May 25, 2022 11:33 AM
خاص

البخاري يحيي ذكرى حسن خالد: رسائل في المناسبة والمضمون

المركزية- من حيث الشكل والمضمون كان حدث إحياء السفير السعودي وليد البخاري ذكرى المفتي حسن خالد الاثنين الماضي، مميزا ولافتا. فالمناسبة بحد ذاتها، تحمل دلالات بما ان الاخير اغتيل على يد النظام السوري، واصرارُ البخاري على احيائها مثقل بالمعاني والرسائل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

هذا في الشكل. اما في المضمون، فقال البخاري: نستذكر علماً من أعلام الدين والفكر ومفتي الوحدة والشراكة الوطنية والسيادة والاستقلال والوفاء للكبار يفرض علينا السير في خطاهم. وأضاف "اغتيال المفتي حسن خالد كان مقدمة لاغتيال كل لبنان الذي يعيش أيامًا صعبة على كل المستويات وفي مقدمتها هويته العربية وعلاقته بمحيطه العربي". وأردف "نزفّ للمفتي حسن خالد نتائج الانتخابات المشرّفة وسقوط كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية".

هذا الموقف المقتضب، يحمل في كل كلمة من كلماته، رسالة مباشرة وعميقة الى اللبنانيين، تؤشر الى اصطفافات المملكة وتوجهاتها في الداخل في المرحلة المقبلة. البخاري اعتبر ان لبنان اليوم يعيش اياما صعبة خاصة على صعيد علاقته بمحيطه العربي. هو لم يأت على ذكر ازمته المالية او الاقتصادية، وفق المصادر، لانه وفي رأي الرياض، أكبر مسببات المعاناة اللبنانية، "سياسي واستراتيجي"، اي انه، وعندما يصلح اهل الحكم في بيروت، موقعها الاستراتيجي، ومعها بطبيعة الحال، قرار الحرب والسلم الذي يجب ان يحصر بيد الدولة فقط وتفلّت حزب الله عسكريا ونفطيا وماليا(...) فإن معالجة انهيار لبنان المالي ستصبح أسهل وأسرع.  

اما ما قاله البخاري عن نتائج الانتخابات، فأيضا متقدّم وبارز، اذ دلّ على ان المملكة راضية ومرتاحة الى نتيجة الاستحقاق النيابي "المشرّفة" التي أسقطت "كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية".. على اي حال، تتابع المصادر، ارتباك حزب الله في قراءة نتائجها بعد ان اقر امينه العام السيد حسن نصرالله ان لم يعد هناك من فريق يمسك بالاكثرية في مجلس النيابي الجديد، يبرر موقف البخاري المرتاح الى ما أفرزته صناديق الاقتراع في 15 ايار.

كل ما اعلنه البخاري يؤشر اذا، الى ان المملكة مستعدة للوقوف بقوة من جديد الى جانب لبنان، لكن لديها بطبيعة الحال شروطها، وأوّلها ان تعرف الاكثرية الجديدة التي دخلت مجلس النواب، كيف تستثمر اكثريتها جيدا وان تقلع عن سياسة مسايرة حزب الله، بل ان تواجهه وتقول له "لا" لفوقيّته الداخلية والخارجية، وان تعمل بجدّ على اعادة لبنان الى الحضن العربي بعد ان استباحت طهران ساحته على مرّ السنوات الماضية، من دون ان تنسى ايضا الاصلاحات ومحاربة الفساد، وقد قال وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان امس: اذا قام اللبنانيون بالاصلاحات فسنرى ما يمكننا فعله، مضيفا "الانتخابات في لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o