إنقاذ التعليم إنقاذ للبنان
كتب (البروفيسور إيلي الزير)
حسناً فعلت الحكومة اللبنانية بقرارها نقل النازحين من المدارس الرسمية إلى مراكز إيواء تمهيداً لإعادة إطلاق العام الدراسي وإنقاذه من الضياع والهلاك.
إن اخطر ما يهدّد لبنان ليس العدوان الاسرائيلي وحسب. بل هو تعميم الجهل وانهيار المؤسسات التربوية فيه. كان يُقال "من فتح مدرسة أقفل سجناً"، وهي عبارة مصيبة دقيقة، فكيف إن ضاع العام الدراسي وأقفلت المدارس أبوابها؟
إن أولى أدوات المقاومة والصمود بوجه العدوان الاسرائيلي على لبنان تكون بإنقاذ العام الدراسي قدر المستطاع. لا بل بوضع خطة لالحاق الطلاب النازحين بالمدارس في مناطق النزوح.
الخبر جاء من غزة بالأمس عندما أُعلن عن افتتاح مدرسة شيّدت بالخيم لتدريس أطفال غزة الذين يعيشون فوق الركام، هنا مكمن الانتصار. فعندما ينتصر شعب بالعلم وبانتظام حركة التعليم ومنع اندثارها يمكنه أن يعيد بناء ما تهدم. لكن تعميم الجهل في أوساط الفتية والصغار هو عطب لا يمكن علاجه وإن صدر قرار وقف اطلاق النار.
إنقاذ العام الدراسي في لبنان يجب أن يكون أولوية عند كافة المسؤولين والمؤسسات التربوية والمجتمعية لأنّ لا سبيل للخلاص إلا بالتمسّك بالعلم الذي عبره يمكننا صناعة الأمل وسط هذه الأيام السوداء.
الخطوة بدأت في مدينة طرابلس التي يعود فيها الطلاب إلى مدارسهم الاثنين المقبل، وهو ما يجب أن يستتبع في بيروت بأسرع وقت؛ فالمدرسة الرسمية هي عماد الوطن وانتظامها انتظام للوطن وتأكيد على التمسّك باستمراره وبقائه على قيد الحياة.
لا يمكن التهاون تجاه قطاع التعليم الرسمي. لا يمكن السماح للجهالة أن تعمّم بعد أن عممت إسرائيل الدمار والقتل في كافة ارجاء الوطن.