Oct 20, 2018 12:11 PM
خاص

بعد عام على صدور الحكم في اغتيال بشير الجميل ورفاقه
ملف فارغ... ورهان على العهد القوي لتحقيق "عدالة الأرض"

المركزية- لم يكن يوم الثلثاء 14 أيلول 1982 عاديا في الروزنامة السياسية اللبنانية، ذلك أن القدر الذي اعتاد أن يضرب للبنان مواعيد سوداء مع الاجرام والغدر والموت، انقض في ذلك النهار المشؤوم على الوطن الحلم، لبنان الـ 10452 كلم مربع الذي جسده الرئيس الشهيد بشير الجميل، في شخصه الاستثنائي وخطابه الرؤيوي. حلم طموح لم يبخل عليه الآلاف من اللبنانيين بدمهم، ايمانا منهم بقضية لم يتأخر بشير في تلبية "نداء الواجب" حملها في ميادين المواجهة العسكرية، كما في أروقة القرار السياسي، فكان بما لا يرقى إليه أي شك الرئيس القوي القادر على إنهاض البلد من كبوته ونقله من مرحلة التقاتل الأخوي الدموي إلى إرساء الجمهورية القوية القادرة على حكم نفسها بنفسها، وبإرادة أبنائها الحرة المتحررة.

غير أن هذه الصورة الايجابية المفعمة بالأمل في انطلاقة جديدة للبنان الذي تكبد غاليا ثمن "حروب الآخرين" على أرضه لم ترق لأعدائه ممن يتربصون به شرا، ولا يريدون له سلاما وحرية يحق له بهما بعد طول تضحيات. فما كان منهم إلا أن حاكوا للرئيس القوي مؤامرة سوداء نفذها حبيب الشرتوني ونبيل العلم، فاغتيل الرئيس الشاب ومعه 23 شخصا في قلب الأشرفية، في بيت الكتائب الذي انطلق منه البشير إلى الميدان السياسي الأوسع، قبل أن يقدم دمه على مذبح الوطن الذي كرس له أحلامه وطموحه.

وإذا كانت هذه الجريمة اغتيالا سياسيا موصوفا، فإن هذا لا ينفي أن المجلس العدلي، نجح قبل عام بالتمام والكمال، في القفز فوق المماحكات والمماطلة التي طبعت هذا الملف على مدى 35 عاما، فأصدر حكم الاعدام في حق الشرتوني والعلم. إلا أن هذه الخطوة، على جرأتها، لم تكف لشفاء غليل عائلات بشير وجميع شهداء 14 أيلول. ذلك أن بعد عام على صدور الحكم، لا يزال الملف فارغا، كما لو أن الحكم لم يصدر أساسا، كما تؤكد مصادر عليمة بالملف لـ "المركزية"، مبدية استغرابها لكون جميع القيمين على الحكم الذي اعتبر عهدا "قويا" يغرقون في تناتش الحصص الوزارية، "في غياب أي حس بالمسؤولية تجاه رئيس جمهورية و23 شخصا آخرين استشهدوا فداء عن الوطن".

وفي هذا الاطار، تذكر المصادر نفسها بأن البعض ربط صدور الحكم قبل عام من اليوم بوجود "رئيس قوي" في قصر بعبدا، باعتباره قادرا على وضع حد نهائي لأكبر الملفات السياسية والقضائية الشائكة"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن صدور الحكم في حد ذاته خطوة مهمة، إلا أنها غير كافية ويجب أن تستتبع بالتنفيذ الذي يبدأ بتحرك رسمي من الدولة اللبنانية في اتجاه الانتربول لتسلّم المطلوبين الفارين من وجه العدالة، أي الشرتوني والعلم"، بما يشفي غليل العائلات، ويحقق عدالة الأرض... ما دام الجميع محكومين بانتظار عدالة السماء..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o