Nov 30, 2022 1:46 PM
خاص

تركيا نحو شن عملية برية في شمال سوريا...هل دقّت ساعة الصفر؟

يولا هاشم

المركزية - أنجزت تركيا كافة التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية البرية المحتملة شمالي سوريا، بحسب ما أفادت المعلومات الصحافية، وأن هدف المرحلة الأولى من العملية العسكرية هو السيطرة على تل رفعت ومنبج وعين العرب كوباني التي تسيطر عليها حاليا وحدات حماية الشعب الكردية، وهي تعد المكون الرئيسي لما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية". وأكدت المعلومات أن العمليات العسكرية ستنفذ بشكل دقيق ومن دون أي تهديد لسلامة القوات الأميركية والروسية. فما هي مفاعيل وتداعيات هذه العملية؟ 

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد لـ"المركزية" ان "منذ سنوات عديدة وتركيا تتحدث عن المشكلة الامنية التي تواجهها جراء الوضع على حدودها مع سوريا، والتي كانت تواجهها أيضاً في السابق مع العراق سواء من قبل حزب العمال الكردستاني (PKK) او من خلال حلفاء قوات حماية الشعب الكردي او ما يعرف بـ"قسد". إلا ان الامور تجاوزت حدّها بعد التفجير الذي حصل في اسطنبول في شارع الاستقلال منذ اسبوعين، حيث جرى ضبط الفاعلين، خاصة المرأة التي وضعت القنبلة وتبين انها خرجت من كوباني او عين العرب. لذلك أعادت تركيا إعطاء أولوية لحلّ هذه المشكلة، لأن ما حال، في الاساس، دون التوسع التركي داخل سوريا في السابق، كانت الضغوط الاميركية والروسية في الوقت نفسه، ما جعل تركيا تتمهل في تنفيذ عملية برية او القيام بعمليات جوية ثأرية للتهديدات او الوضع الامني داخل تركيا". 

ويشير عبد القادر الى ان "بعد عملية شارع الاستقلال، عادت تركيا الى الموقع الذي كانت تطالب به، شريط أمني داخل الحدود السورية بمسافة 30 كلم، هذا الوضع يعني إلغاء كل ما فعله الاكراد سواء بالتفاهم مع موسكو او بدعم أميركي، أي إقامة ما يشبه إقليم الحكم الذاتي في الشمال السوري الممتد من عفرين الى الحسكة او نقطة اللقاء مع الحدود العراقية التركية"، مؤكدا ان "تركيا جادة للعودة إلى الحل، ولديها اليوم الاسباب الموجبة بعد تفجير شارع الاستقلال للقيام بهذه العملية. لم يسبق أن قامت تركيا في الفترات السابقة بعمليات قصف وتدمير على غرار ما حصل في الاسبوعين الماضيين. صحيح أنها تحدثت في السابق عن احتلال منبج في ريف حلب لكنها أعادت حساباتها ولم تنفذه". 

ويعرب عبد القادر عن اعتقاده بأن "تركيا لديها النية وهي تستعمل حادثة التفجير الارهابية في اسطنبول كمبرر لتنفيذ كامل مخططاتها، لكن هناك تناقض في مواقفها، فهي من جهة تود إجراء نوع من الحوار والانفتاح على نظام بشار الاسد، ومن جهة أخرى تريد إلغاء الاقليم الكردي"، مشيراً إلى ان "الطرف المعرّض للضغط الهائل هو الولايات المتحدة الاميركية التي شجعت الاكراد واستعملتهم من أجل القضاء على الدولة الاسلامية. الآن هذا التوافق العسكري السياسي مع الأكراد، يسبّب إشكالية كبرى في العلاقات الاميركية التركية، خاصة وان تركيا عضو مهم في حلف شمال الاطلسي "الناتو" ولديها علاقات تاريخية واستراتيجية مع الولايات المتحدة".  

ويختم عبد القادر: "كيف يمكن تجاوز هذا الموضوع، خاصة مع إصرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على ان العملية قد تبدأ في أي لحظة وسيكون هدفها إقامة هذا الشريط على الحدود السورية بعمق 30 كلم ويؤمن حاجات تركيا الأمنية؟ الوضع معقد وينتظر مفاجأة معينة سواء للبدء بالعملية العسكرية البرية او ايجاد حل اميركي لهذه المعضلة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o