Jan 13, 2022 4:00 PM
خاص

السياسة تفرق بين الأخوة حبيش في عكار... فقاعة إعلامية أم رد دين للتيار؟

المركزية – في كل مرة يرد فيها ذكر إسم زياد حبيش يكون التعريف من خلال إسم  شقيقه عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش. لكن الواضح أن ما فرقته السياسة لن تجمعه روابط الأخوة في البيت السياسي الذي بات رمزا تقليديا في كل دورات الإنتخابات النيابية وسواها في عكار. 

إسم زياد حبيش برز مع قضية زوجته المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج. ومن هنا يبدأ الكلام عن "فراق" الإخوة في الإنتخابات المقبلة،  إذ يبدو أن زياد حبيش يريد أن يرد الصاع لشقيقه النائب هادي حبيش الذي رفض التوسط لدى مراجع قضائية خلال فترة محاكمة المقدم الحاج نزولا عند طلب شقيقه، لتفادي إحراج كتلة المستقبل التي ينتمي إليها. فكان خيار زوج المقدم الحاج اللجوء إلى التيار الوطني الحر. وجاء اليوم الذي استحق تسديد الدين في صناديق الإقتراع مع انتشار خبر ترشح زياد حبيش على لائحة التيار الوطني الحر في عكار! 

مصادر عكارية نفت عبر "المركزية" الأخبار المتداولة عن ترشح زياد على لائحة التيار الوطني الحر واعتبرت أن ما يتم التداول به لجهة ترشحه في وجه شقيقه النائب في كتلة المستقبل هادي حبيش ليس إلا فقاعة إعلامية بهدف رد الجميل للتيار الوطني الحر وخلق بلبلة في صف العائلة الواحدة. وتضيف أن النائب حبيش فضل في حينه  التزامه السياسي، ورفض التفريط بتاريخه وإحراج تيار المستقبل مما دفع بشقيقه إلى أحضان الوطني الحر وتوسط لدى وزير الدفاع آنذاك الياس بوصعب الذي كانت له اليد الطولى في مسار القضية داخل المحكمة العسكرية. 

ومكافأة للتضحيات التي قدمها زياد حبيش بالإنفصال عن شقيقه النائب في كتلة المستقبل وقع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم ترقية ضباط الامن الداخلي ومن بينهم سوزان الحاج إلى رتبة عقيد  . 

إذا الدين ثقيل ومكلف "لكن حسابات الإنتخابات النيابية لا تنطبق على بيدر "النكايات". وتقول المصادر العكارية الملمة بدورات المعارك الإنتخابية في عكار أن على رغم وجود نية لدى المحامي زياد حبيش برد الدين للتيار ورغبته بالترشح على لائحته إلا أن الأخير لا يفرط برصيده، سيما وأن لديه 3 مرشحين هم جيمي جبور وأسعد درغام ويعقوب الصراف. ويدرك التيار سلفا أن ورقة زياد حبيش خاسرة ورصيده صفر في صناديق الاقتراع حتى لو كان يخوض معركته في وجه شقيقه النائب هادي حبيش أو بمعنى أوضح، في وجه تيار المستقبل. ويدرك التيار أيضا، أنه في حال استحوذ زياد على 100 صوت ستكون في مجملها من داخل القبيات وبذلك فهو لا يملك رصيدا شعبيا يستحق التضحية بأي مرشح على لائحة التيار كما أنه لا يشكل خطرا على شقيقه النائب حبيش. 

تداعيات الأوضاع الاقتصادية والماليّة والمصرفيّة والمعيشيّة بشكل خاصّ لا تزال تتفوق على هاجس الإنتخابات في عكار إلا أن مناخات الاستعدادات للانتخابات الموعودة في 15 أيار المقبل لا تختلف عن باقي الدوائر الانتخابية على مساحة الوطن. والمرشّحون الطامحون، سواء أكانوا حزبيين أم مستقلّين أم معارضين طامحين للتّغيير مجمعون على مطالبة الناخب المنكوب والمنهوب بتحكيم وتصويب قناعاته وخياراته في انتخاب من يرونه الأفضل للقيادة وتسلّم المسؤوليّة للمساهمة في التعافي والنهوض. 

إنطلاقا من هذه الحيثية تؤكد المصادر أن ترشح المحامي زياد حبيش على لائحة التيار ليست إلا فقاعة إعلامية "لزكزكة" المستقبل، وتوسيع رقعة الخلاف بين الإخوة داخل البيت الواحد وهذا الأسلوب ليس بمستجد أو طارئ على سياسة التيار الوطني الحر، إلا إذا كان هناك إتفاق ضمني بين الإخوة  خلال فترة المحاكمة بحيث يتخلى النائب حبيش عن شقيقه في العلن ويذهب الأخير إلى التيار الوطني الحر، وداخل البيت السياسي "صافي يا عسل". 

هل ستلائم رياح الأزمات سفن التغيير المُحكى عنه لإصلاح حال الكيان اللبناني أم أن الأمور لم تنضج بعد لهذا التغيير الجذريّ المطلوب؟ تؤكد المصادر "أن التحضيرات للإنتخابات المقررة في 15 أيار لا تزال محصورة ضمن كل فريق سياسي وتقتصر على إنجاز عمل الماكينات الإنتخابية، أما بالنسبة إلى اللوائح والتحالفات فلا شيء واضحا ورسميا والمعركة لم تفتح بعد طالما أن المستقبل لم يفصح بعد عن مرشحيه باستثناء إسمين هما النائبان الحاليان وجيه البعريني وهادي حبيش الذي يتمسك به "المستقبل" كمرشح ماروني على اللائحة. وبالنسبة إلى "القوات" فهي لم تحسم خيارها بعد إن لجهة الترشيحات أو التحالفات علما أن خيار الحزب بحسب المصادر لن يقع على النائب الحالي وهبي قاطيشا الذي سيخرج من كتلة الجمهورية القوية ويبقى في دائرة الحزب. 

 فهل تعود روابط الدم بين الأخوين حبيش بعد إقفال صناديق الإقتراع ويتأكد المحامي زياد أن العائلة قبل "التيار"؟ الجواب حتماً في ما ستفصح عنه صناديق الاقتراع من نتائج.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o