May 23, 2022 3:59 PM
خاص

أزمة اوكرانيا أمام مفترق طرق: نهاية مشرّفة لبوتين أو استنزاف طويل الأمد!

المركزية - أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسيكي السبت أن وحدها السبل "الدبلوماسية" يمكنها إنهاء الحرب في أوكرانيا فيما تواصل موسكو هجومها في شرق البلاد، في وقت باتت المفاوضات بين كييف وموسكو في طريق مسدود. 

في الموازاة، يتم البحث عن تسوية اميركية اوروبية روسية، تقوم على انسحاب الجيش الروسي من اوكرانيا باستثناء شبه جزيرة القرم شرط ان تبقى لاوكرانيا وتؤجرها لمدة 99 سنة الى روسيا كما حصل لهونغ كونغ. وتمّ الاتفاق في اجتماع اسطنبول في تركيا، الا ان الولايات المتحدة التي وافقت، عادت وتريثت لإتمام بعض التفاصيل وتدوير الزوايا. فهل من الممكن أن تبصر هذه التسوية النور، خاصة وان روسيا محشورة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وفق خبير اقتصادي غربي، وسمعتها تلطخت عالمياً بسبب الحملة عليها بعد غزوها اوكرانيا؟   

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يقول لـ"المركزية": "اعتقد انها حرب طويلة ولا يمكن ان تنتهي أياً كان المشاركون في محادثات السلام، والسبب ان هناك قضايا جوهرية لا يمكن ان يقبل بها أي من الطرفين الروسي أو الاوكراني، خاصة حول نقاط ما يسمى بـ"الخيارات المستحيلة". اولا، كي تحقق اوكرانيا سيادتها عليها ان تتوصل مع روسيا الى أمرَين: الانسحاب الكلي من الاراضي الاوكرانية وهنا لا اعتقد ان الروسي ممكن ان ينسحب سواء من شبه جزيرة القرم التي ضمها رسميا الى روسيا او من مقاطعتي لوغانتسك ودونيتسك اللتين اعترف بأنهما تتمتعان بكيانات مستقلة في منطقة الدونباس، شرق اوكرانيا، الموازية للحدود مع روسيا. هذا من ناحية الارض، اما من ناحية السيادة، فإن اوكرانيا لا يمكن ان تقبل بأقل من سيادة كاملة، ومبدأ السيادة يعني حرية الخيار. فإذا أرادت اوكرانيا ان تختار الذهاب مع الاتحاد الاوروبي او حلف شمال الاطلسي، يجب الا تكون هناك شروط روسية مانعة". 

ويضيف: "هذا من وجهة النظر الاوكرنية، اما من وجهة النظر الروسية، فأعتقد ان روسيا لن تقبل بأي ثمن او تحت أي عذر ان تكون اوكرانيا جزءا من تحالف شمال الاطلسي، لأن من شأن ذلك، كما تقول روسيا، ان يهدد أمنها القومي وحدودها، وتصبح بالتالي اوكرانيا موقعا لأسلحة اوروبية او اميركية من ضمن "الناتو" قادرة ان تهدد الاراضي الروسية".  

ويرى عبد القادر "ان روسيا وعظمتها دخلت في هذه الحرب وبالتالي لا بد من ان تنهيها بشكل مشرّف للرئيس الروسي، وإلا فإن فلاديمير بوتين، بصفته هو من يقرر في عملية السلام، يُعرّض نفسه للمذلّة دولياً ولخسارة موقعه روسياً، لأن الشعب الروسي لن يسامحه على خسارة ماء الوجه لهذه الأمة العظمية، كما لا يمكن ان يسامحه على هذه الخسائر خاصة البشرية التي مُنيَ بها الجيش الروسي. لذلك، تبدو كل الخيارات، من الجهتين، مستحيلة، إذ لا يمكن القول بهذه السهولة، أن الاوروبيين سيدخلون او الاميركيين يريدون ان يشاركوا وبالتالي سيحلون كل المشاكل القائمة، سواء في موضوع السيادة الاوكرانية او مستقبل الحكم الراهن في روسيا او الشرف والفخر الروسي  في قوميتهم وجيشهم. هذا كلام، برأيي، فيه الكثير من تبسيط الامور ولا يمكن ان يصل الى نتائج. أعتقد أن الحرب طويلة ولا يمكن لأحد التنبؤ بنهاياتها او المخارج التي ممكن ان تؤدي أقله الى هدنة طويلة وليس الى سلام، لأن السلام ما زال خيارا مستحيلا عند الطرفين". 

هل من الممكن ان تمتد شرارة الحرب الى اوروبا وبالتحديد الى فنلندا والسويد اللتين طلبتا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي، يجيب عبد القادر: "يبدو ان التصعيد مستمر، لكن برأيي روسيا ليست بحاجة او قادرة على فتح جبهة جديدة سواء مع فنلندا او السويد. لذلك، يمكن توقع تصعيد سياسي في العلاقات او اقتصادي او في موضوع الطاقة والملاحة وحسن الجوار، لكن لا اعتقد لا الطرف السويدي ولا الفنلندي يريدان الدخول في صراع عسكري مع روسيا". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o