Mar 28, 2023 3:39 PM
خاص

هكذا تقارب واشنطن الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية!

يولا هاشم

المركزية - أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن ترحيبها بـ"أي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن، وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط"، وذلك تعليقا على إعلان السعودية وإيران التوصل إلى اتفاق، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية. في المقابل، يرى بعض المحللين أن ثمّة تحوّلات إقليمية حقيقية ومنافسة صينية، وبدرجة أقل روسية، للولايات المتحدة في المنطقة، من دون أن يعني ذلك أن الولايات المتحدة فقدت أفضليتها فيها.  فكيف تنظر واشنطن الى الاتفاق السعودي –الايراني؟ 

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يقول لـ"المركزية": "طالعتنا أخبار بأن الاميركيين غير راضين عن الاتفاق لأنه يعطي نفوذا للصين في المنطقة، لكنني اعتقد ان الاميركيين متحمسون لهذا الحوار بين ايران والسعودية، وهي التي شجعتهما منذ البداية، والسبب ان منذ عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وما بعده، كان هناك دائما اعتراض اميركي من قبل الكونغرس وحتى من الرؤساء أنفسهم على الاتفاق النووي، معتبرين أن تنفيذه كما هو، اي فقط في الشقّ النووي عند رفع العقوبات عن ايران، سيؤدي إلى ذهاب الأموال التي ستحصل عليها طهران الى أعمال ارهابية في المنطقة وخاصة الى الميليشيات المتحالفة معها. بمعنى آخر، لا يمكن للولايات المتحدة عقد اتفاق نووي ورفع العقوبات من دون عقد اتفاق مع ايران حول دورها في المنطقة. هذان الاتفاقان يجب ان يسيرا جنبا الى جنب". 

ويشير طبارة الى ان "كانت هذه سياسة واشنطن وما زالت، التي تشجع على حصول حوار مواز للمحادثات النووية، عن علاقة ايران بدول الجوار، فجاءت الصين ورعت هذا الاتفاق. علماً ان الحوار السعودي –الايراني بدأ منذ أكثر من سنة في بغداد، لكنه لم يفضِ الى نتيجة ملموسة. وبالتالي واشنطن ترحب بهذا التقارب، لأنها كانت تعمل منذ البداية في هذا الاتجاه".  

ويضيف: "لا أعتقد ان واشنطن تخشى دخول الصين الى المنطقة من هذا الباب، فهي دخلت من أبواب عديدة، وبالتالي فإن دخولها من هذا الباب لا يزيد ولا ينقص في الصراع الصيني – الاميركي في المنطقة، لأن الصراع بينهما اليوم يتركّز على دخول الصين الى الدول الافريقية. 

هل سيسرّع هذا التقارب في الاتفاق النووي؟ يجيب طبارة: "المحادثات السعودية الايرانية هي الشق الاقليمي للمحادثات النووية، لأن الدول الخمس +1 لاحظت في نهاية المطاف وبإجماع الكلّ، بأن لا يجوز إحراز تقدم في الملف النووي من دون تقدّم في مجال علاقة ايران بدول الجوار. على الاتفاقين ان يسيرا معاً، لأن في حال سار الملف النووي ورفعت العقوبات عن ايران، عندها يتمكن الايرانيون من القيام بما يريدون في المنطقة بفضل الاموال التي ستصلهم. الاتفاقان متعلقان ببعضهما البعض وينتظران بعضهما البعض، فلن يكون هناك تقدم في المجال الاقليمي من دون ان يكون في موازاته تقدم في الاتفاق النووي، اعتقد ان الاتفاقين سيصلان الى خواتيمهما معا". 

هل يمكن القول ان العالم أصبح متعدد الاقطاب، يقول طبارة: "متعدد الاقطاب كلمة مطاطة، هناك اقطاب عدة كالصين وروسيا والهند ودول البريكس والولايات المتحدة، هناك تعددية ولم تعد الأمور كما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وصعود الولايات المتحدة وبات العالم يتحدث عن احادية. اعتقد ان روسيا والصين من الصعب ان تقيما جبهة لسبب بسيط، هو ان علاقة الصين الاقتصادية باوروبا وأميركا علاقة عضوية. وفي حال فرضت اوروبا والولايات المتحدة عقوبات على الصين فإنها ستتضرر كثيرا كما ستتضرران هما ايضا. لذلك اعتقد ان ليس من مصلحة اي طرف ان تساند الصين روسيا او ان تقيم معها جبهة منفصلة. والبرهان انهما لم تقيما جبهة، رغم الاجتماعات والاتصالات المتعددة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ. ففي كل مرة كان الرئيس الصيني يقول، يجب ان نوقف الحرب في اوكرانيا ولكنه لم يقل، حتى في اللقاء الاخير بينهما، ان الصين ستساعد روسيا بحربها مع اوكرانيا وستؤلف جبهة، لأن مصالح الصين لا تسمح له بذلك. فلنأخذ مثلا الحاسوب، نجد ان نصفه مصنوع في الصين والنصف الآخر في الولايات المتحدة. التكنولوجيا نفسها مصنوعة في اوروبا والصين والولايات المتحدة، لذلك اذا دخلت الصين مع روسيا في حلف مواز ستخسر كثيرا اقتصاديا. دور الصين سيكون كلاما معسولا لروسيا ولكنه كلام موجه لانهاء الحرب الاوكرانية وليس للتدخل فيها". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o