May 27, 2022 4:08 PM
خاص

إليكم السيناريو المحتمل لنهاية الأزمة الروسية -الاوكرانية!

المركزية - بعد مضي ثلاثة أشهر على الحرب الروسية -الأوكرانية، بات واضحاً أن نهايتها قد لا تكون قريبة. ومع إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في ختام اجتماع افتراضي لمجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا، عن "تكثيف الجهود والمضي قدماً" لتعميق التنسيق والتعاون بين دول المجموعة: "لكي تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على عملياتها الميدانية وتعزيزها"، بدا أن الغرب أكثر تصميماً، ليس فقط على منع روسيا من تحقيق أهدافها؛ بل ومن قيامها بعمليات مماثلة في المستقبل.  

وقال أوستن، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، بعد الاجتماع الافتراضي الذي شاركت فيه 47 دولة، بما فيها اسرائيل وقطر، إضافة الى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو": "الكل هنا يدرك أخطار هذه الحرب، وهي تمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا. إن عدوان روسيا هو إهانة للنظام الدولي القائم على القواعد، وتحدٍّ لتحرير الناس في كل مكان".  

إلى ذلك، تتابع الولايات المتحدة بشكل حثيث تطورات الحرب الاوكرانية والاجتياح الروسي والخسائر التي تكبدتها موسكو، حيث خسرت وفق مصادر المعلومات ربع القوة التي دخلت اوكرانيا ولم تتمكن حتى الآن من تحقيق الهدف الذي من أجله دخلت. وتشير مصادر المعلومات الى ان المقرارات التي اتخذت في الاجتماع بعيدة عن وسائل الاعلام. وهنالك خطوات قد تقوم بها دول في المنطقة تندرج في المسار الذي رسمته الولايات المتحدة لمساعدة اوكرانيا ومواجهة روسيا. فما هو السيناريو المحتمل لإنهاء هذه الأزمة؟ 

رئيس "مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث" العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر يؤكد لـ"المركزية" ان "كل الدول حشدت لمساعدة اوكرانيا، إلا أن الحرب الاوكرانية باتت في خواتيمها. صحيح ان روسيا تكبدت خسائر كبيرة، لكن من يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعي أنه لن يعود أدراجه خالي الوفاض ويوقف إطلاق النار ولو أرسلت الدول الأطنان من الأسلحة. الكونغرس الأميركي صوّت على 30 مليار دولار مساعدات لاوكرانيا، نصف المبلغ مخصص للأسلحة التي سيتم تصنيعها في المصانع الاميركية، والنصف الآخر يتم إرساله كمساعدات عينية الى اوكرانيا. كل الدول تريد ان تساعد اوكرانيا، وهذا أمر جيد خاصة وأنها تدمرت بالكامل، لكنه لن يغيّر اي شيء ميدانياً".  

ويشير جابر الى ان "العديد من الدول الاوروبية تحركت وقامت بمبادرات لوقف اطلاق النار، ورحبت روسيا بذلك، إلا ان الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلنسكي لم يقبل، في حين كان من الأفضل له القبول. والسؤال المطروح: هل تستطيع اوروبا ان تقنع الرئيس الاوكراني كي يقبل بالشروط الروسية البسيطة؟ علماً أن روسيا تستكمل عملياتها العسكرية وهي غير مستعجلة. مسألة شرق اوكرانيا أصبحت على بعد أيام من الحسم، إذ لم يتبقَ إلا نحو 20 الف جندي اوكراني يقاتلون ببسالة، ويواجهون مصيراً مجهولاً، إما الموت او الاستسلام، لأن روسيا نسفت آخر جسر يصل بين شرق اوكرانيا وغربها. على الرئيس الاوكراني ان يعرف بأن روسيا لا يهمها التوجه نحو اوكرانيا او كييف ولا تريد ان تغطس في المستنقع. وبمجرد القاء نظرة على الخريطة، يتبين ان روسيا تريد شرق اوكرانيا. وحتى الآن تمكنت من وضع يدها على ماريوبول ووصلتها بـ " سيباستوبول"، وها هي تكمل مهمتها العسكرية التي ستنتهي عند هذا الحد. قد توافق وتجلس الى الطاولة شرط ان تكون سيباستوبول اي شبه جزيرة القرم خارج موضوع النقاش. فهذه الجزيرة التي ألحقها الرئيس السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف بأوكرانيا كهدية عام 1954، وضمتها روسيا مجددا إليها عام 2014 عقب الثورة الأوكرانية التي أطاحت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، لن تعيدها الى اوكرانيا".  

ويتابع: "أما فيما يخص باقي اوكرانيا، فإن روسيا لن تدخل الى اوديسا لأنها معركة طويلة ولا تريد ان تستنزف، بل ستتابع طريقها عسكريا في البر على حدود اوديسا وحتى مولدوفيا وتستكمل محاصرتها. اوديسا هو المرفأ الوحيد المتبقي لاوكرانيا على البحر الأسود، بعد أن خسرت ماريوبول على بحر أزوف، لذلك ستستخدمها روسيا كورقة قوية بيدها في المفاوضات، اي انها تتخلى عن اوديسا شرط القبول بالشروط الأخرى، والتي هي الاعتراف بسيباستوبول"، لافتاً إلى ان "شروط موسكو معروفة منذ بداية معركتها، وهي عدم الدخول في حلف شمال الاطلسي وعدم عسكرة اوكرانيا والاعتراف بالجمهوريات الانفصالية. وأُرجح هنا أن تقول اوكرانيا ان لا دخل للجمهوريات الانفصالية بسيباستوبول، عندها سيجيبها الروس بأنهم سيجرون استفتاء في لوغانتسك ودونيتسك، كذلك في خيرسون لأن اهلها يطالبون باستفتاء أيضاً. وفي حال حصوله، ستكون نتائجه معروفة وتصب في صالح روسيا. اذا روسيا ستخرج رابحة وتنتهي الحرب". 

ويختم جابر: "لكن القرار ليس في كييف إنما في واشنطن، فهل تقبل الولايات المتحدة؟ برأيي قرار صعب جدا، لأن في حال حصول السيناريو الذي تحدثنا عنه، فهذا معناه ان روسيا نجحت، وهناك خطر كبير من الكسب الروسي على باقي اوروبا، لأن بوتين لن يستكين وسيتحرك على جبهات عدة. لذلك، حرب اوكرانيا ستقرر مصير اوروبا، وبالتالي لا يمكن للولايات المتحدة ان تقول بأنها قبلت. مصير اوروبا سيتحدد بعد حرب اوكرانيا، وسيتأثر بهذا الكسب الروسي الذي من الممكن ان يحصل في حال قبلوا بشروط روسيا". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o