Nov 13, 2018 3:45 PM
خاص

قانون "المفقودين" يطوي صفحة من صفحات الحرب
أبو دهن: يبرّد قلب الأهالي وربما يكشف مصيـرهم

المركزية- بعد نضال طويل واعتصامات من قبل أهالي المفقودين والمخفيين قسراً للمطالبة بحقهم في معرفة مصير ذويهم المفقودين أو المخفيين قسراً خلال الحرب الأهلية وأماكن وجودهم واحتجازهم ومعرفة مكان وجود رفاتهم واستلامها، والذين يبلغ عددهم نحو 17 ألف شخص، أقرّ البرلمان اللبناني أخيراً في جلسته أمس قانون "المفقودين والمخفيين قسرا" الذي يرمي إلى الكشف عن مصير آلاف المواطنين الذين اختفوا أثناء الحرب الأهلية.

وينص القانون على إنشاء "هيئة وطنية للمفقودين والمخفيين قسرا" ستعمل على الكشف عن مصيرهم، ويسمح بـ"التنقيب عن أماكن الدفن واستخراج الرفات المدفونة فيها"، كما يقضي القانون بأن "كل من أقدم بصفته محرضاً أو فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً في جرم الإخفاء القسري يعاقب بالأشغال الشاقة من خمس إلى خمس عشرة سنة وبالغرامة من خمسة عشر مليون ليرة لبنانية حتى عشرين مليون ليرة". فهل سينصف هذا القانون الأهالي بعد طول انتظار؟

رئيس "لجنة المعتقلين السياسيين اللبنانيين المحررين من السجون السورية" علي ابو دهن أكد لـ"المركزية" "أن القانون جيد لأنه  يلقي الضوء على قضية المخفيين قسراً ويضع النقاط على الحروف، ويسمح للدولة اللبنانية بفتح المقابر الجماعية التي لم يفتحوها في الماضي، مما سيساعد على ايجاد العشرات وربما المئات من المخفيين بواسطة فحص الحمض النووي، ولكن لن نتمكن من اكتشاف مصير الـ17 الفاً، وسيبرّد قلب الاهالي الذين ينتظرون أولادهم ولا يعرفون مصيرهم، وستتألف هيئة من قبل المختصين لمتابعة القضية".

وأضاف: "أتمنى ألا تتحوّل القضية الى فتح جراح قديمة وتبادل الاتهامات بالخطف والقتل في ما بين الاحزاب والسياسيين، وأن يدّعي البعض الوطنية على حساب غيره، ويجاهر بأنه لم يشارك في الحرب اللبنانية، لأن بعض الاحزاب لم تشارك في الحرب، قد تقوم باستغلال هذا القانون للاصطياد في المياه العكرة".

وتابع: " كان من الافضل لو صدر مع هذا القانون بند ينصّ على أننا انتهينا من الحرب الاهلية، وعفا الله عما مضى ونترحّم على موتانا، وتبادر الدولة الى دفع التعويضات الى أهالي المفقودين المسجلين لدى الدولة اللبنانية، وتكون فرصة لرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء لإعلان يوم حداد وطني لدفن كل آثار الحرب ودفن الاحقاد، وعيد شهداء لبنان الـ17 الف المخفيين قسرا وتكريسه عيداً سنوياً، وننتهي من هذه النقطة السوداء التي لطخت حياة كل اللبنانيين، لأن نبش الماضي لا نعرف الى أي سيؤدي".

وختم ابو دهن: "اما بالنسبة لنا كمعتقلين سابقين في السجون السورية، فلدينا الكثير من المخفيين في سوريا، آمل أن يلاحقوا المتهمين في سوريا وأن يصار الى مساءلة السفير السوري ومطالبته بالكشف عن مصير الـ627 الموجودين في سوريا. ولكن الاهم من كل ذلك هو ان نطوي هذه الصفحة ونتعايش معاً بسلام وأمان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o