لاعودة لتعايش الدولة والدويلة والا البحث عن صيغ دستورية جديدة

 يوسف فارس

المركزية – بات مؤكدا بعد اربعة اشهر من الفراغ الرئاسي ان قوى الداخل غير قادرة على الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية بسب تعطيل الاليات الدستورية او امتناع فريق الموالاة عن الرضوخ لنتيجة الالية الديموقراطية بجلسات انتخاب متتالية ومفتوحة، واصراره على مرشحه غير عابئ بما تشهده البلاد من انهيار، وعدم قدرة المعارضة على توحيد صفوفها لتبني مرشحها من قبل 65 نائبا وبالتالي تبقى الامور اسيرة هذا المأزق الداخلي نتيجة عدم قدرة الموالاة والمعارضة على تجاوز عتبة الـ65 والتعطيل المتبادل الذي يبقي الرئاسة في حال الشغور. علما ان المجتمع الدولي بدوره غير قادر على خرق هذا الجدارالتعطيلي اذ اظهر الاجتماع الخماسي في باريس عجزه عن ممارسة الضغوط على فرقاء الداخل وعلى فرملة الانهيار من خلال انتخاب رئيس سيادي اصلاحي وحكومة مماثلة برئيسها واعضائها باعتبار ان الانهيارالذي وصل اليه لبنان لم يعد بالامكان معالجته عن طريق سلطات عادية وفق النمط التسووي السابق .  

رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يقول لـ"المركزية" : " لا تزال الاحزاب والكتل النيابية تدور في حلقة مقفلة في ما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية وتتلهى بتبادل الشتائم والاتهامات بالتعطيل في وقت ينصرف الخارج الى معالجة مشكلاته وأولوياته الناجمة عن الحرب الاوكرانية . وقد اتضح جليا نتيجة الاجتماع الخماسي للدول المعنية بالوضع اللبناني الذي انعقد في باريس غياب اي مبادرة جدية لحل الازمة اللبنانية التي تستوجب مشروعا كاملا متكاملا بقيادة فريق متجانس ومتعاون، يبدأ بانتخاب الرئيس ومن ثم تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية قادرة ومقبولة من الداخل والخارج وفق برنامج اصلاحي انقاذي، يؤدي في النتيجة الى اعادة لبنان الى الخارطة الدولية ، بمساعدة عربية ودولية لان لبنان لن يستطيع النهوض وحده ومن دون مد يد العون له على كل المستويات والمجالات". 

ويتابع ردا على سؤال: "اعتقد ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري بطرح ترشيح فرنجية مقابل معوض، وغمزه من قناة عدم امكانية تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش، قد فتح الباب امام التفكير بخيار جديد، علما اننا نعتبر ان العماد جوزف عون هو الخيار الثالث سيما وان انتخابه يحظى برضى محلي وخارجي والعملية لانضاجها تتطلب بعض الوقت، خصوصا بعدما انتقلنا من مرحلة الكباش الى التوافق بطرح الاسماء الاكثر جدية لبلوغ سدة الرئاسة". 

وعن المسعى الذي تقوم به بكركي يقول: " زارنا موفد البطريرك المطران طوني ابو نجم من ضمن جولته الاستطلاعية على الاحزاب والفاعليات المسيحية وزرنا بدورنا البطريرك  مار بشارة الراعي للوقوف على رأيه في ما خص الملف الرئاسي فبادر الى تشجيعنا على الترشح، واكدنا له ان العملية اليوم لا تتوقف عند ملء الشغور الرئاسي فحسب كون حل الازمة يتطلب حلا كاملا متكاملا، من ضمنه التوافق على بسط سلطة الدولة على كامل اراضيها دون شريك او مشاركة من احد بمعنى الا يكون هناك سلاح غير شرعي خارج اطار الاجهزة العسكرية. ايام الدولة والدويلة ولت الى غير رجعة والا لنفتش عن صيغة جديدة للتعايش، اذا ما بقي هناك من امكانية لذلك".