May 28, 2022 8:30 AM
مقالات

لا مؤتمر برعاية خارجية قبل انتخاب رئيس للجمهورية

كتبت روزانا بو منصف في "النهار": احد ابرز الاسباب التي تمنع وفق المعلومات الديبلوماسية رعاية اي دولة صديقة اتفاقا على غرار اتفاق الطائف ان ظروف عقد الاخير كانت خاطئة من حيث انها صادفت مع ازمة رئاسة الجمهورية. وهي الحال نفسها الان على خلفية ان الصراع الرئاسي محتدم ليس بين القوى المسيحية فحسب بل بين كل القوى السياسية ولو على نحو لا يبدو في الواجهة . والدرس من ظروف اتفاق الطائف ان النواب المسيحيين انذاك وافقوا على بنود عادوا للمطالبة بمراجعتها لاحقا في العهود التي تلت اقرار الاتفاق وتحوله الى دستور لبنان تحت وطأة الطموح الغالب لدى غالبيتهم بالوصول الى الرئاسة الاولى وكذلك الامر بالنسبة الى قبولهم ببنود عدة بمثابة رد فعل على ممارسات العماد ميشال عون في رئاسته للحكومة الانتقالية انذاك نتيجة لطموحه بانتخابه هو رئيسا للجمهورية في ذلك الوقت . ولن تنجح المحاولات المتجددة راهنا لعقد اتفاق مماثل قبيل موعد انتخابات الرئاسة الاولى فيما ان امرين باتا يثيران تساؤلات جوهرية وعميقة تستدعي دراستها : الاول ان يتحول موعد انتخابات الرئاسة الاولى كل ست سنوات مناسبة او محطة لاعادة النظر في الدستور او لعقد تسويات سياسية تقوم على خلفية توازنات جديدة او ما شابه علما ان تجربة عدم تنفيذ بنود كثيرة من اتفاق الطائف حتى الان فضلا عن انقلاب ” حزب الله” وحلفائه على اتفاق الدوحة في ٢٠١١ وحكومة الرئيس سعد الحريري اضافة الى انقلاب التيار العوني ومن ورائه الحزب على التسويات التي ادت الى انتخاب العماد ميشال عون الى الرئاسة ان كان على صعيد نسف تفاهم معراب او محاربة الرئيس الحريري ، كلها عناصر لا تشجع على الانخراط الاقليمي او الفرنسي في اي اتفاق او تسوية جديدة . وتكرار عقد اي مؤتمر لتسوية برعاية اقليمية او دولية لن يكون ممكنا لهذه الاسباب التي تسعرها صراعات الرئاسة الاولى المحتدمة بقوة.

الامر الاخر ان هناك توهما ازاء محورية لبنان في الاهتمامات الخارجية لا سيما في هذا التوقيت بالذات بين الحرب في اوكرانيا وتداعياتها الخطيرة في كل الاتجاهات وعدم اليقين في مفاوضات العودة الى الاتفاق النووي وانزلاق سوريا الى جبهات جديدة داخلية اضافة الى مسائل اخرى اكثر اثارة للمتابعة من حرب اليمن الى غيرها. وتاليا ان العالم غير مهتم وتعب من لبنان. ولذلك فان الرهانات على المسارعة الى انتشال لبنان او عدم انهياره اكثر ليست في محلها .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o