Jan 27, 2022 12:34 PM
خاص

الخوف على الصيغة اللبنانية يستنفر العالم.. هل تستجيب المنظومة؟

المركزية- يرفض الخارج تركَ لبنان وصيغته الفريدة في محيطه وفي العالم ايضا، يموتان. من هنا، فإنه لا يبتعد عنه الا قليلا لإعداد خطط واوراق تعيد تعويم مركبه الذي تتلاطمه امواج تكاد تُغرقه وتقضي عليه.. قبل ان يعود بعواصمه كلّها الى بيروت، حاملا المبادرات والوثائق والطروحات الانقاذية.. لكن مع الاسف، فإن الممسكين بمقاليد قيادة هذه السفينة، يرفضون التعاون والتجاوب في كل مرة، وكأنهم اتخذوا خيارا انتحاريا سيقتلهم هم وشعبهم المخطوف، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

هدف الخارج اذا انقاذُ النموذج اللبناني حيث تتلاقى الطوائف والمذاهب على مساحة جغرافية صغيرة، لكن كي تبقى قادرة على التعايش في ما بينها بسلام، لا بد من تنفيذ اتفاق الطائف الذي سيبني دولة للجميع لا غالب فيها ولا مغلوب. ولانه لم يُطبَّق وبقيت فئة من اللبنانيين ممسكة بسلاح خارج اطار الشرعية، انكسر الميزان الداخلي ووقع لبنان في مآزق سياسية واستراتيجية ودبلوماسية وفي ورطة مالية اقتصادية، على مر السنوات الماضية، بلغت كلّها أوجَها اليوم.

لمحاولة اصلاح هذا الخلل الذي ما كان ليحصل لولا تجاهُل بنود الطائف، اضطر المجتمع الدولي الى اصدار قرارات عدة علّها تفيد في تنفيذ ما لم ينفذ من قبل اهل الحكم في بيروت، فكان القراران 1559 و1701، فلم يُطبّق الاول وطُبّق الثاني مع خروقات وانتهاكات كثيرة.

لم يستسلم اصدقاء لبنان في العالم، وها هم يعودون اليوم عبر الورقة الكويتية التي تطالب بتنفيذ الطائف وقرارات الشرعية الدولية كمدخل لانقاذ لبنان المشلّع، وهي ورقة منسقة دوليا بين الشرق والغرب وليست كويتية عربية فحسب، وكانت مدار بحث بين وزيري خارجية الكويت والولايات المتحدة في واشنطن اليوم.

وبعد الجواب الذي سيحمله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عليها في 29 الجاري الى الكويت، يحط وزير خارجية الفاتيكان  الكاردينال بياترو غالاغر، في لبنان في الثالث من شباط المقبل في زيارة ينقل فيها رسالة من  قداسة البابا فرنسيس عنوانها "الوقوف إلى جانب لبنان والاستعداد لمساندته للحفاظ على هذا النموذج في الشرق".

وفي الوقت عينه، تتابع المصادر، يفترض ان يزور وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان لبنان مطلع شباط المقبل، علما انه كان ناقش الملف اللبناني مع نظيره المصري سامح شكري مطلع الاسبوع.

لبنان اذا حاضر في صلب الاهتمامات الدولية، والخوف على صيغته كبير والخشية من سقوطها اكبر، وقد بات نموذجُه يحتضر ويقترب من لفظ انفاسه الاخيرة.. هذه هي رسالة المجتمع الدولي الذي لن يكون وحده قادرا على انعاش لبنان.. فهل تستجيب المنظومة هذه المرة قبل فوات الاوان؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o