Sep 29, 2018 7:16 AM
صحف

حلحلة حكومية؟!

من يقف وراء "تسميم" اجواء التفاؤل كلما لاحت بوادره في الأفق؟ وهل يكفي ان يلتقي الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل، حتى تفتح الطريق مجدداً إلى بعبدا، بصيغة قديمة أو جديدة من صيغ حكومات الوحدة الوطنية، خلافاً لما يُشاع نقلاً عن لسان رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو في الطريق إلى بيروت آتياً من نيويورك، من إمكانية السير في حكومة أكثرية، تؤلف وفقاً لقناعات الرئيس المكلف، وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة تخرج منها.

وتبدو الأسئلة تطرح أيضاً من باب الإجابات، قياساً على مفاوضات الأشهر الأربعة الماضية، حيث كلما جرى "التفاهم" في مكان ما على صيغة، يأتي من يرفض، فتتعطل العملية، قبل ان تستقر الرؤية حولها. ويذهب البلد إلى «الدوامة»: اقتراحات، مفاوضات، تفاهم مبدئي، نقض التفاهم، العودة إلى "المربع الأوّل".

من هذه الزاوية استقر الرأي ان لا كلمة أخيرة للفريق الجنبلاطي وللفريق "القواتي" قبل أن يقول "الفريق العوني" كلمته النهائية، وغير القابلة للنقض.

وعليه تجزم مصادر مطلعة ان لا تقدُّم حقيقياً يمكن ان يسجل، وان الاشتباك لا يزال قائماً، وان "تقطيع الوقت" وراء الايحاء بحصول حلحلة هنا، ثم عقد هناك.

مفاوضات جديدة

وفي تقدير مصادر سياسية ان عودة الرئيس ميشال عون إلى بيروت، من شأنها ان تدخل مفاوضات تشكيل الحكومة في مرحلة جديدة، لا تبدو معالمها واضحة، بسبب الغموض الذي ما زال يلف نتائج الاتصالات الأخيرة التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري، سواء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أو مع عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور، حول تشكيل الحكومة، بعد التسريبات المتضاربة حول حصص بعض القوى لا سيما المسيحية منها، فيما كان الواضح فقط ما أعلنه امس، أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم "اننا لسنا متمسكّين بحقيبة معينة وان حصة "القوات" خمسة وزراء، ويلي مش عاجبو يطلع لبرا".بينما قالت مصادر نيابية في تكتل "لبنان القوي" لـ«اللواء» "حتى الان لم يُطرح على التكتل مشروع صيغة نهائية نوافق عليها، والرئيس الحريري سيضع اكثرمن صيغة واحدة تناسب الجميع وسيطرحها للبحث قريبا ونرجو ان يوفق".

الا ان المعلومات المتوافرة لـ"اللواء" تؤكد حسب مصادر رسمية "ان حلحلة طرأت على الوضع الحكومي من خلال الصيغة التي تم تداولها بمنح «القوات» منصب نائب رئيس الحكومة وحقيبتين خدماتية واساسية وحقيبة دولة، وكانت صيغة مقبولة ومعقولة وجرى تفاهم حولها بين الرئيسين عون والحريري، خاصة مع موقف رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط عن استعداد للتسهيل والتنازل، لكن "القوات" رفضتها، وها هي تتحدث مجدداً عن طلب خمس حقائب ما اعاد الامور الى المربع الاول.

"النهار": لكن مصدراً معنياً بعملية التأليف قال مساء لـ"النهار" إن العملية عادت برمتها الى المربع الاول في انتظار ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات. واوضحت اوساط مطلعة انه اذا كانت الساعات الاخيرة شهدت تصاعد الكلام لدى بعض المراجع عن حكومة اكثرية كخيار محتمل فان الواقع يؤكد ان لا امكان اطلاقاً لقبول أفرقاء اساسيين بهذا الخيار الذي يعني "حكومة بمن حضر"، مشددة على ان الرئيس المكلف يتمسك بحكومة توافقية، كما ان الثنائي الشيعي نفسه يؤيد حكومة توافقية ولا يماشي خيار حكومة الاكثرية. ورجحت ان يعود الرئيس عون نفسه على رغم تطرقه الى هذا الخيار، الى تأكيد تفاهمه مع الحريري على حكومة توافقية. وادرجت كلامه في اطار ممارسة الضغوط على القوى السياسية لاستعجال عملية دفع تاليف الحكومة بعد عودته من نيويورك.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o