Aug 20, 2018 2:39 PM
خاص

خطوات التصعيد الايراني المتصاعد في لبنان تحت المجهـر
رسائل صوتية حدودها الاستقرار ام تفجير على نطاق واسع؟

المركزية- في غياب اي مؤشرات حسية او دلائل عملية توحي بإمكان احداث خرق الحد الادنى في جدار الازمة الحكومية المتمادية التي تدخل بعد اربعة ايام عتبة شهرها الرابع، انحرفت الاهتمامات السياسية والمتابعات اليومية في اتجاه موجة التصعيد التي بدأت تأخذ منحى خطيرا في الساعات الاخيرة، ترقبا لما اذا كان خطها البياني سيمضي نحو الذروة، بما يعني ذلك على مستوى عودة الاوضاع الى نقطة الصفر وتعريض الاستقرار الى خضة ليس الزمان زمانها، ام يكتفي بما وصل اليه وينحو نزولا نحو التهدئة المطلوبة داخليا ودوليا لاعادة تحضير الارضية الصالحة للتشكيل من خلال خطوات ايجابية يفترض ان تصدر من بيت الوسط وقصر بعبدا منعا للانزلاق الى حيث لا مصلحة للبلاد عموما والعهد خصوصا.

وتقول اوساط سياسية تراقب عن كثب تطورات المرحلة لـ"المركزية" ان مجموعة عوامل تجمعت دفعة واحدة في الافق السياسي اللبناني صدرت بمجملها من جانب المحور المؤيد لطهران وتحديدا حزب الله اوحت باستعداد للجنوح في اتجاه بالغ الخطورة والسلبية، بدءا من الدفع في اتجاه التطبيع مع سوريا مرورا بعودة التهجم على المملكة العربية السعودية، فاستقبال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الوفد الحوثي، وتعمد الاعلان عن الحدث، وغيرها من المحطات التي حفل بها بحر الاسبوع الفائت. لكن الاهم، ليس الاشارات في حد ذاتها، انما ترقب مسارها في الايام المقبلة فهل تبقى مجرد رسائل أدت المطلوب منها لجهة التماهي مع الموقف الايراني وارضاء طهران التي تحاول اعادة تأكيد امتلاكها ورقة لبنان في وجه ما تتعرض له من ضغوط، وهو الخيار الاكثر ترجيحا كون الجميع وتحديدا حزب الله يدرك خطورة المسّ بالاستقرار المحظّر دوليا، فتبقى الرسائل قنابل صوتية من دون مضمون عملي، ام ان قرارا كبيرا قد يكون اتخذ في طهران، المأزومة داخليا بفعل موجة الاحتجاجات التي تعم البلاد ودوليا من خلال اعادة فرض العقوبات عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وانسحاب الشركات العالمية تدريجيا وآخرها "توتال" اليوم، يقضي بقلب الطاولة على قاعدة " علَيّ وعلى اعدائي" لتخفيف الضغط الدولي عليها، فيدفع لبنان الثمن، خصوصا في ضوء معلومات تسربت اخيرا من جهات عليمة عن طلب ايراني من حزب الله تحريك جبهة الجنوب اللبناني، لم يلق تجاوبا.

وفي معرض تحليلها للواقع الايراني، تحدد الاوساط 4 نقاط تعتبرها "ضربات" كافية لحمل ايران على توظيف كل اوراقها الباقية في مجال الضغط على المجتمع الدولي لخفض منسوب الضغط عنها، ومن بينها لبنان:

- الواقع المستجد يمنيا في ضوء لقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي بقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، في العاصمة المصرية للملمة الحزب تحت رايته وتوجيه دعوة لكافة قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام لـ" نبذ الخلافات والتكاتف ورص الصفوف لمواجهة الحوثيين واستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد."

- دخول مصر على خط الوضع في غزة ومصالحة الفصائل والعمل على تثبيت التهدئة بين القطاع وتل ابيب بعدما كانت الورقة سابقا في يد قطر وايران.

- كف يدها من الميدان السوري الذي تتحكم به روسيا في شكل مطلق.

- التطورات العراقية التي تقصي طهران عن المسرح في ضوء انشاء اوسع تحالف يضم الصدر- الحكيم- علاوي -العبادي ودعوة المجلس لتشكيل الحكومة خلال 90 يوما.

فهل ان الخسائر التي تمنى بها ايران تباعا في دول المنطقة ستحملها على استخدام آخر اوراقها فتفجر الساحة اللبنانية؟ على استبعاد الاوساط هذا الخيار الى درجة بعيدة، تدعو الى رصد ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات لمعرفة المدى الذي قد تبلغه الاجراءات والخطوات الايرانية على المسرح اللبناني.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o