضي، كان "محدوداً جداً"، بسبب القيود الروسية. لذلك فإنها عادت إلى العمل ضد "المشروع العسكري الإيراني" هناك، ما دفع طهران إلى نقل جزء ملموس من أنشطتها من سوريا إلى لبنان.

"الشرق الاوسط"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o