Oct 03, 2018 7:10 AM
صحف

محاولات لتخريب مصالحة الجبل!

إذا كانت إسرائيل تُهدّد الأمن وتُخرِّب الاقتصاد بتهديد الوافدين عبر مطار بيروت الدولي، والمستثمرين من تنامي نفوذ "حزب الله" وامتلاكه ‏أنواع الأسلحة والصواريخ التي تستجلب الحرب وتقضي على الاستقرار الضروري لنمو الأعمال والسياحة، وتأثير ذلك على الوضع العام ‏في البلاد، فإنّ ثمّة من يلعب على وتر تخريب السلم الأهلي الداخلي بقصد أو من غير قصد بتصرّفات غير مسؤولة تنذر بتداعيات غير ‏مضمونة النتائج‎.‎
‎ ‎وفيما يقرأ مسؤولون سياسيون واقتصاديون أن إسرائيل تعمد إلى تسمية المطار لتخويف المسافرين والمستثمرين من دخول لبنان عبر ‏المعبر الإلزامي في غياب المعابر البريّة بسبب الحرب السوريّة، وتأثير ذلك على قدوم السيّاح إلى لبنان، نقل نائب عن الجبل إلى رجل دين ‏بارز تخوّفه من تخريب مصالحة الجبل وضرب المصالحة التي تمّ العمل عليها سنوات بعد الحرب الأهليّة المدمّرة للبشر والحجر. ورأى ‏أن الحملات الانتخابيّة رفعت منسوب الاحتقان، وأعادت الفرز المسيحي - الدرزي، في قرى وبلدات كثيرة، وان المساعي التي تبذل بوتيرة ‏سريعة تهدف إلى منع العودة إلى الوراء. وأكّد أن كل الاجتماعات السياسيّة على مستوى عالٍ تظهر ضرورة تحصين تلك المصالحة ‏ودفعها إلى الأمام، لكنّ المسؤولين المحليّين، ومسؤولي قطاعات، لا يتنبّهون لخطواتهم ونشاطاتهم وتصريحاتهم، وهذا ما انعكس على ‏أوضاع عدد كبير من القرى الشوفيّة‎.‎‎ ‎
وروى أن إطلاق بلدية تتبع الحزب التقدمي الاشتراكي اسم "شهيد" على إحدى الساحات، ولّد حساسيّات لدى المسيحيّين بسبب اعتباره ‏مشاركاً في مجازر سابقة، وأوجد انقساماً كبيراً، ما دفع رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى التدخّل شخصيّاً وإزالة اللوحة التي رُفعت، ودفع ‏البلدية إلى العودة عن قرارها لضمان التوافق الأهلي. لكن الرواسب تتفاقم عندما يفيد منها أشخاص غير مسؤولين، مُطلقين العنان ‏لتحريضاتهم‎.‎
‎ ‎وقبل أيّام، وزّع قطاع الشباب في "التيّار الوطني الحر" دعوة إلى لقاء مع النائب انطوان بانو عن "حرب الجبل" السبت المقبل في عاليه، ‏ما أدّى إلى نشوب "حروب" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بلغت حدّ فتح صفحات الماضي الأليم، ونبش صور ومواقف وتوزيع تهم. ‏وقد تدخّلت اللجنة المشتركة التي قامت أخيراً بين الاشتراكي و"الوطني الحر"، لتخفيف الاحتقان، كذلك أجرى المدير العام للأمن العام ‏اللواء عباس ابراهيم اتصالات أدّت إلى إلغاء اللقاء‎.‎‎ ‎
وإذ استغرب مسؤول في الاشتراكي "نبش الماضي الأليم والذي يُشكّل مادّة مختلفاً عليها، ولكل وجهة نظره حيالها، ولكل تبريراته، من ‏دون هدف مُحدّد سوى تخريب المصالحة التي نسعى يوميّاً إلى تثبيتها"، أكّد ناشط في "الوطني الحر" أنه لم يرافق مرحلة الاعداد للقاء ‏لكنه متأكد من ان الدعوة "لم تستهدف توجيه التّهم إلى الاشتراكي وإنّما عرض الواقع الذي أدّى إلى حرب أهليّة وتهجير وقتل، كي لا ‏تتكرّر". ورفض اعتبار اللقاء "استفزازيّاً وردّاً على التباعد السياسي القائم في ملف تأليف الحكومة إذ ليس من مُهمّة هيئة عاليه مواجهة ‏الحالة الإشتراكيّة‎".‎‎ ‎
لكنّ الدعوة ليست "بريئة" تماماً إذ انّها تأتي بعد الخلاف السياسي الذي استتبع بعمليّة "انتقام" من الموظّفين وجعلهم مادّة للصراع. ففي ‏سابقة خطيرة أصدر وزير التربية مروان حمادة قراراً بإعفاء الموظفة في وزارة التربية هيلدا خوري من إحدى مهماتها، لأن الأخيرة كانت ‏تشغل أكثر من منصب في الوزارة خلافاً للقانون. وتزامنت هذه الخطوة مع وصف رئيس الاشتراكي العهد بالفاشل وبعض مسؤوليه ‏بـ"العلوج". وقد سارع وزير البيئة طارق الخطيب الى إصدار قرار يقضي بنقل مدير محمية أرز الباروك نزار الهاني، المحسوب على ‏الاشتراكي، إلى مهمات أخرى في الوزارة، وتم نقل الموظّف في مؤسسة كهرباء لبنان رجا العلي إلى مهمات أخرى أيضاً في المؤسسة‎.‎‎ ‎
وخرج الخطيب مجاهراً بأن "القرارات التي اتخذها في وزارة البيئة والقرارات في وزارة الطاقة التي طالت مقرّبين من الاشتراكي هي ‏قرارات كيديّة وسياسيّة"، وقال: "المسألة ليست مسألة حرب، إنما هي قرارات كيدية تعسفية صدرت في حق موظفين شرفاء أكفاء، ‏فاضطررنا الى القيام بردة فعل لنؤكد لهذا الفريق الذي تعوّد التسلط، أن زمن الميليشيات والحرب انتهى ونحن مش لقمة سهل ابتلاعها‎.

"النهار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o