Aug 11, 2022 3:04 PM
خاص

غياب المشروع الوطني للمعارضة مقابل قوة مشروع الحزب يفقدها الرئاسة

المركزية- اقل من عشرين يوما يفصل لبنان عن الاستحقاق الدستوري المفصلي في تاريخه، انتخابات رئاسة الجمهورية، ولم يخرج حتى اللحظة مرشح واحد يعلن برنامجا، ولا اطل حزب او فريق سياسي يرشح شخصية تحمل مشروعا وطنيا لانقاذ لبنان. حتى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعلن ابان ترشحه قبل اكثر من ست سنوات، برنامجا رئاسيا واضحا يكاد يكون الوحيد، لم يحسم خياره اليوم ولا تقدم بمشروع جديد يوائم طبيعة المرحلة ويعرض برنامجا انقاذيا يخرج لبنان من الانهيار ويضعه على بداية سكة الانقاذ. فهو ينتظر نتائج المساعي المبذولة بهدف توحيد الكلمة المعارضة علّ الاحزاب والكتل النيابية المستقلة والتغييرية تتوحد حول كلمة سواء وحول مرشح انقاذي حقيقي، ليبني في ضوئها على الشيئ مقتضاه.

على هذا الخط، تتحرك معراب التي تفيد مطادر مطلعة على اجوائها "المركزية"، انها شكلت لجنة متابعة تؤمن الاتصال مع كل قوى المعارضة لبحث ملف الاستحقاق الرئاسي مؤلفة من النائبين السابقين انطوان زهرا وايلي كيروز، رئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور وايلي حرب، شرعت في تنفيذ المهمة من خلال شبكة اتصالات ولقاءات مع مختلف القوى الدائرة في فلك معارضة السلطة الحاكمة وضع "بروفيل" المرشح الرئاسي المناسب للمرحلة  وتحديد عناوين المشروع السياسي. وتوضح ان اجتماعات ثنائية تعقد بين هؤلاء لبلورة الموقف من الاستحقاق، باعتبار ان الظروف لم تنضج بعد لعقد اجتماع موسع، علما ان ثمة قوى ترفض اي مرشح قريب من العهد او من المنظومة السياسية واخرى لها حيثياتها المتصلة بخيارها المقاوم وموقفها من القضية الفلسطينية.وتؤكد ان للمعارضة ثلاثة اهداف تعمل لاجل تحقيقها منها:اولا، استبعاد رئيس من قوى 8 اذارمهما كانت الظروف وعدم تكرارتجربة العام 2016 بتداعياته الكارثية على لبنان. ثانيا، العمل على ايصال رئيس من محورالمعارضة وتحديدا المناوئ للمحورالايراني.ثالثا، رفض الرئيس الوسطي الذي يجري التسويق له محليا وخارجيا، لان والحال هذه، ستكون لقوى 8 اذارحصة في اختياره ،وبالتالي دور لحزب الله ومحوره الهدّام. فالوسطي، تضيف المصادر، يرضخ لسلاح الحزب وسيكون على الارجح نسخة منقحة عن العهد الحالي،  ينتظره الحزب على كوع المجلس ليفرض عليه شروطه، بعدم المس بسلاح الحزب والتمسك بثلاثية شعب وجيش ومقاومة.

استنادا الى ذلك، تقول اوساط سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان لبنان احوج ما يكون اليوم الى مشروع وطني قبل اي شيء آخر. فإن كانت المعارضة جدية في سعيها الى انقاذ البلاد والعباد من براثن محور ايران ومنع استمرار استخدامها لبنان ورقة في مفاوضاتها النووية والاقليمية وفي خدمة مشروعها "الجهنمي"من خلال ذراعها اللبنانية، حزب الله الذي ينفذه بدقة مستقويا بالترهيب والسلاح، عليها اولا صياغة مشروع وطني تتوحد حوله ، ينطلق من القواعد الاساسية المنصوص عليها في الدستور لا سيما سيادة الدولة والعيش المشترك وعروبة لبنان، وتختار استنادا اليه الشخصية القادرة على تنفيذه.

هذه الشخصية، تعتبر الاوساط، انها لا بد ان تتمتع بالحكمة والقدرة على التواصل مع الجميع في لبنان والخارج تؤمن مناخا ايجابيا للاستثمار ودينامية معينة للنمو من خلال توفير شبكة آمان كفيلة بوضع البلاد في قطار الانقاذ.  وخلافا لما يروّج، ليس المطلوب ان تكون من اصحاب الخبرة الاقتصادية او المالية، فتلك المواصفات لا بد ان تتوافر في رئيس الحكومة او وزراء الاختصاص، فالحكمة والقدرة على ادارة البلاد تبقى الاولوية والاساس في اختيار المرشح الرئاسي.

اما استمرار غياب المشروع الوطني الموحد للمعارضة، ورسم خريطة طريق تنفيذه مقابل مشروع حزب الله الجاهز والذي يسلك طريقه فيشكل الخطر الاكبر على لبنان وهويته وكينونته، فإما ان توحد المعارضة الصف وتنطلق والا ، بعدها لن ينفع الندم.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o