طائرات العيد "مفولة"... والمغتربين: "جايين"!
صحيح أنه لا شيء يبدو انه سيتبدل من الآن وحتى نهاية السنة في المشهد القاتم السائد في لبنان منذ 23 أيلول الماضي، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي الموسع على لبنان، إلا أن هناك من المغتربين اللبنانيين من حزم أمره ويتجه إلى حزم حقائبه لقضاء فترة الأعياد في بلده وبين أهله.
وعلى رغم كل «اللي صاير ببلد العيد»، حين يسأل بعض المغتربين عما إذا كان تخطيطهم للأعياد المقبلة يشمل المجيء إلى لبنان، يأتي جوابهم: «جايين».
من الواضح أن هذا القرار الحاسم من قبل بعض المغتربين تؤكده نسبة ملاءة طائرات شركة «طيران الشرق الأوسط» الخطوط الجوية اللبنانية الوطنية أو «الميدل إيست»، التي عادت لترتفع تدريجيا منذ بداية تشرين الثاني، بعد تدحرج دراماتيكي بلغ ذروته بعد العاشر من تشرين الأوّل الماضي، إذ انخفضت حينذاك ملاءة الطائرات الآتية إلى لبنان لتسجل نسبة تتراوح بين 5 إلى 20%. حتى أن عدد المسافرين على متن الطائرات القادمة بشكل خاص من دول الخليج، كان أحيانا بعدد أصابع اليد الواحدة وحتى أقل.
وفي مؤشر لافت تأكيداً على هذا التوجه، يلاحظ أن عدد الواصلين إلى مطار رفيق الحريري الدولي والذي كان تحت الألف في اليوم الواحد قبل شهر، أضحى اليوم يفوق الألفي راكب، وسيكون في تصاعد مستمر كلما اقترب أكثر فأكثر شهر الأعياد.
وفي هذا الإطار، قال عضو نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة وصاحب شركة «سترايت لاين للسفر والسياحة» مارون ضاهر في حديث إلى «الأنباء» إن«طائرات العيد بدأت «تفوّل» (تمتلئ) ونسبة ملاءة الطائرات حتى اليوم هي 60%. وكلما تقدم الوقت ارتفعت النسبة لاسيما أن هناك من قرر تمضية العيد في لبنان ولم يحجز بعد، في موازاة من حجز وعلى استعداد لتحمل عبء إلغاء الحجز في حال استجد أي تطور دراماتيكي».
وقال: «الطائرات الآتية إلى بيروت من باريس بين 19 و23 كانون الأوّل قد امتلأت، والطائرات الآتية من دول الخليج العربي وإسطنبول وأثينا ولندن على وشك الامتلاء، والطلب على الحجوزات على خط باريس - بيروت ولندن - بيروت أدى إلى زيادة الرحلات».
وبحسب ضاهر، فإن «الحجوزات المسجلة حتى اليوم تعد مؤشراً إيحابيًّا، وإذا استمر الستاتيكو في لبنان على ما هو عليه واستمر الاطمئنان إلى تحييد مطار بيروت، فإن مغتربين كثيرين سيقضون العيد في لبنان ومن بينهم طلاب يتابعون تخصصهم في أوروبا».
الأكيد أن الأعياد وفي خضم الحرب المستمرة لن تمر على لبنان من دون مغتربيه الذين ألفوا المغامرة، لا خارجه وإنما في قلبه وفي قلب محنه التي لا تعرف نهاية.
بولين فاضل - الانباء الكويتية