Jan 15, 2022 3:54 PM
تحليل سياسي

مرتاحة الى لجم الدولار..المنظومة تواصل مناكفاتها السياسية فيما الازمات تراوح
العهد مصر على تطيير سلامة و"الضاحية" متمسكة بقبع البيطار.. المخرج: إفراج مؤقت عن الحكومة؟
"القوات" ترد على اتهامات باسيل.. واليمن يرحب بمنتقدي تصرفات "حزب الله"

المركزية- اسبوع سقوط الحوار ولجم الدولار، انتهى ببرودة لافتة اصابت همّة المنظومة، وقعُها سيكون بطبيعة الحال، أثقل وأشد خطورة على البلاد والعباد، من البرودة المناخية التي يعيشها لبنان اليوم. فلا اتصالات او لقاءات ظاهرة لمحاولة احياء جلسات مجلس الوزراء، بل يبدو ان اهل الحكم، ارتاحوا لضبط انهيار الليرة في الساعات الماضية، بفضل تعاميم مصرف لبنان وهندساته، وسيواصلون بمعزل عن هموم الناس المعيشية القاتلة، صراعاتهم ومناكفاتهم التي تشل المؤسسات الدستورية، وتحول بالتالي دون ابصار اي خطة انقاذية رسمية كاملة الاوصاف تُقدّمها الدولة لصندوق النقد الدولي، النور. لكن ما يجب ان تعرفه "المنظومة" وما يشدد عليه اهل الاختصاص في المصارف والاقتصاد، هو ان مفاعيل اجراءات "المركزي" موضعية ولن تدوم طويلا اذا لم تُلاقها السلطة السياسية، في منتصف الطريق وتضطلع بمهامها لناحية تفعيل مجلس الوزراء واقرار القوانين الاصلاحية اللازمة، في مجلس النواب.. فهل يأخذ اهل الحكم، حماية لأنفسهم من غضب الشارع الذي يغلي، هذه النصيحة في الاعتبار؟

مهاجمة سلامة: فيما اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امس انه باق على تعاميمه، شارحا ان "عملية تقليص الأوراق النقدية بالليرة ستكون بين البنك المركزي والبنوك التجارية" وان "هذه المبادرة تهدف إلى كبح تقلبات سوق الصرف، وتهدف إلى تعزيز قيمة الليرة أمام الدولار"، هدأت السوق الموازية غير الشرعية، واستمر تراجع الدولار اليوم، كما هدأت هرولة اسعار المحروقات والخبز والطحين والدواء والسلع كلّها، صعودا. لكن اندفاعة الفريق الرئاسي نحو تطيير سلامة، لم تهدأ. فقد شن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم، في حديث صحافي، هجوما جديدا عليه، معتبرا ان اي انقاذ جدي لا يمكن ان يتحقق في وجود سلامة، على وقع اصرار القاضية المحسوبة على العهد القاضية غادة عون على ملاحقته قضائيا.

المواجهات تشتد: وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن موقف العهد من سلامة سيشكّل مادة ملتهبة جديدة تضاف الى القضايا الخلافية المحلية وعلى رأسها موقف الثنائي الشيعي من المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، وستعقّد جهود انعاش مجلس الوزراء. فبعد صراع التيار – الثنائي الشيعي بفعل قرارهما شل الحكومة، جبهة قديمة - جديدة ستُفتح الآن وستزداد سخونة، بين العهد والسراي هذه المرة. ذلك ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رفض ويرفض التخلي عن الحاكم سلامة، وقد قال منذ ايام قليلة انه و"خلال الحرب، لا يمكن ان أغيّر ضبّاطي". على اي حال، فإن مطالبة باسيل بجلسة لسحب الثقة من الحكومة، خير دليل على المواجهة التي تدور بينهما اليوم.

افراج مؤقت اومقايضة؟: في الموازاة، تشير المصادر الى ان المخرج من هذا المأزق، قد يكون بإفراج مؤقت عن الجلسات لاقرار الموازنة وحلحلة بعض القضايا المعيشية الملحة او قد يكون بمقايضة بين الثنائي الشيعي وباسيل، تقوم على تطيير البيطار وسلامة معا، لكن هل يرضى بها، وبأثمانها شعبيا ودوليا، ميقاتي، مقابل فكّ أسر حكومته؟  بحسب المصادر، فإن هذه التسوية التي يسعى اليها حزب الله في الكواليس، في مفاوضات يجريها الآن مع ميرنا الشالوحي، قد تشمل بمفاعيها الانتخابات النيابية ايضا.

الحزب وبيطار: على هذا الصعيد، جدد نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم رسم معادلة الحزب: تكبيل البيطار مقابل تحرير الحكومة. فقد لفت الى ان "المحقق العدلي البيطار ومن وراءه هم السبب المباشر وراء تعطيل المؤسسات الدستورية في لبنان وذلك بمصادرة صلاحيات المجلس النيابي، أداء هذا المحقق أساء كثيرا إلى القضاء الذي يتخبط ويعيش أسوأ أيامه، هل يعقل أن يبقى قاض في منصبه وعليه واحد وعشرين دعوة تنحية وأحدث هذه البلبلة في الجسم القضائي والبلد، ولا تقدم في التحقيق وإعاقة ورد إلى درجة أننا أصبحنا أمام أزمة تحقيق الحقيقة، ثم من يفصل بين السلطات؟ نقول: السلطات منفصلة عن بعضها ولكل سلطة حق، السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية، لكل سلطة صلاحيات ولا يحق لأي سلطة أن تتدخل في صلاحيات السلطة الأخرى، ماذا نفعل إذا تغوَّلت السلطة القضائية على سلطة أخرى هي سلطة مجلس النواب وأخذت صلاحيات منه، وهل يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي ولا نتحرك لوضع حد لمصادرة السلطة القضائية حقوق وصلاحيات سلطة أخرى في البلد؟ تريدون الحل: الحل يبدأ بتفكيك الملفات، والبداية من القضاء الذي تجاوز صلاحياته، ويجب إعادة محاكمة الرؤساء والوزراء إلى المجلس النيابي عندها تحل العقد تباعا ونتعاون جميعا في هذا الاتجاه".

تمويل خارجي؟: من جهة ثانية، يعزز المخاوف على الانتخابات، حديثُ العهد وباسيل وحزب الله الدائم عن محاولات لتطويقهمم وعن تمويل ضخم يُرمى في البلاد لاستهدافهم. وفي السياق، قال قاسم "أخصامنا في الانتخابات أكثريتهم الساحقة هم من الأحزاب وقوى فاعلة شاركت في السياسات المالية والاقتصادية لثلاثين سنة، والعدد الذي يمكن أن ينجح في الانتخابات النيابية ممن لم تكن له تجربة في السلطة من جماعة المنظمات غير الحكومية قد يعد على الأصابع، وبالتالي سنكون أمام مجلس نيابي من هؤلاء الذين مروا على السلطة في لبنان في مراحل مختلفة، ووجه السحَّارة لهؤلاء الأخصام هم القوات اللبنانية الذين يحملون تاريخا إجراميا ومجازر بحق المسيحيين قبل غيرهم، لأنهم لا يقبلون الآخر ويريدون التسلط على كل المقدرات".

الضحك على الناس: وبينما حمل رئيس التيار ايضا على القوات اللبنانية ورئيسها، متهما اياهما بحماية حاكم مصرف لبنان وبدعم اتفاق الطائف، رد عليه مرشح القوات اللبنانية في قضاء البترون غياث يزبك قائلا "إن الضحك على الناس بات عند باسيل اختصاصا ونهجا، وكأنه لم يتعظ من صيحاتهم في 17 تشرين"، مذكّرا بأن "القوات ليست من وضع، ومن خارج جدول اعمال مجلس الوزراء، بند التجديد للحاكم سلامة، عام 2017"، ومضيفا "اتفاق الطائف، بتوازناته وتفاصيله، ليس الا نتاج حروب الرئيس ميشال عون "التحريرية" و"الالغائية، وهو الذي أوصله الى بعبدا، وارتضاه دستورا وأقسم عليه، وها هو يدعو اليوم الى عقد طاولات حوارية تطرح بنودا هي في الواقع، من صلب الطائف، الا ان حلفاءه، وبغطاء منه وبـ"تواطؤ المستفيد" مِن فريقه السياسي، هم من يَحولون دون تطبيقها، لانها تضرب دويلتهم وسلاحها". وعن استخفاف باسيل بمقولة ان "قلب هذه الاكثرية سيخفض سعر الدولار"، قال يزبك "ربما لم يفهم بعد ان ازمة لبنان الكبرى هي فقدان الثقة الشعبية والدولية والعربية والخليجية به وبدولته جراء اداء المنظومة. لكن بمجرد انتزاع هذه الاغلبية من يدها وادواتها، سيكون اللبنانيون يفتحون صفحة جديدة، ستلاقيها حتما، الاسواق واصدقاء لبنان في الخارج بارتياح وبدعم ومساعدات واستثمارات".

ترحيب يمني: وليس بعيدا من الثقة المفقودة بلبنان ومن ابتعاد اصدقائه عنه، رحب وزير الاعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الارياني، بالاصوات التي ازدادت مؤخرا داخل لبنان منادية بوقف تدخل ميليشيا حزب الله في شؤون اليمن، وبوقف ادارة وتسليح وتمويل ميليشيا الحوثي، وبوقف التحرك كوكيل اقليمي لنظام طهران، وبسحب خبراء ميليشيا حزب الله ومقاتليها من اليمن، وإغلاق قناة المسيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتغليب مصلحة لبنان والشعب اللبناني على الأجندة الايرانية".

الطوابير ستعود؟ في انتظار هذه الجلسة، ووسط الاجواء الملبدة سياسيا، الازمات المعيشية تُراوح ايضا. فقد غرّد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس على حسابه عبر تويتر، كاتبا: اصحاب المحطات ليسوا اصحاب مكاتب صيرفة. سياسة الزامهم بشراء المحروقات بالدولار غير المستقر  وبيعهم لها بالليرة مع تحديد السعر لهم، ستعيد الازمات والطوابير. وبكرا بس نوصل عالازمة بتحملوهم عندها المسؤولية. ننبه منذ اشهر عديدة "وانقطع صوتنا" والاذان صماء. الشراء والبيع بالليرة فقط".

لا مدارس؟ الى ذلك، رأت اللجنة الفاعلة للاساتذة المتعاقدين في التعليم الاساسي الرسمي في بيان، انه "بعد مرور اسبوع والاساتذة والتلاميذ في البيوت، وزارة التربية كما الحكومة في موت سريري". واضافت "بناء على اللامسؤولية تجاه المدارس الرسمية واساتذتها وتلامذتها، تؤكد اللجنة الفاعلة ان لا عودة الى المدارس قبل دفع حقوق الاساتذة المتعاقدين والمستعان بهم، ودولرة المستحقات لتتماشى مع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o