Nov 25, 2021 3:54 PM
خاص

بعد عقود من المقاطعة...أرمينيا وتركيا نحو إعادة بناء العلاقة؟

المركزية - في الصالونات الدبلوماسية الغربية حديث عن اتصالات تجري بين يريفان وانقره للتوقيع على اتفاق بين البلدين لتسوية العلاقات من دون شروط، ومعلومات عن ان  المسؤولين في ارمينيا ابلغوا روسيا بالخطوة بعدما سبق ان أبدت موسكو استعدادها للمساعدة على إنجازها وتطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا.  

عام 2009 ظهرت بوادر إيجابية، تمثَّلت في الجهود الدبلوماسية لعودة العلاقات، التي عُرفت بـ"البروتوكولات"، لكن هذه الجهود تعثَّرت، إذ ضغطت أذربيجان على حليفتها تركيا لإفشالها. أما بعد حرب العام الماضي بين أرمينيا وأذربيجان المدعومة من تركيا، التي استمرت 44 يوما، وانتهت بهزيمة أرمينيا، تغيَّرت قواعد اللعبة. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، سلَّمت أرمينيا الأراضي المحتلة إلى أذربيجان، ما يعني انتفاء مُبرِّر أنقرة الأصلي لقطع العلاقات. فقد تغيَّرت حسابات الدول الثلاث، إذ يقول محللون ومسؤولون من منطقة القوقاز إن احتمال إعادة العلاقات هذه المرة أقرب من أي وقت مضى. فهل أرمينيا وتركيا مستعدتان أخيرا لإعادة بناء علاقاتهما، بعد ثلاثة عقود تقريبا من انقطاع العلاقات وغلق الحدود بينهما؟ 

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" "ان العلاقة مع تركيا توترت بسبب حرب ارمينيا واذربيجان. وأعتقد ان الصراع هو تركي – روسي، بما أن تركيا تساعد أذربيجان وروسيا تقف الى جانب أرمينيا، والتقارب بين أنقرة ويريفان قد تكون خلفيته أيضاً من خلال تفاهم تركي - روسي. اتصور ان الاتراك والروس قرروا التخفيف من التوتر في المنطقة".  

ولفت طبارة الى "ان تركيا عادت تتحدث عن العودة الى مبدأ "صفر مشاكل"، الذي طرحه رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، وكان يهدف إلى خلق جو من السلام والاستقرار، والعمل على رفع مستوى التكامل مع دول الجوار. لكن هذا الأمر لم ينجح مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى الحكم وتحوّل الى "صفر أصدقاء" وحصلت مشاكل أكثر من السابق. بدءا من إدارة ملف الأزمة في سوريا، واحتلال جزء من أراضيها تحت عنوان "المنطقة الآمنة"، وتخطي العمليات العسكرية في الأراضي العراقية حدود ما نصَّت عليه اتفاقية 2008، وصولاً إلى الدور التركي في ليبيا والصومال، والدعم العسكري والسياسي للقوات العسكرية الأذربيجانية التي استعادت إقليم ناغورنو كاراباخ من أرمينيا...".  

أضاف طبارة: "الآن عادت تركيا الى المناداة بما يسمى "صفر مشاكل" اي ترتيب الامور وهذا كلام مهم، لماذا يريدون ان يعودوا الى "صفر مشاكل" رغم انهم كانوا يفتعلون المشاكل، خاصة مع ارمينيا التي لها تاريخ طويل من الصراعات منذ الحرب العالمية الاولى. لماذا يريد أردوغان اليوم تحقيق هدف "صفر مشاكل" ولم يقم به من قبل؟ اعتقد ان هناك ترتيبات على مستوى الروس والاتراك، حيث يتم الاتفاق بأن تتعهد روسيا بالتوقف عن مساندة أرمينيا وتركيا عن مساعدة اذربيجان ويصار الى حل قضية البلدين بالتي هي احسن، لذلك هذه خطوة من الخطوات في هذا الاتجاه، لكن ليس من الممكن ان يحصل تفاهم بين تركيا وارمينيا التي مضى على مشاكلهما اكثر من قرن، من دون ان يكون له اطار استراتيجي. كل الامور متداخلة، لكن الاساس أنه لن يحصل اتفاق بين انقرة ويريفان الا اذا كانت اذربيجان موضوعا اساسيا فيه ومن خلال اتفاق روسي - تركي". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o