كبارة: لا خلاص للبنان من دون حصر السلاح بيد الجيش
كتبت مي أبو زور في نداء الوطن:
لطالما أثارت مواقفه تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً تغريدته الأخيرة التي دعا فيها المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى عدم التدخّل في شؤون لبنان. غالبية الانتقادات التي طالته استغربت مواقفه المعادية لإيران رغم أنّه صهر رئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
إنّه رجل الأعمال والناشط السّياسي سامر كبارة، الذي يهوى العمل الاجتماعي والسياسي وخاض غمار الانتخابات النيابية في العام 2022 في طرابلس.
في لقاء خاصّ مع "نداء الوطن" تحدّث كبارة عن آرائه السياسية ورؤيته للأوضاع الراهنة في لبنان، متطرّقاً إلى ملفّات حسّاسة أبرزها الجيش اللبناني و "حزب الله" والحرب الراهنة على لبنان.
البداية كانت مع تغريدته عن خامنئي، فأوضح كبارة أنّ موقفه يعبّر عن قناعة بضرورة أن يتمكّن لبنان من العيش بسلام بعيداً من الهيمنة الخارجية، قائلًا "لا خلاص للبنان من دون شرعية الدولة وحصرية السلاح بيد الجيش". وأضاف كبارة أن الجيش هو الوحيد المؤهّل لحماية الحدود ويجب أن يتولّى هذه المهمة بشكل حصريّ، مشيراً إلى أن لبنان يجب ألا يكون ملجأً للسوريين والفلسطينيين إلى الأبد.
قدرة الجيش اللبناني وحدوده
وفي ما يخصّ قدرة الجيش اللبناني، أشار كبارة إلى أن عزيمة الجيش وإرادته السياسية، إلى جانب دعم المجتمع الدولي، تمثّل القوّة الحقيقية له، وهو "يجب أن يتولّى ضبط الحدود، لمنع أيّ عمل عسكري قد يُدخل لبنان في مغامرات غير محسوبة".
وتساءل من منح الشرعية لـ "حزب الله" في الجنوب؟ موضحاً أنّ الحزب تحوّل من "حزب إرهابي" إلى "مقاومة لبنانية" بفضل السياسات التي اتّبعها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
وعمّا إذا كان هناك بديل لشعار "جيش وشعب ومقاومة"، أصرّ كبارة على أنّ الجيش اللبناني يجب أن يكون المؤسسة الوحيدة المسؤولة عن حماية الوطن. وقال إنّ لبنان بحاجة إلى بيان وزاري صريح يحمل شعار "جيش، جيش، جيش"، ليؤكد أن حماية البلاد هي من صميم مهام "الجيش اللبناني المقاوم".
سلاح "الحزب"
وعن رأيه بالدعوات إلى تسليم سلاح "الحزب" للجيش، قال كبارة إن "الجيش، بخلاف الحزب، هو مؤسسة شرعيّة تمثّل كلّ اللبنانيين. ووصف الحرب الأخيرة بأنّها نوع من حرب العصابات (غيريلا فايت)"، مشيراً إلى أن "الحزب لا يزال يستخدم أساليب قديمة لم تعد مجدية في العصر الحالي، ومخطّطاته باتت غير فعّالة واستراتيجياته فشلت".
ولفت كبارة إلى حملات التخوين التي تشنّ على من يدعم الجيش اللبناني بالقول: "إنّها قمّة السفاهة وقلّة الاحترام. فالمتصهين والخائن هم وليس نحن".
وتعليقاً على المعلومات بشأن مقتل المدان باغتيال الرئيس الحريري، سليم عيّاش، أجاب كبارة بعبارة مقتضبة قال فيها "عدالة السماء أقوى من عدالة الأرض".
إيران ومصير الجنوب
وفي ما يتعلق بإمكانية مساهمة إيران في إعادة إعمار الجنوب بعد الحرب، شدّد كبارة على أن "إعادة الإعمار لن تتحقّق إلا بنزع سلاح الحزب وتحويله إلى حزب سياسي فقط". وهو رأى أن إيران استخدمت "حزب الله" وحركات أخرى كأوراق ضغط في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، لكن مع تغيّر الظروف السياسية الدولية، تراجعت طموحاتها في المنطقة.
الملفّ الرئاسيّ
حول دور الرئيس برّي في الملفّ الرئاسيّ، قال كبارة إن رئيس مجلس النوّاب يتمتّع بالخبرة الدستورية اللازمة لاتّخاذ القرارات الحاسمة وإنه لا يتحمّل مسؤولية التأخير في انتخاب رئيس جديد، موضحاً أن برّي جاهز للدعوة لجلسة انتخابية فور اتّفاق الأطراف المعنية.
وفي معرض حديثه عن نوّاب التغيير، انتقد كبارة أداءهم بشدّة، معتبراً أنّ الكثير منهم تورّطوا في قضايا فساد، واصفاً دورهم بأنه ضعيف وغير فعّال، وقال "هم تاجروا بأصوات الناخبين. جوعانين يطلعوا عالتلفزيون والناس قرفت".
الشقّ الشخصيّ والعلاقة ببرّي
وعن مواقفه وتأثيرها على علاقته بعمّه الرئيس برّي، أكّد كبارة أنّ برّي يحترم الحوار والديمقراطية وأن مواقفه مستقلّة ولا تُحرجه بأيّ شكل. وختم حديثه بردّه على المقارنة بينه وبين صهر الرئيس عون بالقول: "خلّي الناس تحكم".
وفي السياسة، اعتبر كبارة أنّ النائب باسيل بات بحاجة إلى "غطاء مسيحي وليس شيعياً. بدّو ياخد وما بدّو يعطي شي. حلو الوفا بالسياسة ولو على خطأ".