Sep 27, 2018 6:56 AM
صحف

مؤامرة تستهدف المطار؟!

 

فرض الاشكال الأمني، الذي وقع في مطار رفيق الحريري وادى الى تعطيل الملاحة الجوية لبعض الوقت، قبل ان يتوجه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق إلى المطار للمساهمة في فضّ الاشكال، واعادة الأمور الى نصابها، واحتواء الاحتقان بين رئيس جهاز امن المطار العميد جورج ضومط، وقائد سرية الدرك في المطار العقيد بلال حجار، نفسه بنداً بالغ الخطورة، وكأن وراء الأكمة ما وراءها، بعد سلسلة من الإشكالات بدأت مع العطل الذي طرأ في 7 ايلول الجاري على شبكة الاتصالات التابعة لشركة Sita المشغلة لنظام الحقائب والركاب المغادرين عبر المطار. ثم تتالي الأعطال في حركة الطيران وصولاً الى ما عرف "بالطائرة الرئاسية"، بهدف زعزعة الثقة بالبلد بالتزامن مع ضغوطات مقبلة، تتعلق بخضات محدقة منها المالي ومنها الاقتصادي، أا النقدي، مع تنامي الضغوطات على الليرة، في سياق العقوبات التي تستهدف دول مناوئة للسياسة الأميركية، من ايران إلى تركيا مروراً بروسيا الاتحادية، حيث تتالت انهيارات الروبل، والريال الإيراني، والليرة التركية وسط معلومات تتحدث عن إقرار سلسلة من العقوبات الجديدة ضد "حزب الله" قبل الخامس من تشرين الثاني المقبل.

كل هذه الحوادث غير البريئة دفع عددا من السياسيين والمسؤولين إلى التساؤل، حول طبيعة المؤامرة التي تستهدف مطار رفيق الحريري الدولي، والهدف من تعطيل هذا المرفق الحيوي، ووجه لبنان إلى الخارج، وعما إذا كان يهدف إلى تحميل المسؤولية للشركة التي تتولى ادارته، والتي تعتبر من أنجح الشركات اللبنانية، أو تحميلها للوزارة المخولة الاشراف على المطار، بقصد انتزاعها من التيار السياسي الذي يتولى حقيبة هذه الوزارة، لتبرير تسليمها للتيار السياسي الحاكم.

وإذا كانت كل هذه التساؤلات ستطرح لاحقاً من ضمن التحقيقات التي باشرها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، سواء في ما جرى من صراع بين الأجهزة الأمنية، أو في الخرق الأمني لحماية رئيس الجمهورية، فإن الثابت ان الصراع الذي حصل أمس بين جهاز أمن المطار، وقيادة سرية درك المطار، ليس صراعاً على الصلاحيات، بحسب ما أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق، معتبراً اياه مجرد "سوء تفاهم انتهى"، بل هو أبعد من ذلك، تتداخل فيه السياسة مع الصلاحيات المناطة بالأجهزة، لترسم صورة مأساوية لواقع الحال في المطار والذي لا يسر أحداً.

وفي السياق، نُقل عن مصادر وزارية قولها "ان ما حصل في المطار مؤشر خطير على الازمة السياسية في البلاد وعلى غياب الدولة، فهذا المرفق بالتحديد يُسقط حكومات وعهوداً اذا ما مرّت عليه مثل هذه الاحداث المتتالية وخلال فترة وجيزة، وهذا يطرح اكثر من علامة استفهام حول كل هذا الذي يجري. 
ورأت المصادر انه اذا ما استمر الحال على ما هو عليه من شعور اجهزة ومؤسسات بعدم المسؤولية بغياب المرجعيات، وتَلطّي كل فريق براعيه ومرجعيته السياسية، فعلى لبنان السلام.

"اللواء"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o