Dec 01, 2021 4:50 PM
خاص

هل انكسرت الجرة بين التيار والثنائي الشيعي؟
درغام: حان الوقت لقول الأمور كما هي

المركزية – بات واضحا أن أي كلام عن إعادة ترقيع العلاقات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليس إلا من باب التحليل السياسي وتعبئة الهواء وصفحات الجرائد.  فالواقع على الأرض لا يعكس أيا من محاولات تقريب وجهات النظر بين الطرفين سيما وأن كلا منهما يقف عند ثبات مواقفه وهذا ما بدا واضحا في آخر جلسة لمجلس الوزراء- وعساها لا تكون الأخيرة في عمرها - حيث ساد جو متوتر وثبت أن باسيل لا يتراجع عن مواقفه وهو يرفض التصويت على قانون المحكمة الخاصة للرؤساء والوزراء في حين يشترط بري التصويت لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وعلى خط موازٍ تؤكد مصادر مواكبة للإتصالات الجارية على خط بري- باسيل  أن الخلاف يدور حول موضوعين رئيسيين هما: ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل وقانون الانتخاب الذي يعارض بري طعن التيار به. وعليه فإن كل المساعي الرامية الى معالجة الامر لم  ولن تصل إلى خواتيمها.

عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام يؤكد لـ"المركزية" "أن أي موقف يتخذه التيار سواء في عمله البرلماني أو الحكومي لا يرتبط إلا بالمصلحة الوطنية". وإذ لفت إلى أن الطعن الذي تقدم به التيار محصور فقط بالمواد التي حاولوا تعديلها وهي المخالفة الدستورية التي أقدم عليها المجلس النيابي لناحية تفسير الأكثرية المطلقة للتصويت خلال الجلسة، وتعديل المهل في قانون الانتخاب، فضلاً عن الطعن بدستورية عدم تخصيص مقاعد ستة لدول الاغتراب وحرمان المغتربين من حقهم بالتمثيل بنواب في الخارج، كما ينص قانون الانتخاب"، كرر مؤكداً أن "الصراع لا يتعدى هذه النقاط أما إذا حاول البعض أن يربط الأمور ببعضها فهذا شأنه".

مسألة التسويات التي باتت حديث الصالونات السياسية يرفضها درغام معتبرا أن الهم الأساسي اليوم هو الوضع المعيشي ويقول: "في الماضي القريب كنا نقول إننا ذاهبون إلى أزمة إقتصادية حادة لكننا وصلنا إلى مرحلة الجوع". وبالمباشر توجه إلى الثنائي الشيعي بالسؤال: "هل يمكن أن نتعاطف مع مشاكل وأوجاع المنطقة ونتغاضى عن وجع شعبنا الذي وصل إلى مرحلة الجوع؟ وهل يعقل أن نتوجه إلى دول العالم والمؤسسات الدولية لجمع المساعدات وحكومتنا تتقاعس عن تلبية الحاجات الأساسية للناس؟ هل يجوز أن نتكلم على المنابر الدولية والمحلية عن السيادة والكرامة وشعبنا يجوع؟ القرار والسيادة اليوم للشعب وليس للحجر وبدل أن نقارن بين الجيد والسيء صرنا نحسبها بين السيء والأسوأ".

عدم القدرة على تغيير قواعد اللعبة يفترض مصارحة الشعب عما ينتظره بعد من أزمات وجوع وكيف يمكن الإستمرار في ظل الكلام عن استفحال الأزمة المعيشية والمالية والآتي أصعب! لكن هذه المصارحة تستوجب أيضا الإجابة عن الأسئلة المصيرية التي يضعها درغام برسم المعنيين "كيف يمكن للحزب (الله) الذي هزم الإرهاب ودحر الجيش الإسرائيلي وانتصر عليه في حرب تموز 2006 ويتدخل في مشاكل وحروب المنطقة أن يكون عاجزاً عن التدخل في محاربة الفساد في الدولة، ومعالجة ملفات الحكومة؟ إذا كان عاجزا عن المساعدة فهذه مشكلة، وإذا كان عاجزا ولا يقدم المساعدة فالمشكلة أكبر".

قد يخرج من يقول بأن حزب الله أكد على لسان أمينه العام حسن نصرالله أنه يعالج أزمات أبناء بيئته المعيشية سواء بالمواد الغذائية والأدوية والمحروقات وحتى ب"الفريش دولار" وكلها من دولة إيران فهل تجوز مساءلة الحزب؟ "إذا كانت مساعدات الثنائي الشيعي تقتصر على بيئته فليصارح الشعب اللبناني بذلك وبعدها فليبن على الشيء مقتضاه".

نفهم من ذلك أن الجرة انكسرت بين التيار والحزب؟ يجيب درغام: "طبعا هناك تباين بين التيار وحزب الله سواء في ملفات الحكومة وداخل مجلس النواب. فالحكومة لا تجتمع ولا حتى مجلس النواب علما أن الرئيس بري قال إنه سيدعو إلى جلسة كل 10 أيام. مر 40 يوما ولم تُعقد جلسة واحدة. هل يجوز ذلك؟ كل المحرمات تسقط عندما يجوع الشعب".

ويختم درغام: "حان الوقت لنقول الأمور كما هي. حان الوقت لنخرج من كل التركيبات والأقاويل التي من شأنها أن تلهي الناس عن الواقع المأساوي. حان الوقت ليعرف أهالي ضحايا المرفأ حقيقة من قتل أولادهم ومن دمر ثلث العاصمة بيروت. وإذا كان هناك فريق أو مسؤول يرفض المثول أمام القضاء فلنلغ عمل المؤسسات القضائية ونعد إلى نظام العشائر. أما أن نعطل عمل الدولة لأننا نرفض مسار التحقيقات التي يتولاها القاضي البيطار فهذا أمر لا يجوز إلا إذا أرادوا أن يجعلوا من العدالة والقضاء وجهة نظر".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o