Feb 22, 2023 4:58 PM
تحليل سياسي

ميقاتي يفرمل هجوم عون على المصارف والقاضية تشكوه الى الاوروبيين
رئيس الحكومة يوعز ووزير الداخلية يستجيب: لا تنفيذ لاوامرها الى حين
استغراب ماروني لمواقف "عدّ المسيحيين" واسرائيل مستعدة لاي عمل في لبنان

المركزية- نجح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في فرملة هجوم مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون المتواصل فصولا على القطاع المصرفي، بعدما تجاوزت كل الخطوط الحمر، مهددة لبنان واقتصاده ومالية الدولة المتهمة من خلال ممارسات عون بتبييض الاموال. اوعز ميقاتي لوزير الداخلية فاستجاب. لا مؤازرة امنية او تنفيذ اي قرار يصدر عن عون في اي ملف يثبت تقديم طلب مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن اعمالها الى حين بت المرجع القضائي بالطلب. فهل تنجح الخطوة الميقاتية الهادفة لتعميم التهدئة وقطع الطريق على اجراءات القضاء المُسيّس، أم تظل عرضة لخروقات و"انتهاكات" هي في الواقع دلالة ثابتة على مدى هشاشة القضاء وخضوعه لرغبات الكيد السياسي مهما بلغ الثمن، خصوصا ان كتاب الوزير بسام المولوي تم توجيهه الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام الواقعتين تحت سلطته فيما تلجأ القاضية عون الى جهاز امن الدولة في تنفيذ قراراتها.

عون سارعت الى مناشدة السلطات الدولية في البرلمان الاوروبي المساعدة في الدفاع عن القانون واشتكت تدخل ميقاتي في العدالة لوقف التحقيقات في قضية المصارف وتبييض الاموال، كاشفة الدولة اللبنانية امام العالم على انها تبيّض الاموال من خلال قطاعها المصرفي، فهل تعي هي ومن خلفها مدى فداحة ما تقترف؟

ولم تلبث القاضية عون تناشد، حتى رد الرئيس ميقاتي قاطعا الطريق على محاولة اتهامه بالتدخل بعمل القضاء. فالى اين يتجه الصراع العوني- الميقاتي المتجدد وهل يوجد حلا لاضراب المصارف او يخلق ازمات اضافية؟

فك الاضراب؟: غداة اعلانه عن حل لازمة المصارف يفترض ان يعيدها الى العمل في غضون 48 ساعة، وجّه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كتابا الى وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي طلب فيه عدم تأمين المؤازرة أو تنفيذ اي اشارة او قرار يصدر عن القاضية غادة عون في اي ملف يثبت انه قد جرى تقديم طلب مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن اعمال عون، وذلك لحين بت المرجع القضائي بهذا الطلب...وإستناداً الى كتاب ميقاتي الذي طلب فيه إتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات تجيزها القوانين والأنظمة المرعية الإجراء في سبيل تطبيق أحكام القانون ولمنع تجاوزه والمحافظة على حسن سير العدالة، وذلك بهدف منع تجاوزات القاضية عون للقانون، أصدر مولوي كتاباً وجهه الى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والى المديرية العامة للأمن العام، طلب منهم "ضرورة التقيد بكتاب رئيس مجلس الوزراء المذكور آنفاً."

عون تناشد اوروبا: على الاثر، ناشدت القاضية غادة عون السلطات الدولية في البرلمان الأوروبي للمساعدة في الدفاع عن سيادة القانون، مشيرة الى ان "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتدخل بشكل فاضح في العدالة من أجل وقف التحقيقات التي أجريها في قضية البنوك وتبيض الأموال، من خلال مطالبة وزير الداخلية بسام مولولي بعدم تنفيذ أوامر مدعي عام جبل لبنان".

ميقاتي يرد: الا ان المكتب الاعلامي لميقاتي رد سريعا في بيان جاء فيه الاتي:منعا لاي تأويل خاطئ للكتاب الموجّه من دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى معالي وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، يهمنا التأكيد أن دولة الرئيس لم ولن يتدخل في عمل القضاء، بل انطلق في بيانه من كتب وردته وتتضمن عرضا مفصلا لمخالفات منسوبة لبعض القضاة. وقد نقل دولته بامانة قانونية مضمون تلك الكتب الواردة ، وطلب ، "انطلاقا من موقعه الدستوري وحرصه على تطبيق أحكام القانون والمحافظة على حسن سير العدالة، من وزير الداخلية إتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات تُجيزها القوانين والأنظمة المرعية الإجراء في سبيل تطبيق أحكام القانون والمنع من تجاوزه والمحافظة على حُسن سير العدالة".كما يؤكد دولة الرئيس مجدداً ،وفقاً لما جاء في كتابه،بان القضاء المختص يبقى صاحب الصلاحية بممارسة مهامه كاملةً وباستقلالية مُطلقة دون أي تدخّل من قبل اي سلطة أو جهاز، إلا أن ذلك يبقى مشروطاً بأن تكون تلك الممارسة ضمن سقف القانون ولا تشكّل تعدياً صارخاً على القواعد القانونية، وان مسؤولية الجميع، كلّ من موقعه، هي المحافظة على  القطاع  المصرفي دون أن يعني ذلك قطعاً جعل أي مصرف بمنأى عن أي ملاحقة أو مساءلة أو عدم إخضاعه للتحقيق ومحاسبته حتماً في حال ثبوت ارتكابه لأي مخالفة أو تجاوزات قانونية، ولكن مع مراعاة أصول الملاحقة والمحاكمة التي هي بحمى الدستور والقانون".فاقتضى التوضيح.

للتحرك بهذا الاتجاه: قبل ذلك،  غردت القاضية عون عبر حسابها على تويتر كاتبة "صباح الخير والعدالة يا رب. بموضوع القرض الحسن الذي اتهم كل يوم باني لم احركه. رجاء شوية معلومات قانونية. اذا ثبت ان هذه المؤسسة هي مصرف، فعلى المصرف المركزي ان يتحقق من ذلك ويدعي بالتأكيد امام النيابة العامة المالية سندا لقانون النقد والتسليف. فللمعنيين رجاء التحرك بهذا الاتجاه. وبس".

بنك بيروت يوضح: من جانبه، ردّ بنك بيروت في بيان على مقال جريدة الأخبار،جاء فيه: نشرت جريدة الأخبار في عددها السابق بتاريخ ٢١ شباط ٢٠٢٣ مقالاً عنوانه :" مآثر الحاكم: عندما أهدى سلامة ٤٠٠ مليون دولار لسليم صفير". إن هذا المقال يتضمن تشهيراً غير مبرر لعملية دمج بنك بيروت الرياض ببنك بيروت حاصلة قبل ٢١ عاماً تنفيذاً للقانون رقم ١٩٢ بدأً بعنوان المقال الذي يوحي بأن المصرف المركزي أعطى للدكتور سليم صفير في حين أن مضمون المقال ذاته يبين أن المبلغ كان قرضاً سدده بنك بيروت لمصرف لبنان. وختم: إن عنوان المقال المناقض لمضمونه يندرج في الحملة الممنهجة والمنظمة التي يتعرض لها القطاع المصرفي اللبناني منذ حوالي الثلاث سنوات والتي إشتدت في الشهر الحالي بدءأً من إحراق فروع المصارف في شارع بدارو في ٦ شباط الحالي من قبل أشخاص غير مودعين كما أوضح رئيس الحكومة بالتزامن مع ملاحقات قضائية متفلتة من أية ضوابط قانونية وفقاً لما أشار إليه بيان جمعية مصارف لبنان في ٢٠ شباط ٢٠٢٣ والتي تشكل أحد أسباب إضراب القطاع المصرفي.

لوقف التعطيل: في الاثناء، لا جديد سياسيا او رئاسيا او تشريعيا. وسط توجه ميقاتي الى دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل. ليس بعيدا، ناشد ميقاتي جميع القيادات والمسؤولين والمعنيين وقف نهج التعطيل والاتهامات السياسية التي لا طائل منها، ولا مكان لها في يوميات الناس الصابرة على أوجاعها، ولتكن اشارة الانطلاق في توافق السادة النواب على انتخاب رئيس جديد للبنان، بما يضعه مجددا على سكة التعافي والنهوض، ويحرَك ورشة الاصلاحات المطلوبة لتحريك عجلة التفاهم النهائي مع صندوق النقد الدولي".  وذلك خلال رعايته حفل اطلاق اللجنة المشتركة لتنفيذ إطار عمل الامم المتحدة في لبنان 2023-2025  شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي وعدد من الوزراء.

غريو عند الراعي: اما رئاسيا، وبينما يواصل الموفد البطريركي جولته على القيادات المسيحية للبحث معها في ملف الانتخابات المعطّلة، زارت السفيرة الفرنسية آن غريو بكركي ووضعت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في نتائج اللقاء الخماسي في باريس.

هؤلاء مسؤولون: من جانبها، أكّدت عضو تكتل الجمهورية القوية  النائبة ستريدا جعجع أن "البعض يعطلون انتخابات رئاسة الجمهوريّة التي هي المدخل الوحيد إلى الإنقاذ ويحاولون من الناحية الأخرى التباكي واللعب على وتر حاجات الشعب لتبرير تجاوزهم الفاضح لأحكام الدستور لتغطيتهم جدول أعمال الحكومة الفضفاض، ومسعاهم لعقد جلسة تشريعيّة"، لافتةً إلى أنهم "يقولون إن موقفنا من انعقاد مجلس الوزراء كما عقد جلسة تشريعيّة لا يراعي حاجات الناس، فيما الحقيقة الساطعة كنور الشمس هي أنهم هم من لا يأبهون بمآسي الناس فهم يعطلون انتخابات الرئاسة منذ 5 أشهر ولولا انسحابهم من جلسات الانتخاب قبيل بدء الدورة الثانية بذرائع واهية، لكان لدينا اليوم في لبنان رئيس ولكان من الممكن للحكومة أن تلتئم وللمجلس أن يتابع عمله التشريعي من دون أي عائق، ولكن فعلتهم هذه أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم لذا عليهم تحمل مسؤوليّة أدائهم السياسي أمام الشعب والله والتاريخ وألا يحاولوا إلصاق تبعات ما فعلته أيديهم بغيرهم".

ميقاتي مهتم بالعد!: من جهة ثانية، واذ يستعد ميقاتي لزيارة الفاتيكان كما كشف امس، استغرب المكتب الإعلامي في البطريركية المارونية "إثارة هذا الموضوع المتعلّق بالعدد في لبنان طالما انه قد تمّ تجاوزه في متن الدستور، وبإجماع اللبنانيين على قاعدة المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وما يثير الاستغراب أكثر وأكثر هو توقيت هذا الكلام وطرح هذه المسألة الوطنية الأبعاد في هذه المرحلة التي تقتضي المزيد من الالتزام بموجبات الدستور والميثاق الوطني على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع اللبنانيين. واوضح ان البطريركية المارونية  لم تصدر اي تقرير يتضمن احصاء لنسبة المسيحيين، وبالتالي لم تسلّم ايّ مرجع داخلي او خارجي اي تقرير او احصاء من هذا النوع، واشار المكتب الاعلامي الى ان  البطريركية المارونية تلتقي مع الرئيس ميقاتي حول التشكيك بصحة هذا التقرير، وتؤكد ان أعداد المسيحيين في لبنان هي اكبر بكثير من النسبة المغلوطة التي نسبت الى التقرير المزعوم". 

المارونية للانتشار تستغرب: من جهتها، أشارت "المؤسسة المارونية للانتشار" في بيان الى ان "تعليقًا على ما تفضّل به الرئيس ميقاتي أمس في مقابلته التلفزيونية عن أن نسبة المسيحيين تبلغ 19.4% من اللبنانيين، تستغرب المؤسسة المارونية للانتشار أن يصدر عن دولته هذا الكلام فيما أظهرت الانتخابات الأخيرة في العام 2022 أن نسبة المسيحيين في القوائم الانتخابية تناهز الـ34.42% وأن نسبة المقترعين المسيحيين من مجمل المقترعين ليست بعيدة عن هذه النسبة.  وتتساءل المؤسسة عن سبب اهتمام دولة الرئيس بعدّ المسيحيين بدلاً من أن يصبّ جهوده على الأمور التي تخفف من نزيف الهجرة الذي يطال جميع اللبنانيين لاسيما بؤر البؤس حيث يدفع الناس أموالاً طائلة لركوب زوارق الموت. 

اسرائيل مستعدة: في الغضون، أكّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه "قرر بعد 5 اجتماعات سرية رفع مستوى الاستعداد لشن هجوم على منشآت نووية في إيران". وأشار إلى أنه "أطلع الإدارة الأميركية وماكرون على الاستعدادات لشن هجوم على إيران" وفق ما أفادت "وسائل إعلام إسرائيلية". وقال للاميركيين والفرنسيين "إذا لم تتمكنوا من التعامل مع التطورات في إيران فستضطر إسرائيل للتحرك". ولفت نتنياهو إلى أنّ "إسرائيل بعثت برسائل إلى حماس وميليشيا حزب الله بأنها مستعدة عسكريا لأي عمل في غزة أو لبنان".

هزات: على صعيد آخر، وفي وقت سجلت هزة جديدة قبالة السواحل اللبنانية الجنوبية فجر اليوم، تفقد ميقاتي بعد الظهر "المركز الوطني للجيوفيزياء" في بلدة بحنس في وسط المتن والتابع لـ"المجلس الوطني للبحوث العلمية"، للاطلاع على مواكبة المركز لتقييم الخطر الزلزالي في لبنان وارسال اشعارات بالهزّات الأرضية التي يتم تسجيلها وفق أهميتها. واستمع ميقاتي الى شرح مفصل عن عمل المركز.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o