3:49 PM
تحليل سياسي

تل ابيب تستهدف قلب بيروت مجددا: اغتيال "رئيس اركان" الحزب؟
واشنطن ملتزمة الحل الدبلوماسي.. واسرائيل: الأهم من الاتفاق تطبيقُه
عين الجيش العبري على الخيام واشتباكات مع عناصر الحزب جنوبا

 

المركزية- كل المؤشرات تدل على ان الامور ليست ذاهبة نحو تسوية او وقف للنار بين اسرائيل ولبنان. رغم الاجواء الايجابية الحذرة التي يصر المعنيون بالمفاوضات في بيروت، على إشاعتها، الا ان وقائع الميدان كلها، تعاكس هذه المناخات، أو أقله تؤشر الى ان المفاوضات من اجل التوصل الى وقف النار - والتي يصعب التكهن في مدتها الزمنية - ستحصل تحت قصفِ ودمارِ آلة القتل الاسرائيلية التي ستجرف كل ما او من يعترض اهدافها، مِن الجنوب حيث بات الجيش العبري على مرمى حجر من الليطاني، وصولا الى قلب العاصمة بيروت، وليس ضاحيتها الجنوبية فقط، مستهدفا كل قيادات الحزب العليا.

قلب العاصمة مجددا: مرة جديدة، ضربت هذه الآلة في قلب العاصمة اذا، حيث استفاق سكان المنطقة وسكان المتن والجبل عند الرابعة فجرا على دوي صواريخ اسرائيلية خارقة للتحصينات، شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، دك بها الجيش الاسرائيلي البسطة الفوقا، في عملية عٌرف انها لاغتيال قيادي ما في الحزب غير ان الانباء حول هويته تضاربت، كما لم يُعرف ما اذا كان المُستهدف قُتل ام لا، في وقت ترددت معطيات عن استهداف عدد من مسؤولي الحزب في الضربة التي تسببت بسقوط ضحايا (نحو 16 قتيلا) واصابات (نحو 70 اصابة) سيما انها حصلت في منطقة "مدنية" مكتظة بالسكان.

مَن المستهدف؟ وفي وقت افيد بداية ان المستهدف بالغارة هو القيادي طلال حمية، أفادت القناة 12 الاسرائيلية بأن الشخصية المستهدفة في غارة وسط بيروت أهم من طلال حمية، وأشار اعلان إسرائيلي إلى أن المستهدف هو رئيس قسم العمليات في "الحزب" محمد حيدر، وهو بمثابة رئيس أركان الحزب. وحيدر كان مستشارا لنصرالله ويوصف بالعقل الأمني الاستراتيجي لحزب الله، كان نائبا سابقا في البرلمان اللبناني. في المقابل، قال الإعلام الإسرائيلي بأنه لم يتم التأكد حتى الآن من مقتل القيادي بحزب الله محمد حيدر. وفي الإطار عينه، لفت مسؤول عسكري إسرائيلي سابق إلى أن محمد حيدر أدار الحرب ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة. توازيا، أشارت معلومات الى وجود قادة ميدانيين لحزب الله أثناء استهداف محمد حيدر في غارة البسطة. في المقابل، قال عضو كتلة الوفاء النائب امين شرّي من البسطة: لا وجود لأي شخصية من "حزب الله" في المبنى المستهدف في منطقة البسطة. وبعد الظهر، قالت مصادر أمنية إسرائيلية: العملية في بيروت استهدفت بالفعل القيادي بحزب الله محمد حيدر لكنها فشلت.

"ليش القادة بالأحياء"؟ تعليقا، كتب عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش عبر منصة "أكس": ليش قادة حزب الله العسكريين يلي مفروض يكونوا بالجبهات أو بأنفاق رعد ٤ ورعد ٥… عم بكونوا بالأحياء المكتظة بالمدنيين متل حي البسطا"؟ بدوره، كتب النائب وضاح الصادق على "اكس": أهل بيروت يعيشون حالة رعب كبيرة. واجبنا كنواب، ومسؤولية كل الفعاليات البيروتية، ومسؤولية دار الإفتاء، وقبل الجميع كافة القوى والأجهزة الأمنية هي تأمين حماية بيروت. وعلى الحزب اتخاذ القرار الأخلاقي والشجاع بتحييد بيروت وحماية سكانها والنازحين فيها على حد سواء. بيروت ليست منطقة عمليات، بل هي حاضنة لأهلنا النازحين فقط لا غير".

العين على الخيام: في الاثناء، وقبل هذه الضربة المخيفة مِن حيث حجم الاضرار والدمار، وبعدها ايضا، تحذيراتُ الجيش الاسرائيلي الى سكان الضاحية بالاخلاء، لم تتوقف، وتعقبُها في كل مرة، سلسلةُ غارات، بينما استمرت الغارات ايضا عنيفةً في البقاع. اما في الميدان الجنوبي، وغداة التقدم الكبير الذي حققه الجيش الاسرائيلي نحو نهر الليطاني عبر دير ميماس، اشارت معلومات صحافية الى ان القوات الإسرائيلية سيطرت على الجزء الأكبر من بلدة البياضة. وقطعت طريق النبطية مرجعيون، منطقة الخردلي، بشكل كلي بفعل غارة إسرائيلية نفذها الجيش الإسرائيلي عند الساعة الـ 4:30 فجراً. وعينُ الجيش العبري باتت على الخيام، حيث يقوم بعمليات تفجير عنيفة جدا في المدينة، يصل عصفها الى البلدات المجاورة، وقصفت مدفعيته وسط البلدة وأطرافها بالقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة وشن غارات عنيفة على البلدة ايضا. ويحاول الجيش الإسرائيلي في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع. ودارت اشتباكات بين منطقتي البياضة ووادي حامول مع محاولة توغل اسرائيلية إلى الناقورة. وترافق ذلك مع شن عمليات تفجير للمنازل في شمع وطيرحرفا ..

اشتباكات: في المقابل، اعلن حزب الله ظهر اليوم "اننا اشتبكنا مع قوة من جيش العدو عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة وأوقعنا أفرادها بين قتيل وجريح والإشتباكات مستمرة". وقال إنه استهدف قوة إسرائيلية بالصواريخ في مدينة الخيام 4 مرات. واعلن "اننا استهدفنا برشقة صاروخية تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي عند مثلث دير ميماس كفركلا". كما اعلن "اننا استهدفنا تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة حانيتا بصليةٍ صاروخية". واستهدف "مستوطنة "أفيفيم" بصلية صاروخية". وبث حزب الله مشاهد من إستهداف قاعدة حتسور الجويّة التابعة للجيش الاسرائيلي جنوب تل أبيب بصواريخ مجنّحة. وقال: إستهدفنا دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه غربي بلدة شمع ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.

لا اتفاق وشيك: وسط هذه الاجواء الضاغطة، لا معلومات رسمية حقيقية صدرت لا عن الجانب الاسرائيلي ولا عن الجانب اللبناني ولا عن الجانب الاميركي، حول نتائج المباحثات التي اجراها المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في تل ابيب. وفي وقت عاد الاخير الى واشنطن، أشارت مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، الى ان الاكيد هو ان لا اتفاقا وشيكا او خلال ايام، بل ثمة مطالب اسرائيلية في شأن لجنة مراقبة تطبيق التسوية والـ1701، وعضويتها التي رفضت اسرائيل مثلا ان تضم فرنسا، وايضا في شأن إصرار اسرائيل على مطلب حرية التحرك في لبنان حينما ترى ذلك ضروريا ومن دون اي عوائق، وهو الامر الذي لا يمكن ان يقبل به لبنان او حزب الله.

أوستن وكاتس: ليس بعيدا اعلن البنتاغون ان وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن أكد التزام واشنطن بحل دبلوماسي في لبنان يسمح بعودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود كما شدد لنظيره الإسرائيلي على أهمية ضمان سلامة وأمن القوات المسلحة اللبنانية وقوة "اليونيفيل". بدوره، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ان الجيش ضرب 70 في المئة من قدرات حزب الله الصاروخية معتبرا ان تطبيق الإتفاق مع لبنان أهم من الإتفاق بحد ذاته.

الانقضاض على الداخل: في المواقف، سأل عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي "ما وظيفة سلاح "حزب الله"، مشدّد على أن "الحزب" يدعي انه للمقاومة ولكن مضت ٢٤ سنة ولم يطلق اي طلقة لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر لذا إنتفى دوره العسكري"، مضيفاً "كل ما يقوم به هو تأمين جبهة مشتركة بين إسرائيل و إيران وفرْضُ هيمنته على الداخل. لذا مكان سلاح "الحزب" حيثُ وُضع سلاح "القوات" اي ان يُسلّم الى الجيش اللبناني. فإما أن يسلّم هذا السلاح أو انه ينوي الانقضاض على الداخل". تابع "إن "الحزب" بحجة المقاومة جلب النار والدمار على كل الوطن. لقد ظهر انه غير قادر وعاجز وجلب الويلات على اللبنانيين. كان يجب على "الحزب" أن يسلّم سلاحه منذ زمن بعيد، فلقد دمر البلد منذ العام ٢٠٠٦". وعما يحكى أن إطلالة الامين العام لـ"الحزب" الشيخ نعيم قاسم حملت إيجابيات عدة، قال بو عاصي في حديث تلفزيوني "من حقي ان اشكّك بالمواقف الأخيرة للشيخ قاسم بناء على ممارسات "الحزب" طيلة ٤٠ عاماً. الكلام لا يكفي ونريد أفعالاً. لا يكفي ان يقول انه يريد الانسحاب من جنوب الليطاني، فالمطلوب ان يعود حزباً سياسياً وينتهي من لعب دور عسكري".

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o