Sep 26, 2022 3:47 PM
خاص

المصارف تدخل مرحلة تمرير الوقت.. كي لا تكون الضحيّة

 

ميريام بلعة

المركزية- 35 يوماً تفصلنا عن الانتخابت الرئاسية... مدّة تبدو في الظاهر قصيرة، لكن في باطنها كثيراً من التوجّسات والمخاوف مما قد تحمله من تطورات أمنيّة أولاً ونقدية ثانياً وما يتبعهما من تأزّم اقتصادي ومعيشي... فاجتماعي. وهنا الطامة الكبرى.

التداعيات الاجتماعية الناشئة عن أيٍّ من التطورات المذكورة، قد تُدخِل لبنان في المحظور، وهو دخل في بدايته مع تكاثر عمليات السرقة والقتل والتعدّيات والاعتداءات الدامية... بما يشي بأنها لن توفّر بمفاعيلها قطاعاً أو طبقة اجتماعية أو فئة عمرية...

"الجوع قاتل" نعم. لكن الرؤوس المدبِّرة تجد فيه منفَذاً لتنفيذ أجنداتها السياسية والتسوَوِيّة... على اختلافها وخطورتها، لاعتباره الخاصرة الرخوة للدولة، ومنه تتحقق المآرب... "الشخصية".

وليس الشائعات المتكرّرة والمتزايدة من هنا وهناك، سوى أحد عناصر الفوضى المفتَعَلة، وليس آخرها ما أشيع اليوم عن اقتحام فرع بنك لبنان والمهجر BLOM في صيدا، الأمر الذي نفته مصادر المصرف لـ"المركزية"، موضحة أن المشهد "لم يكن اقتحاماً، إنما زحمة زبائن شهدها الفرع منذ الساعة التاسعة صباحاً...".

من هنا، فالأيام الـ35 تهدّد بخضّات وتقلّبات ومناكفات وصولاً إلى فوضى متوَقّعة بفعل الحسابات السياسية التي تنطوي على "أوراق اعتماد" محلية وإقليمية ودولية، تجد هذه المرحلة فرصة سانحة وورقة ضغط لترجمة الأجندات المُعَدّة لهذا الاستحقاق!

المصارف تتوجّس من مخطط أمني!

..."القطاع المصرفي لن يكون ضحيّة المخطط الأمني الذي يهدّد البلاد" يقول مصدر مصرفي لـ"المركزية"، لاعتباره أن "الأيام الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي ستحمل "مدّاً وجزراً" على الصعد كافة، الأمر الذي يحتّم التزام الترقّب وانتظار ما سيحمله قابل الأيام من مستجدات ومفاجآت".  

في ضوء ذلك، "عمدت المصارف إلى اتخاذ سلسلة تدابير وإجراءات "حمائية" قد لا تُعجِب أحداً، لكنها تقي الموظفين والعملاء ما يُضمره البعض للقطاع، إدارةً وموظفين ومودِعين على السواء" يقول المصدر مشدداً على أن ما حصل من اقتحامات متتالية الأسبوع الفائت "أمرٌ غير مقبول إطلاقاً... وسنعمل على مَنع تكراره، إذ أن كل مصرف سيعتمد آلية معيّنة وفق الحيثيات الخاصة به".

ولم يغفل الإشارة إلى "تكاثر الحوادث الأمنية في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، من عمليات قتل وسرقة وتعدّيات وغيرها"، متسائلاً لماذا ارتفع منسوبها اليوم وليس بالأمس!؟ ما يدلّ على مخطّط أمني يتم التحضير له، لن يكون القطاع المصرفي جزءاً منه".

في خلاصة الواقع المصرفي، يمكن التأكيد أن المصارف في مرحلة "تمرير الوقت" انتظاراً لمآل التطورات التي تسبق الاستحقاق الرئاسي وما يلي تاريخ 31 تشرين الأول... وإلى ذلك الحين، يبقى "الأمن الذاتي" في إطار "الحيطة والحذر"، سيّد الموقف كي لا تكون المصارف أو موظفوها ضحيّة أي مخطّط مَرسوم...

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o