Nov 03, 2022 12:07 PM
متفرقات

العدد 110 من مجلة "الامن العام".. ابراهيم: من دون لبنان الجامع لا يمكن لفئة او طائفة ان تنجو بمفردها

المركزية - صدر العدد العاشر بعد المئة، تشرين الثاني 2022، من مجلة "الامن العام" عن المديرية العامة للامن العام، وكتب المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الاقتتاحية بعنوان: عن "الإنتباه الوطني" وجاء فيها: 

"في الاول من تشرين الثاني الحالي، دخل لبنان المحظور الدستوري وهو خلو سدة الرئاسة الذي لم يبقَ احد الا قدّم مطالعة فيه وعن اخطاره وتداعياته السلبية على مجمل الاوضاع. الآن بلغنا هذا الخطر ولا حياة لمن تنادي، والمؤسف ان "اللااستقرار" صار استقرارا ولكن بـ"كسل وطني" عام عن التفكير في الدولة واهلها ومستقبلهم. جل التفكير محوره المصالح واستعراض القوى.

في بلاد غير تلك التي نحيا في كنفها وقد انعم الله علينا، كان مثل هذا الامر ليغيّر جيلا كاملا من السياسيين. لكن الكسل الوطني معطوفا على غياب التمسك بالهوية اللبنانية الجامعة، وانتظار تفاهمات الخارج واتفاقاته على المنطقة، يجعلنا جميعا نترقب ما هو آت من دون ان يرف لنا جفن. اضحى لبنان في دولة بلا رئيس. هل لعاقل ان يتخيل كيف يكون عليه الوضع الآن؟ وقد مررنا في هذه التجربة مرات عدة، ونعرف كم هي قاسية ومدمرة.

كان يمكن استدراك الامر في حد ادنى من الممارسة الدستورية والسياسية الجدية الملقاة على عاتق من تصدروا المشهد السياسي، لكن الغالب من هؤلاء لا يزال مهموما بنتائج الانتخابات التي سبقت وتلك اللاحقة وباصوات المنتخبين، وكان يمكن ان يكون الوضع في مكان آخر، وان تكون الاهتمامات في اطار افضل كما كل شعوب العالم المتحضر. لكن بلاد يختلف اهلها على جنس الملائكة لا يزالون يكررون حكاية ابريق الزيت.

الانتخابات النيابية واجب وطني ادّاه من ادّاه من اللبنانيين، لكن الغلبة التي انخرطت في هذه العملية انما فعلت على قاعدة إحداث تغيير. وشعار التغيير رُفع من الجميع بلا استثناء حتى ان الكلاسيكيين ردحوا ردحا بعزمهم على التغيير. لكن مجريات الوقائع اثبتت ان الانتخابات طوت الشعارات ولم يحصل جديد  في معالجة مشاكل اللبنانيين التي ما عادت تُعدّ او تحصى.

الآن سيأتي من يُتاجر بالخلو الرئاسي ويشتغل على تحشيد العصب الاهلي لهذه الجماعة على تلك. اكثر من ذلك سيذهب هذا او ذاك الى المقامرة باللبنانيين من اجل معركة رئاسية بدا ان الداخل لا طاقة له بها، وان الخارج يريدها وفقا لمعطياته ومصالحه. الاستثمار في هذا الفراغ قابل للاستعمال في كل الاتجاهات ومن كل الاطراف وتحت عنوان "الغيرة" الطائفية والوطنية. لكن هل سيحاسب احد احدا على مسار الامور التي وصلت الى هذا المستوى؟

اما وقد بلغنا ما بلغناه من انحدارات متعاقبة، فما ينبغي قبل اي شيء هو "الانتباه الوطني" في هذه اللحظة الحساسة، لأن اي مغامرة قد تنطوي على جحيم سياسي يأتي على البلد وأهله من دون تمييز. لنستفد من تجارب الماضي الطويلة والعميقة، ذلك انه في لحظة تفاهمات محلية مع اخرى اقليمية ودولية سيصير الى انتخاب رئيس وحكما ستكون عندها مفاجأة الاسم والتوقيت وسرعة الانتخابات. حينها ستتحول الكتل وجماهيرها من جموع غاضبة الى اخرى محتفلة ومهللة، وستبذل جهدها لتجيير نتائج هذا المعطى الدستوري الى ارصدة حساباتها السياسية على طريق تمنين اللبنانيين بما هو حق لهم.

الانتباه الوطني المطلوب في هذه المرحلة هو من نوع الوعي من اي انزلاق قد لا يبقي ولا يذر من لبنان.

دخلنا فراغات دستورية وحكومية من قبل، ونجونا منها بأقل الخسائر. وطالما دخلنا الى فراغ جديد ينضم الى سوابقه المشينة، فلنفهم انه من دون لبنان الجامع لا يمكن لفئة او طائفة ان تنجو بمفردها".

المحتوى: وجاء في العدد:

  • موضوع الغلاف: من يملأ الشغور الرئاسي ومتى؟ ويتضمن تقارير عن اليوم الاخير في ولاية الرئيس ميشال عون ودور القوى العسكرية والامنية في هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر
  • بطرس حرب وسمير الجسر يتحدثان عن انتخابات الرئاسة وخلافات الرئيسين على الصلاحيات
  •  افتتاحية اللواء عباس ابراهيم عن "الانتباه الوطني"
  • ملف عودة النازحين السوريين تحت عنوان "العودة واجب" في مؤتمر صحافي للواء عباس ابراهيم
  • حديث مع سفير اندونيسيا يتناول العلاقات الثنائية ومحاربة الارهاب
  • تقارير دولية حول الاوضاع والتطورات السياسية في ايطاليا، والعسكرية – الامنية في اوكرانيا
  • وزير الطاقة وليد فياض يتحدث عن  قطاع الكهرباء وزيادة التغذية
  • وزير الاقتصاد امين سلام يدعو الى حبس المخالفين
  • وزير السياحة وليد نصار يتحدث عن خطة اللامركزية الادارية السياحية
  • كيف يُقوِّم الصليب الاحمر اللبناني دوره في مكافحة مرض الكوليرا وطرق الوقاية والمعالجة 
  • قضية الشهر: دور الامن العام في مواجهة ازمة ازدياد جرائم السرقة
  • دور السينما في لبنان بين التعثر والتحدي
  • مشاهد العنف على الشاشات وتأثيرها على سلوك الاطفال
  • الى الابواب الدائمة في احصاءات الشهر والوثائق المزورة، الفنون والثقافة، الرياضة والتسلية

يمكن الاطلاع على مضمون العدد على موقع الامن العام:

www.general-security.gov.lb

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o