Sep 28, 2018 6:33 AM
صحف

"القوات" والعروض الحكومية: يتيمة!

 

نُقل عن مصادر "القوات اللبنانية" قولها "ان الهدف من اللقاء بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس الحزب سمير جعجع كان التشاور في هذه المرحلة التي تستدعي لقاءات متواصلة من اجل توحيد القراءة السياسية حول الحكومة والاوضاع العامة، وتركّز النقاش عملياً حول نقطتين اساسيتين:

-النقطة الاولى تتصل بتأليف الحكومة حيث ابلغ جعجع الى الرئيس المكلف في وضوح ان كل ما يُثار في الاعلام خلال الأيام الاخيرة من صيَغ وافكار حول قبول "القوات" بعروض معينة لا يمتّ الى الحقيقة بصلة، فهذه الصيغ تفتقد الى الجانب التمثيلي ورؤية "القوات" لتمثيلها في الحكومة، فضلاً عن انها صيَغ غير رسمية، فهي يتيمة من دون اب او ام ومجهولة المصدر".

واكد جعجع للحريري ان "القوات" قدمت اكثر من قدرتها من التسهيلات المطلوبة، لكن الطرف الآخر تعامل باستلشاق وبفوقية وبمحاولة انتزاع مزيد من التنازلات من "القوات" وكأنه في موقع قوة وهي في موقع ضعف، الأمر الذي ارادت ان تضع حداً له من خلال تمسّكها بتمثيلها وفق ما اعطتها إيّاه الناس في صناديق الاقتراع. فيما هذا الطرف فَوّت على البلد فرصة تأليف حكومة نتيجة تَعنّته واستئثاره، وبالتالي فإن "القوات" متمسكة برؤيتها التمثيلية، خصوصاً اننا ما زلنا على مسافة اشهر من الانتخابات النيابية التي جرت في ايار الماضي. وان رغبة جعجع بلقاء الحريري امس كان مردّها الى انه اراد ان يُطلع الرئيس المكلف على وجهة نظر "القوات" في شأن تمثيلها في الحكومة، في حال تجددت مفاوضات التأليف الحكومي مع عودة رئيس الجمهورية من نيويورك".

-اما النقطة الثانية، فقد شكلت الطبق الرئيسي للقاء حيث عرض جعجع بالتفصيل كل ما لديه من تقارير ودراسات وارقام حصل عليها من خلال لقاءات عقدها مع مجموعة من الاقتصاديين، تقاطعت على نقطة اساسية وهي ان الوضع في لبنان ينزلق اقتصادياً واجتماعياً نحو الأسوأ، وانه لا يجوز ترك البلاد رهينة مناورات احد الافرقاء السياسيين الذي يسعى إما الى تحجيم هذا الطرف، وإما الى إخراج الطرف الآخر من الحكومة العتيدة. وبالتالي، في انتظار ان تؤلّف الحكومة وعلى امل ان يحصل هذا التأليف اليوم قبل الغد، يجب المبادرة سريعاً الى التوافق على ضرورة ان تعقد حكومة تصريف الاعمال اجتماعات طوارىء انطلاقاً من حالة الطوارىء التي تعيشها البلاد في هذه الايام، بغية معالجة ملفات أساسية يمكن من خلالها إعادة تحريك العجلة الاقتصادية وإطفاء جزء من الدين العام وإبعاد لبنان من خطر الانهيار".

وذكرت المصادر نفسها أنه "تمّ البحث تفصيلياً في ماهية هذه الافكار والتي عرضها جعجع على سبيل المثال لا الحصر من قبيل معالجة ملف الكهرباء معالجة نهائية، كذلك معالجة ملف الاتصالات ووقف التوظيف نهائياً ومعالجة التهرّب الضريبي وغيرها من الافكار، الا ان الاساس ان الاسباب الموجبة التي استدعت "تشريع الضرورة" يجب ان تستدعي "اجتماعات الضرورة" للحكومة، وتمّ التوافق على ضرورة توفير اوسع توافق ممكن يتيح انعقاد هذه الاجتماعات للبحث في سبل مواجهة الازمة الاقتصادية ـالاجتماعية".

"الشرق الاوسط": وصرح رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبّور لـ«الشرق الأوسط»، "بان البلد مقبل على حركة مشاورات جديدة، وجوجلة افكار مطروحة»، مؤكداً "ان "القوات" قدمت تنازلات كبيرة في المرحلة الماضية، وهي ليست بودار التنازل إلى حدّ إلغاء نفسها وتمثيلها الشعبي والنيابي، في مقابل إمعان الطرف الآخر (وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل) بالعرقلة، وبحثه عن عقد تعرقل كل المساعي الصادقة لإخراج الحكومة من أزمتها".
وأمام إصرار التيار الوطني الحرّ وفريق رئيس الجمهورية، على عدم إعطاء القوات اللبنانية حقيبة سيادية، أو حقائب خدماتية مهمّة بينها وزارة الطاقة، والعودة إلى الحديث عن منحها ثلاث وزارات فقط، أكد شارل جبور أن «كتلة الجمهورية القوية عادت إلى مطلبها الأساسي وهو التمسّك بخمس وزارات، وحقّها الطبيعي يكون بثلث الوزراء المسيحيين». وعمّا يسرّب عن إمكانية منح «القوات» ثلاث حقائب وزارية، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الحكومة إسناد إليه وزير دولة، أوضح جبور أن «هذا الطرح غير رسمي، وتبلغناه عبر الإعلام، ونحن ننتظر الطرح الذي سيقدمه الطرف الآخر (عون وفريقه) لنحدد موقفنا منه».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o