Mar 23, 2023 4:01 PM
خاص

بعد ضرب دولة الدستور والمؤسسات حان دور النموذج المصرفي...إستنسخوا نموذجي المالي تُفرج!

المركزية - خاص

المركزية – خطير جدا ما حمله كلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله أمس كونه يرتبط مباشرة بالنظام المالي والمصرفي اللبناني ويذهب إلى درجة ضربه على غرار النموذج الإقتصادي والصحي والإجتماعي والسياسي والعسكري الذي نجح الحزب في ترسيخه ضمن دويلته واستجلاب الأطراف الآخرى إلى تطبيقه.

بالمباشر قالها نصرالله في الأمس: "عندما تريد مؤسسة القرض الحسن أن تفتح مركزا في مكان ما فيخرج بعض الفرقاء ويعترضون نحن نقول لهم نحن سنوجد حيث يريد الناس، لكن لا نريد أن نفرض أنفسنا على أحد بل نريد أن نكون بين من يرغب ويرحب بنا وهذا متروك للناس".

لكن البداية من هنا:" نشجع كل الجهات على إنشاء مؤسسات مشابهة للقرض الحسن، ونحن جاهزون لنقل الخبرة لهم فهي مناسبة جدا للمرحلة الصعبة التي تواجهها الناس". ومن له أذنان سامعتان فليسمع ويقرأ.

 رئيس المجلس الوطنيّ لرفع الاحتلال الايرانيّ عن لبنان النائب السابق فارس سعيد استوقفه كلام نصرالله واعتبره الأخطر كونه يطلب فيه بالمباشر من الآخرين اللحاق بنموذج النظام المصرفي الذي أسسه تحت عنوان "القرض الحسن". ويبدأ سعيد كلامه لـ"المركزية" مستعيدا دور المسيحيين قبل قيام دولة لبنان الكبير"يومها كانوا في غالبية الأحيان يعتمدون نظام الإحتماء بالأقوى في المنطقة. بعد العام 1920 انتفضوا وأسسوا دولة قائمة على دستور وقانون أمنّا الحماية للبنانيين مسيحيين ومسلمين".

بالترتيب الهرمي يعدد سعيد النماذج التي خلقها نصرالله ضاربا بذلك نموذج الدولة القائمة منذ العام 1920" لخلق بلد على صورته ومثاله مستغلا الوقت الضائع في انتظار أن تتوضح صورة المرحلة على خلفية الإتفاق السعودي-الإيراني. واللافت أنه نجح في ذلك ليس لأنه "قوي" إنما لأن الأفرقاء الآخرين استجابوا لنماذجه وسعوا لاستنساخها".

ويقول:" منذ العام 2009 يحاول  أن يضع عنواناً سياسياً مفاده أن القويّ في الطائفة يجب أن يمثِّل هذه الطائفة لدى الجمهورية اللبنانية. ونجح في ذلك. ولسوء الحظ فإن الأطراف الأخرى "اعتمدت" هذا العنوان فاجتمعت قيادات مارونية في بكركي بإشراف البطريرك وأرسلنا سفيرا لنا لدى الجمهورية اللبنانية على قاعدة أنهم الأقوى، كذلك فعلت الطائفة الشيعية بحيث أرسلت سفيرا لها أو ممثلا لها بأنه الأقوى لدى الجمهورية اللبنانية أي الرئيس نبيه بري. وطبعا حصل ذلك عند السنّة فكان الرئيس سعد الحريري هو الأقوى ومن الطبيعي أن يمثل هذه الطائفة لدى الجمهورية اللبنانية واعتبار المساكنة بين هذه الطوائف أو الإدارات مع بعضها البعض تصنع الوحدة الداخلية والعيش المشترك. لكن تبين أن هذا النموذج فشل. وعلى عكس ذلك فقد أخذ الناس بشكل أكثر على مربعاتهم الطائفية".

يتابع سعيد" العنوان الثاني الذي وضعه نصرالله هو الثنائية الشيعية التي ساهمت بحسب طرحه في تأمين مصالح الطائفة لدى الجمهورية اللبنانية فلماذا لا تستنسخونها؟ وهرعت كل الطوائف لاستنساخها فظهرت الثنائية المارونية والآحادية الدرزية والآحادية السنية وصار كل منهم يحاول أن يخلق إدارة سياسية لاستنساخ تجربة حزب الله "الناجحة".

في المرة الثالثة، كشف عن نموذج الفيدرالية على أرض الواقع فأوجد نظامه الأمني والعسكري ونظامه الإعلامي والمالي والإجتماعي والسياسي. وبالتالي، فتح شهية الجميع على الكلام عن الفيدرالية فصار صانع الفيدرالية على أرض الواقع فيما الآخرون يبحثون عن فيدراليات على صفحات التواصل الإجتماعي لا يمكنها أن تصنع دولة ولا يمكن أن تصنع بلدا أو أن توحّد اللبنانيين".

اليوم يطلع نصرالله ليقول لنا بأن النموذج الإقتصادي المالي المصرفي الذي اعتمدتم عليه منذ أيام بنك فرعون وشيحا وبنك اللاتي، وعهد قانون سرية المصارف الذي وضعه ريمون إده عام 1965 وساهم في استقطاب أموال العالم العربي وكل العالم الإسلامي ووضع لبنان على خارطة النظام المالي العام العالمي حتى أطلقَ علينا إسم سويسرا الشرق. أما اليوم وبسبب هذا النظام المصرفي المتعثر يقول لنا نصرالله، هذا النظام فرط،  فلنتعاطى مع النموذج الذي اعتمدته أي القرض الحسن. وسموه ما شئتم، قرض شربل، قرض متري، قرض عمر قرض معروف، قرض برناديت... المهم أن تستنسخوا نموذجي المالي. وهذا أخطر ما في كلامه لأنه يشير بالمباشر إلى أن النموذج السياسي والإقتصادي المعتمد على قاعدة القانون والنظام المصرفي المالي العام العالمي فشل وبالتالي تعالوا إلى النموذج الذي وضعته حيث تكون مرجعيته "الميليشيا" وليس القانون عند حصول أي خطأ كما أنه يدعونا للجلوس إلى طاولة حوار اقتصادية لانقاذ الوضع المعيشي والاقتصادي ومناقشة كل هذه الأمور وليس طاولة حوار للبحث في مسألة السلاح غير الشرعي فهذا الأمر شبه محسوم لديه".

"انقاذ الوضع والليرة بحاجة لخطة شاملة حقيقية متعددة الأبعاد ولكن أنا بانتظار هذه الخطة التي لا علم متى ستخرج، ولا مبرر على الإطلاق لعدم الدعوة إلى طاولة حوار لانقاذ الوضع الاقتصادي" قالها نصرالله أمس "وهذا يعني عمليا أنه يعرض علينا بعد العام 2005 أن نلتحق جميعاً بالنموذج السياسي والإجتماعي والأمني والعسكري والمصرفي والمالي الذي يفرضه علينا حزب الله. والأهم أنه يقدم عرضه في لحظة تراجع دور إيران في المنطقة بدل أن تدعو القوى السياسية حسن نصرالله ومن خلفه إلى النموذج اللبناني ".  

ويختم سعيد" فليكن كلام نصرالله عبرة وليحرص الأفرقاء على عدم اللحاق بأي من نماذجه. على العكس يجب أن يكون كلامه حافزا للتمسك بوحدة لبنان والنموذج اللبناني والعيش المشترك وقيام دولة عادلة على قاعدة الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o