غارات عنيفة جدا تستهدف مبنى في البسطة...اغتيال محمد حيدر؟
استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة مدينة بيروت في الرابعة فجر اليوم من دون انذار مسبق، وتركزت على مبنى مؤلف من ٨ طبقات في منطقة فتح الله في حي البسطة الفوقا شارع فتح الله، وهو حي شعبي مكتظ بالسكان.حيث تم استخدام صواريخ خارقة للتحصينات سُمع دويها في مناطق مختلفة من لبنان، وهي شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
الغارات الإسرائيلية أسفرت عن تدمير مبنى واحد على الأقل وتعرض مبان أخرى لأضرار جسيمة ما أدى إلى حالة هلع بين السكان. وأعلن الدفاع المدني عن مقتل 11 شخصا وجرح 23 جراء الغارة التي استهدفت البسطة فيما عملية رفع الأنقاض ما زال مستمرة من قبل فرقه وذلك بحثا عن مفقودين.
لاحقا، اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة ان غارة البسطة الفوقا أدت في حصيلة ثانية محدثة إلى مقتل أحد عشر شخصاً من بينهم أشلاء رفعت كمية كبيرة منها وسيتم تحديد هوية أصحابها والعدد النهائي للضحايا بعد إجراء فحوص الحمض النووي إضافة إلى إصابة ثلاثة وستين شخصا بجروح، ولا تزال أعمال رفع الانقاض مستمرة.
وفيما افيد بداية ان المستهدف بالغارة هو القيادي طلال حمية، أفادت القناة 12 الاسرائيلية بأن الشخصية المستهدفة في غارة وسط بيروت أهم من طلال حمية،
وأشارت مصادر إسرائيلية لسكاي نيوز عربية إلى أن المستهدف هو رئيس قسم العمليات في "الحزب" محمد حيدر. وحيدر كان مستشارا لنصرالله ويوصف بالعقل الأمني الاستراتيجي لحزب الله، كان نائبا سابقا في البرلمان اللبناني. في المقابل، قال الإعلام الإسرائيلي بأنه لم يتم التأكد حتى الآن من مقتل القيادي بحزب الله محمد حيدر. وفي الإطار عينه، لفت مسؤول عسكري إسرائيلي سابق إلى أن محمد حيدر أدار الحرب ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة
توازيا، أشارت معلومات عن وجود قادة ميدانيين لحزب الله أثناء استهداف محمد حيدر في غارة البسطة.
من هو محمد حيدر؟
محمد حيدر، المعروف بلقب “أبو علي حيدر”، هو قيادي بارز في “الحزب”. شغل منصب عضو في مجلس النواب اللبناني بين عامي 2005 و2009، حيث مثّل دائرة مرجعيون – حاصبيا.
يُعتبر حيدر من الشخصيات المؤثرة داخل الحزب، حيث كان مقربًا من الأمين العام السابق لـ”الحزب” حسن نصر الله. تولى مسؤوليات عسكرية وأمنية مهمة، بما في ذلك قيادة قوات الحزب في بيروت وسهل البقاع.
في عام 2019، تعرض لمحاولة اغتيال عندما قصفت طائرتان مسيرتان إسرائيليتان الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أشارت تقارير إلى أن الهدف كان تصفيته.
بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات في “الحزب” خلال عام 2024، برز دور محمد حيدر كأحد القادة العسكريين الرئيسيين المتبقين، حيث تولى مع هيثم علي الطبطبائي القيادة العسكرية في جنوب لبنان بشكل غير رسمي.
يُذكر أن محمد حيدر يُعد من النواة العسكرية الأولى لـ”الحزب” ومن الرعيل المؤسس له، مما يجعله من الشخصيات البارزة في هيكلية الحزب.
الجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها منطقة البسطة، اذ استهدف قبل حوالى شهر الطيران الإسرائيلي بغارة مبنى سكنياً مؤلفًا من 4 طبقات في الشارع نفسه في حي البسطة، على بعد اقل من مئة متر من غارة اليوم ما أدى إلى انهياره بشكل كامل.