May 25, 2023 6:08 PM
خاص

أحلام الأسد بمكسب سياسي في لبنان طارت إلى غير عودة.. س-س جديدة تلائم المصلحة اللبنانية العليا

جوانا فرحات

المركزية – يكثر الحديث في المرحلة الأخيرة وتحديدا بعد القمة العربية في جدة عن تحرك سعودي-سوري لإيجاد مخرج -وليس تسوية – للأزمة اللبنانية، وذلك بعدما حظي الملف اللبناني بالأولوية على أجندة ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان وبشار الأسد. وإن كان ثمة حراك مرتقب فسيكون مؤمناً على خطين متوازيين: الأول سعودي – سوري يهدف لسرعة إعادة تأهيل لبنان سياسياً والتمهيد لإنقاذه إقتصاديا، والثاني من خلال زيارة مرتقبة  لوفد عربي رفيع على مستوى وزراء خارجية الدول الى لبنان في الأيام القادمة.

لكن ليس خافياً على أحد بأن مهما تبدلت قواعد اللعبة وطرأت تطورات على خلفية التحولات في المنطقة  بعد الإتفاق السعودي-الإيراني، ومهما حاول المجتمع الدولي من جهة والإقليمي من جهة ثانية إسداء النصائح للبنان للإستفادة من الأجواء الإيجابية التي ترفرف في سماء المنطقة، إلا أن الصراع القائم بين المعارضة والممانعة في لبنان لن ينكسر علماً أن الوضع وصل إلى ما دون جهنم. وقد نتحسر على "هذا الجحيم" في الأيام المقبلة بحسب بعض الإقتصاديين. فهل ثمة "س-س" جديدة ستبنى وتؤثر على الداخل اللبناني ووفق أية قواعد وأجندات جديدة؟

الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي يعتبر أن كثرة الكلام عن إعادة إنتاج س-س جديدة في هذه المرحلة يحمل الكثير من المغالطات. ويقول عبر "المركزية" "كثُر الكلام في الأيام الأخيرة وخصوصاً بعد القمة العربية في جدة عن عودة التنسيق السعودي - السوري حول الملف اللبناني بما يوحي بأن نوعاً من س-س السيئة الذكر، يُعاد إنتاجها في هذه المرحلة".

يضيف" في الواقع أن التاريخ يسير إلى الأمام، وإذا أعاد نفسه كما يُقال، فإنه يعيدها بشكل مشوّه. ولا يمكن أن نتوقع كمراقبين أن تُعيد الرياض إنتاج س-س بالشروط نفسها التي كانت في العام 2011 وما قبله. فلا النظام السوري في موقع القوة، لا بل يشكل جزءأ من 6 أجزاء موزعة على الأراضي السورية، ولم يعد في إمكانه استعادة حلم احتلال لبنان مثلا أو اعتباره محافظة سورية مسلوخة في خطأ جغرافي عن المتروبول السوري.

أما بالنسبة إلى السعودية، فيقول الزغبي" أنها في وضع متقدم جداً سياسياً وإقصاديا خصوصا على مستوى الأدوار الكبرى التي خطط لها ولي العهد محمد بن سلمان، وينفذها باحتراف ونجاح لافتين".

الخشية من يأتي التنسيق السعودي – السوري على حساب لبنان وتحديدا في مسألة الرئاسة ينفيه قطعا الزغبي"فولي العهد السعودي ليس في وارد تجيير إنجازاته المشهودة في صفقات أو بازارات مع أنظمة دول أو أشباه دول كما الحال مع سوريا اليوم. لذلك هناك استحالة لإعادة إنتاج س-س بنسختها الأولى التي كانت رديئة جداً. وإذا صحّ حصول هذا التنسيق حول لبنان فسيكون وفق طبعة جديدة ومفيدة للمصلحة اللبنانية العليا، بمعنى أن لا يحقق الأسد أي مكسب سياسي في لبنان وخصوصا على مستوى الرئاسة العتيدة.

بالتوازي ينفي الزغبي أي تسليم سعودي للصفقة الفرنسية وبالتواطؤ الإيراني والسوري مع السعودية "فهذا الكلام خارج السياق السليم ليس لأن الدول لا تُجري مساومات وتسويات، بل لأن هناك جداراً قويا في الداخل اللبناني على المستوى السيادي الوطني الذي يرفض بإصرار وبنجاح إعادة إنتاج الصيغة القديمة التي أدت إلى إطلاق يد إيران والنظام السوري وحزب الله فوق السلطة اللبنانية الشرعية.". ويضيف جازما بأن ولي العهد لن يجيِّر نجاحات المملكة العربية السعودية بخفة لمصلحة الثلاثي الذي تحكّم بلبنان دولة ومؤسسات وقراراً استراتيجيا على مدى السنوات الأخيرة. كذلك، لا يحلمنَّ أحد بإعادة تكرار إو إنتاج "عهد جهنم"  على مدى 6 سنوات أخرى.

ما سينتج عن التنسيق السعودي السوري لتوضيب البيت اللبناني المأزوم قد لا ينطبق على حسابات أصحاب النوايا الإيجابية خصوصا أن الهوة بين المعارضة والممانعة تتوسع فهل يجوز الكلام عن التوفيق بين التنسيق الإقليمي المستجد والبيت اللبناني بطرفيه؟ " معلوم أن هناك أساسين بُنيت عليهما العلاقات المستجدة بين الرياض وطهران، واستطراداً مع دمشق. الأساس الأول هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية والمقصود هنا الدول العربية وتحديداً التدخل الإيراني في الشؤون العربية.

أما الأساس الثاني فقد رسّخته قمة جدة القائلة برفض الميليشيات المسلحةداخل الدول العربية ومن خارج المؤسسات الشرعية. هاذان الأساسان هما اللذان يحكمان أي تنسيق ما بين الرياض وطهران من جهة، والرياض ودمشق من جهة ثانية،ولا يمكن أن يُهمل هذان الأساسان لأنهما جوهر العلاقة الجديدة بين الأطراف الثلاثة وسيكون تنفيذهما على حساب ميليشيا حزب الله والرعاية الإيرانية المباشرة عبر حزب الله في مصير لبنان. وإذا أخلّت طهران بهذا الإتفاق فسيكون معرضا للفشل ويكون لبنان مفتوحا أمام خيارات جديدة".

وتعقيبا على الرد الأولي من حزب الله على "أساسيّ" العلاقات المستجدة بين الرياض وطهران، واستطراداً مع دمشق، من خلال إقدام الحزب على مناورته العسكرية التي نفذها في الجنوب يقول الزغبي" هذه المناورة وكذلك الخطاب المرتقب لنصرالله في ذكرى ما يُسمّى التحرير، فإنهما يعكسان حالة قلق على مصير السلاح تحت البندين المشار إليهما وانعكاس للتخوّف من ذهاب الأمور نحو تنفيذهما".

خلاصة القول لا تكون المناورات العسكرية دائما دليل قوة بل صرخة وجع أو خوف أو ترقّب سلبي من التطورات المحكومة بالتحولات الجديدة في المنطقة وعلى مستوى العالم" يختم الزغبي.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o