تعيين خلف هنية ينتظر اتصالات تركيا – ايران – قطر
لورا يمين
المركزية- أعلنت حركة حماس أنها بدأت عملية اختيار خليفة لرئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية الذي اغتيل في ايران الاربعاء الماضي. وأصدرت الحركة، التي تدير قطاع غزة، بيانا السبت قالت فيه إنها "باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة". كما قالت إن ما تتداوله بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة بشغل موقع رئاسة الحركة، لا أساس له من الصحة. واشارت الى ان "حركة حماس تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة، وإنه باستشهاد الأخ القائد أبي العبد، فإن قيادة الحركة باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة". وأكدت أن مؤسساتها التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، ولديها الآليات الفاعلة والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف، وستبادر الحركة إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها حال الانتهاء منها.
وافيد ان يحيى السنوار زعيم حركة حماس في غزة، يرفض تولي خالد مشعل زعيم الحركة السابق الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في الأردن عام 1997 ويقيم حالياً في قطر، قيادة حماس حالياً، وأن السنوار يفضّل عضو المكتب السياسي خليل الحية لخلافة هنية. ويفضّل السنوار، شخصية علاقتها طيبة مع إيران وسوريا لخلافة هنية.
واذ يبدو ان الشخصية الجديدة ستكون مهامها مؤقتة الى حين إجراء انتخابات داخل حماس بعد أشهر، تدرس الحركة بحسب تقرير تلفزيون "الشرق" السعودي تشكيل قيادة مشتركة تضم خالد مشعل ويحيى السنوار وزاهر جبارين. وإذا نجحت هذه الخطوة ، فإن مشعل، الذي شغل سابقًا منصب رئيس المكتب السياسي لحماس، سيكون مسؤولاً عن المهام التمثيلية ورئيسا عن إقليم الخارج.
في الانتظار، المرشحون لتولي منصب هنية كثر غير ان الاسماء الابرز، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هي خالد مشعل وموسى أبو مرزوق ويحيى السنوار وخليل الحية وزاهر جبارين. لكن ما يجب الاضاءة عليه هو ان لكل مِن تركيا وايران، وايضا قطر، اجنحة داخل الحركة. فهذه الدول امنت لحماس وقياداتها على مر السنوات الماضية، الملجأ و/او التمويل و/أو السلاح، انطلاقا من هنا، وبما ان مَن "يعطي يأمر" كما يقول المثل الفرنسي، فإن لهذه العواصم دورا في اختيار خلف هنية الذي كان محسوبا على الجناح التركي في "حماس".
اليوم، وفي وقت يمسك السنوار، المحسوب على الجناح الايراني، بالارض في غزة، تقول المصادر ان يجب ترقب الاتصالات التي ستدور بين انقرة وطهران وايضا الدوحة، من اجل تسهيل عملية الانتخاب والتوصل سريعا الى اسم، بما ان المماطلة ليست اليوم في صالح الحركة، في ظل المفاوضات الجارية من جهة والتطورات العسكرية على الارض من جهة ثانية. فهل يبقى القديم على قدمه ويؤول المنصب الى مقرّب من تركيا، او يتمكّن الجناح الايراني، وبما انه يمسك بالميدان عبر السنوار كما اسلفنا، مِن فرض ارادته وانتخاب محسوبٍ على جناح طهران مكان هنية؟