Jan 20, 2022 1:04 PM
خاص

بوتين يستقبل رئيسي متحديا واشنطن...لعبة غير موفقة!

المركزية- بالتزامن مع توتر شديد اصاب العلاقات الروسية- الاميركية على خلفية ملف اوكرانيا، حيث تهدد واشنطن موسكو بعقوبات وبرد عسكري اذا هي حاولت اقتحام جارتها، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال نظيره الايراني ابراهيم رئيسي في الكرملين. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه الخطوة تريد من خلالها روسيا تذكير البيت الابيض بأوراق القوة الكثيرة التي تملكها وأبرزها الورقة الايرانية خاصة في ظل الرغبة الاميركية بالتوصل الى اتفاق نووي والى تسويات للأزمات في الشرق الاوسط. وكأننا بالكرملين يقول للولايات المتحدة "نحن قادرون على التسهيل وعلى التصعيد، فإذا أزعجتمونا سنلجأ الى الخيار الثاني ونعقّد أموركم، وحتى اننا قد نطلق يد اعدائكم من جديد، وأبرز هؤلاء، الجمهورية الاسلامية. وقد حملت مواقف بوتين ورئيسي امس هذه النكهة التحذيرية المبطنة، التي فهمتها واشنطن بطبيعة الحال.

وقال بوتين في مستهل اجتماع عقده مع رئيسي في موسكو  "نتعاون بشكل وثيق جداً على الصعيد الدولي، فضلاً عن أن جهودنا ساعدت بدرجة كبيرة الحكومة السورية في تجاوز التهديدات المرتبطة بالإرهاب الدولي". وأشاد بتطوير العلاقات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لإنشاء منطقة تجارة حرة، مضيفاً أن "التجارة بين البلدين زادت بأكثر من 38 في المئة عام 2021 على الرغم من جائحة فيروس كورونا". بدوره، أشار رئيسي إلى أن تجربة التعاون بين روسيا وإيران في سوريا يمكن أن تخلق شروطاً مسبقة لتطبيقها في مجالات أخرى. وقال: "لدينا تجربة جيدة للغاية في التعاون مع روسيا في سوريا وهذا تعاون في مكافحة الإرهاب في المنطقة.. هذه التجربة الجيدة للغاية يمكن أن تهيئ لنا الشروط المسبقة لتطبيق هذه التجربة في كثير من المجالات الأخرى". وأضاف رئيسي أن إيران لن توقف تطورها أبداً بسبب العقوبات الغربية. وقال "إننا نقاوم الأميركيين منذ أكثر من 40 عاماً ولن نوقف تقدم البلاد وتنميتها أبداً بسبب العقوبات أو التهديدات"، متابعاً "نحن الآن نبذل جهوداً لضمان رفع العقوبات".

ورجح رئيسي أن موسكو وطهران قد تتعاونان في مواجهة الخطوات الأميركية أحادية الجانب على الصعيد الدولي، مضيفاً "ليست لدينا أي قيود على تطوير وتوسيع العلاقات مع روسيا الصديقة.. هذه العلاقات لن تكون قصيرة المدى وتكتيكية بل دائمة واستراتيجية".

وأعرب رئيسي عن تطلع إيران إلى تطوير علاقاتها مع روسيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى الأمن والفضاء ومجالات أخرى. وكان رئيسي قال في مؤتمر صحافي قبل توجهه إلى روسيا إن زيارته إلى موسكو ستشكل "نقطة تحول" في علاقات طهران وموسكو وتعزز التعاون الإقليمي في مواجهة "الأحادية".

لكن وفق المصادر،  الرسائل الروسية هذه لا تقلق واشنطن كثيرا. فهي تدرك ان موسكو، قبل الولايات المتحدة، وأكثر منها، ترفض توسعَ النفوذ الايراني في الإقليم وتسعى الى لجمه وكبحه. فهي ترفض تثبيت الوجود الايراني في سوريا، لانه مزعج لمخططاتها هي، كما لا يناسبها تطوير ايران قدراتها النووية والبالستية لان موسكو لا تريد منافسا لها في المنطقة بل قوًى قادرة على السيطرة عليها. من هنا، فإن تصرفات موسكو لا تنظر اليها واشنطن بخوف بل وفق قاعدة "لا تهددينا، ودخولك اوكرانيا سيبقى خطا احمر مهما استعرضت وصعّدتِ!"، وقد لوّح الرئيس الاميركي جو بايدن منذ ساعات بأن "روسيا ستواجه كارثة وعقوبات غير مسبوقة اذا غزت اوكرانيا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o