Jan 21, 2022 2:52 PM
خاص

هل يجدد العراق لبرهم صالح رئيسا لولايةٍ ثانية؟

المركزية – أثبت الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر، الذي يتزعم أكبر كتلة برلمانية، عن حنكة سياسية، من خلال نجاحه في تغيير الديناميكيات السياسية في جميع أنحاء العراق. وتمكّن التيار الصدري ومعه تحالف "تقدّم وعزم" السني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وفصائل أخرى أصغر، من التصويت لمحمد الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب ثانية في جلسة برلمانية عقدت في 9 كانون الثاني الجاري.   

أما الخطوة الأصعب والأكثر تعقيداً، فتكمن في انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة. وبحسب الدستور العراقي، أمام مجلس النواب ثلاثون يومًا من الجلسة الأولى لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد، والذي سيطلب من الكتلة الأكبر في البرلمان تشكيل الحكومة. فهل سيتم التجديد لبرهم صالح كرئيس للعراق لولاية ثانية؟  

أوساط مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان "التجديد لصالح ممكن، وذلك بالاتفاق بين مقتدى الصدر ورئيس الحكومة المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي. وفي حال حصوله، فإن احتمالات التجديد للكاظمي مطروحة أيضاً".   

وتشير الاوساط الى ان أطرافا ثلاثة هي الكاظمي وصالح والصدر، متفقة على هذا الموضوع، مدعومة من الولايات المتحدة والخليج العربي والاردن. كما ان العراقيين أيضاً يؤيدون ذلك، لأن التجربة كانت لا بأس بها ومريحة وغير طائفية. فقد أثبت رئيسا الجمهورية والحكومة انهما عراقيان يسعيان لقيام عراق وطني، على علاقة جيدة بجيرانه خاصة الحديقة الخلفية ايران، إنما من دون ان تتدخل هذه الدول في شؤون البلاد الداخلية، كما أنهما يعملان من اجل ديمومة هذا التوجه العراقي العربي المدعوم من الغرب والولايات المتحدة بشكل اساسي.  

لكن، برأي الاوساط، الاهم من كل ذلك، أن يحظى هذا الطرح بموافقة ايران، وألا تقوم بأي عمل قد يؤدي الى خربطات او مشاكل او اضطرابات كبيرة في البلد، لأن طهران ما زالت تعارض طرح التجديد لرئيسي الحكومة والجمهورية، خاصة وانه تم التجديد للحلبوسي لمجلس النواب.   

وبما ان المناصب الرئاسية في العراق توزيعها طائفي، حيث ان رئيس الحكومة يكون شيعيا ورئيس مجلس النواب سنيا ورئيس الجمهورية كرديا، فإن صالح، الذي تسلم الحكم عام 2018 مدعوما من الولايات المتحدة وبقبول عربي وخليجي، هو كردي ينتمي الى حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالتالي فهو يحتاج الى دعم الحزب المنافس، الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه. وهنا تؤكد الاوساط ان البرزاني يدعم هذا التوجه، وهناك اعتقاد بأنه سيوافق على التجديد لصالح ولو كان من الحزب المنافس له.   

وتشير الاوساط الى ان أداء صالح في فترة حكمه، كفيل بفتح أبواب الرئاسة أمامه خاصة وأنه يحرص دائماً على التعامل على نفس المسافة من جميع القوى السياسية في العراق، ويدافع عن المصالح الوطنية بعيدا عن أيّ خلفيات فكرية أو تأثيرات عرقية، أو اصطفافات سياسية لطالما استنزفت الشعب العراقي وقادته إلى حافة الإفلاس.   

والاهم أنه الشخصية الكردية الوحيدة التي نجحت في كسر عُقد الماضي وتجاوزت قصص المظلومية والثأر وحاورت مختلف الطوائف والأعراق على قاعدة المشترك الوطني العراقي، وهو المسار الذي سيقود إلى الحفاظ على وحدة العراق ويحقق مكاسب لجميع الفرقاء بدل الصراع بصورته الحالية الذي يهدد بتقسيم البلاد. فهل سيتم التجديد له لولاية ثانية؟ ان غدا لناظره قريب، تختم الاوساط.  

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o