Oct 02, 2018 7:05 AM
صحف

عون: لن اقدّم تنازلات اضافية حكومياً

 

اذا كان تصعيد حملات المزاعم والتهديدات الاسرائيلية للبنان تحت ذريعة كشف قواعد ومنصات صاروخية ثقيلة قرب مطار رفيق الحريري ‏الدولي ومناطق اخرى في الضاحية الجنوبية بدأ يشكل عامل قلق طارئاً جديداً للبنانيين، فان الجمود الذي شل الى حدود واسعة المساعي ‏المتصلة بأزمة تأليف الحكومة لا يقل اثارة للقلق من الحملات الاسرائيلية. ولعل اللافت في هذا السياق انه وسط العد العكسي لاحياء ذكرى ‏مرور سنتين على انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نهاية تشرين الاول الجاري، لم تبرز اي معطيات جدّية عن ضمان انتهاء ‏ازمة تأليف الحكومة الجديدة بدليل ان الكلام على طرح تفعيل حكومة تصريف الاعمال اتخذ بُعداً جدياً للغاية في الايام الاخيرة وباتت ‏قوى سياسية عدة تُعيد النظر في مواقفها السابقة التي كانت متحفظة عن توسيع مفهوم تصريف الاعمال للحكومة المستقيلة.‎‎

ووسط هذه الاجواء اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسفه لتأخر عملية تأليف الحكومة والاجواء التي تثار حولها. ونقل عنه ‏زواره انه لم يضع العراقيل في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري بل على العكس طالبه بوضع معايير موحدة واعداد الصيغة الوزارية ‏التي يريد وانه لم يتعد على صلاحياته بل مارس حقه في ابداء ملاحظاته على التشكيلة الحكومية.‎‎

وبدا الرئيس عون متأكداً من ان ضغوطاً خارجية تعوق عملية التأليف ويتردد صداها عبر معارضات داخلية وهو امر لا يؤمن مستقبل ‏البلاد. وردد امام الزوار انه لن يتدخل في عمل الرئيس المكلف وانه لن يقدم تنازلات اضافية لان التنازلات تجر غيرها وانه قدم تسهيلاً في ‏منصب نائب رئيس الوزراء الذي يعينه الرئيس عرفاً. ورأى ان مقصده فهم خطأ عندما تحدث في رحلة العودة من نيويورك داعيا الرئيس ‏المكلف أي أن يقدم تشكيلته وفق معايير واضحة ومن يعترض ليخرج من الحكومة. وقال انه لم يتقصد توجيه رسائل الى أحد بل حث ‏الرئيس الحريري على اعتماد أي معايير يريدها وان تكون منصفة وعادلة لوضع مسودة تشكيلته، وان الرئيس عون مستعد للقبول بها اذا ‏راعت النسبية الناتجة من الانتخابات النيابية أو أي معايير أخرى موحدة وانه مستعد لتوقيعها واذا اعترض أي فريق بما فيه الفريق ‏المحسوب عليه فليستقل. والرئيس عون، استناداً الى زواره، لا يزال متفائلاً، اذ ان لكل تأخير نهاية والحكومة المقبلة ستمضي في محاربة ‏الفساد وتنفيذ خطة اقتصادية وفي العمل على توفير الكهرباء وتطبيق مشاريع "سيدر"، لكن التأخير المتعمد لن يشكل عامل ضغط عليه ‏لدفعه الى تنازلات اضافية.

"النهار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o