Aug 09, 2022 12:53 PM
خاص

فيينا تؤسس ببطء لخرق في المفاوضات وتواكب تطورات المنطقة والعالم

المركزية- التقى المفاوضون المكلفون بالملف النووي الإيراني في فيينا الخميس الماضي، بعد توقف استمر أشهرا. وللمرة الأولى منذ آذار الماضي، تلتقي جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق، وهي: إيران وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، إلى جانب مشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة الأميركية، بهدف إحياء اتفاق عام 2015. لكن بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإن الجولة الجديدة التي انتعشت بمساع اوروبية وفق مسودّة وضعها "الاتحاد"، وإن كانت عجلاتها تدور ببطء، الا انها يبدو تؤسس لخرق مرتقب في جدار المفاوضات ولو بعد حين.

فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية  عن مسؤول إيراني أن طهران قدمت ردا مبدئيا على نص الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي. من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الوزير أمير عبد اللهيان بحث مع المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تطورات المحادثات النووية، حيث قال الوزير "نأمل تمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق بتجنب المواقف غير البناءة من جانب واشنطن". وأضاف عبد اللهيان "فريقنا المفاوض في فيينا كان عازما على التوصل لاتفاق وقدم أفكارا لحل القضايا العالقة". بدوره، قال مستشار الوفد الإيراني المفاوض إن "الكرة الآن في ملعب واشنطن وهي مطالبة بنص يضمن احترام التزاماتها". وأضاف أن أي اتفاق في فيينا يجب أن يكون واضحا وأن يضمن تنفيذه من دون عوائق.

لكن في المقابل، نقلت وكالة "إيرنا" عن مصدر دبلوماسي إيراني قوله إنّ "الساعات في فيينا حاسمة"، مؤكداً ضرورة "طمأنة الجانب الإيراني في أسرع وقت ممكن". والاهم، وفق الأوساط، هو أن المصدر الايراني اكد ان "إيران لم تتخلَّ عن رفع حرس الثورة من قائمة الإرهاب الأميركية، وأنّ الادعاءات الإعلامية لا قيمة لها"، مردفةً أنّ "الكرة في الملعب الأميركي، وإذا أراد التوصل إلى اتفاق فعليه التصرف بمسؤولية"... وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إنّ "الوفد الإيراني في فيينا يهتم بجدية بموضوع انتفاع إيران اقتصادياً من الاتفاق، وبمراعاة الخطوط الحمر".

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن نص الاتحاد الأوروبي هو الأساس الوحيد الممكن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدة استعداد واشنطن للتوصل سريعا إلى اتفاق على هذا الأساس. وأضافت أن "إيران قالت مرارا إنها مستعدة لإحياء الاتفاق وعلينا أن نرى إن كانت أقوالها تطابق أفعالها". وكان جون كيربي منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، قال "إن المحادثات مع إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي اكتملت تقريبا" مشيرا إلى أن الوقت "ينفد" في ما يتعلق بالتوصل لاتفاق نووي مع إيران. ودعا كيربي طهران إلى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة الوقت الحالي، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

هذه المعطيات كلّها، وأبرزها الموقف الايراني المتمسك بالشروط عينها، تدل على ان المحادثات محاطة بضباب كثيف يجعل من الصعب التكهن في مصيرها وما سينتج عنها. لكن بحسب الاوساط، فإن القرار الدولي اليوم هو بعدم نسف المفاوضات. فحتى لو كانت الشروط والشروط المضادة على حالها، فإن الاوروبيين والاميركيين يفضّلون ترك ابواب فيينا مفتوحة، فيواكبون منها، المستجداتِ الدولية والاقليمية، من ايران الى اوكرانيا مرورا بالصين وسوريا. اي ان الحلول لهذه القضايا قد تولد تباعا من العاصمة النسماوية، فتؤسس للاتفاق النووي وتساعد في ولادته، تختم الاوساط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o