Mar 23, 2023 3:51 PM
خاص

حركة مكوكية من والى سوريا... أين سيتموضع الاسد إقليمياً؟

يولا هاشم

المركزية – عام 2011، علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا بسبب حملة الرئيس السوري بشار الأسد الوحشية ضد الاحتجاجات التي بدأت خلال انتفاضة الربيع العربي. اليوم عاد الحديث عن إعادة سوريا الى الحضن العربي، خاصة بعدما حكي عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والتصريحات التي أدلى بها، حيث أشار إلى إن زيادة التواصل مع سوريا قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية، وجدد التأكيد على أن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خاصة لمعالجة الوضع الإنساني هناك. وردا على سؤال عما إذا كانت سوريا ستُدعى لحضور القمة العربية التي ستستضيفها السعودية هذا العام، قال: "أعتقد أن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك. لكن يمكنني القول... إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي، وإن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر. وهذا يعني أنه يتعين علينا إيجاد سبيل لتجاوزه". وفي تطور لافت، أكدت مصادر لـ"رويترز" اليوم، ان سوريا والسعودية وافقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات لأكثر من عشر سنوات.

في المقابل، ثمة حركة مكوكية من وإلى سوريا لعلّ أبرزها زيارة وزيري الخارجية الاردني والمصري الى دمشق لأول مرة منذ عقد، إضافة إلى زيارة الاسد الى عُمان في محاولة لكسر العزلة. وبعدها الى موسكو حيث فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اقناعه بمصالحة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل الانتخابات التركية في ايار المقبل، واشترط ان يعلن اردوغان سحب جيشه من سوريا ووقف دعم المعارضة، والسبب ان الاسد لا يريد ان يعطي اردوغان ورقة تعزز موقفه في الانتخابات. تلتها زيارة الاسد الى الامارات وسط مساع لإصلاح علاقات سوريا مع دول المنطقة. وسط كل هذه الحركة يبقى السؤال الأبرز: أين سيتموضع الاسد إقليمياً؟

مدير معهد الشرق الاوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان الأسد يحاول الاستفادة أولاً من العطف الذي أثاره الزلزال على الشعب السوري لكسر العزلة أكانت دولية أو عربية بشكل خاص. ثانياً، ثمة تقارب عربي – سعودي – ايراني والذي تمّ برعاية صينية، وبما ان الاسد ملتصق بالمحور الايراني فهو يحاول أيضاً الاستفادة من هذا الظرف. وثالثاً، كون الاسد ملتصقا بالمحور الروسي، فهو بالتالي يستفيد من هذه العلاقة الروسية -–العربية، خاصة وأن الدول العربية، حتى شركاء الولايات المتحدة الاميركية، لم يجاروها بوضع عقوبات على روسيا، بل على العكس حافظوا على المسافة نفسها بين روسيا واوكرانيا، وبالتالي هناك حياد عربي ملفت حول الحرب الاوكرانية، يضاف إليه تعويل العرب على دور روسي من أجل موازنة الدور الايراني".

ويشير نادر الى ان "جملة معطيات تلعب في هذا الاتجاه، يحاول نظام الاسد ان يستفيد منها من أجل محاولة تطبيع علاقته مع العرب، لذلك يقوم بخروقات. لكن كي يتمكن من قطف ثمارها عليه القيام بخطوات أكبر"، لافتاً إلى ان "العرب أعلنوا عن استعدادهم لإعادة سوريا الى الحضن العربي إنما ضمن شروط. حتى الاتفاق السعودي -الايراني، يجب ان تلحقه خطوات عملية أيضا كي يؤدي الى النتائج المرجوة".

ماذا عن محادثات استانا بشأن سوريا، هل من محاولات لتحريكها؟ يجيب: "لسنا اليوم في جو استانا، لأن إعادة حصر الملف السوري بثلاثة لاعبين فقط: الاتراك والروس والايرانيين، لم يعد ينفع. اليوم هناك دينامية جديدة، ولا يمكن القيام باي خطوة خارج الشريك العربي، الذي يتم التطبيع وتوقيع الاتفاقات معه. لذلك، لا أرى اطار استانا هو الاطار المناسب اليوم لمواكبة الحراك المستجد في الفترة الأخيرة على الساحة الاقليمية. نحتاج الى إطار جديد اوسع يضم بالتأكيد شركاء عربا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o